اذهب الي المحتوي
شرح حل مؤقت للتحميل من دومين مازاكوني نت للروابط لحين تحويل روابط المتدي ×

go3lesa

Advanced Members
  • Posts

    1,685
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

مشاركات المكتوبه بواسطه go3lesa

  1. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

     

    اه يا رودى قوليله انها قبلته

    عشان ميدعيش عليا بس :Mazakonia (92):

     

    تسلمى يا رودى يا جميله انتى على ردك التانى

    وعايزاكى تردى 14 مره وربع فى كل توبيك :Mazakonia (95):

    والف شكر على كلامك يا قمر

     

     

    تسلمى يا جولييت على ردك ومرورك

    نورتى القصه يا قمر

  2. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

     

    هههههههههههههههههه

    ابطل ايه يا حماده والله مش قصداها

    هى القصه خلصت على كده

    واكيد يعنى قبلت كان باين اوى انها بتحبه

    وسلامتك من الغيظ :Mazakonia (95):

     

    تسلم على ردك ومرورك

    نورت القصه يا حماده

    هههههههههههههههه

  3. الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ

     

    مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ

     

    اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ

     

    شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا

     

    تَعْمَلُونَ (149)

  4. وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ

     

    أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)قَالُواْ

     

    ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ

     

    وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ (68) قَالُواْ ادْعُ لَنَا

     

    رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ

     

    لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)

  5. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

     

    تسلم ايديكى يا سالومى

    كلام جامد جدا

    بس اقولك حاجه بصراحه مفيش حد هيقدر يعمل كل ده فى وقت واحد

    انا نفسى اعمله بس لما باجى اركز فى الخطوات

    دى واحاول اعملها تفكيرى بيتشتت ومبقدرش اكمل الكلام

    بسيبها على الله بقى وتطلع زى ما تطلع

    بس للحق انا بسمع اكتر ما بتكلم

    وبعمل حاجات كتير من نصايحك

    بس مبعرفش اوصل لكل النصايح

     

    شكرا ليكى يا جميله

  6. وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ

     

    مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ

     

    مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا

     

    مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا

     

    تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ

     

    أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم

     

    مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ

     

    ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ

     

    ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61)

  7. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

     

    تسلم ايدك يا حماده عالموضوع

     

    الحكم عالناس بمجرد النظر موجود فعلا

    ودى بتبقى حاله نفسيه

    يعنى انت استريحت لوشه او لا

    وانا بصراحه ساعات بعمل كده

    بس مبتعاملش مع الشخص ده باى حاجه تجرحه

    لا بعامله عادى لغايه ما يثبت ليا العكس

    ولو طلع زى ما انا فهمته من الاول

    بيبقى كويس لانى ببقى واخده حذرى من البدايه

     

    بس مش شرط انك تحكم عالناس بحاجه وحشه

    ممكن تحكم عليهم بحاجه حلوه

    يعنى تقول ده شكله طيب وجدع وخدوم

    وتتعامل معاه على الاساس ده

    وبعدين تكتشف العكس فبتعمل صدمه بجد

    يمكن ده اللى بيخلينا منديش الامان لحد من البدايه

     

    شكرا يا حماده

  8. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

     

    تسلم ايدك يا باسم عالموضوع

     

    انا ضد الحجاب العصرى ده

    لانه مبينطبقش عليه شروط الحجاب الشرعى

    هو تقريبا موضه مش اكتر

    مينفعش يبقى حجاب وضيق والوانه فاقعه

    والحاجات اللى بنشوفها دى

    بيبقى الواحد بيغلى من جواه

    ببقى شويه وهروح اقولها ازاى عامله فى نفسك كده

    الحجاب مش معناه تغطى شعرك وتلبسى اللى انتى عايزاه

    الحجاب يعنى تحجبى نفسك عن عيون الناس

    لان نفسك غاليه اوى

    والحجاب العصرى ده ملوش اى علاقه بالقناعه الدينيه

    اللى تعرف دينها كويس عمرها ما تلبس كده

     

    شكرا ليك يا باسم

  9. وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ

     

    مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ

     

    إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ

     

    إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ

     

    حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (55)ثُمَّ

     

    بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)

  10. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

     

    لا حول ولا قوه الا بالله

    انا لله وانا اليه راجعون

    فى فى الدنيا ناس كده

    سبحان الله

     

    تسلم ايديكى يا انجولتى

  11. واستعينوا بالصبر والصلوة وانها لكبيره الا على الخاشعين(45)

     

    الذين يظنون انهم ملقوا ربهم وانهم اليه راجعون(46)

     

    يا بنى اسرائيل اذكروا نعمتى التى انعمت عليكم وأنى فضلتكم

     

    على العالمين(47) واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا

     

    ولا يقبل منها شفاعه ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون

     

    (48)

  12. الحب في المشرحة

     

     

    منذ زمن ليس ببعيد كانت لسنوات الطب الدراسية شكل مختلف ... فلقد كنّا نمضي السنة الأولى

     

    والثانية متصلة وهذا مما كان يتيح لنا أن نتعامل مع الدفعة الأكبر ثم الأصغر .... حيث تجمعنا

     

    المعامل و...... المشرحة لا مؤاخذة

     

    ولكن المؤاخذة وقصتنا رأيتها هناك ...

     

    كنت أجلس وصديقتي المقربة في إحدى قاعات المشرحة نراجع قبل الامتحان الشفهي لطلبة

     

    السنة الثانية... وكنت أسمع عن بعد طالباً من سنة أولى يقوم بشرح بعض النقاط المهمة

     

    والواجب اتباعها عند القيام بعملية التشريح .... وكنت ألتفت ألتقط بعضاً مما يقول ... فكل

     

    حرف يفيد مع أساتذة التشريح الجبابرة ..... ومع التفاتي المستمر إليه من آن لآخر لاحظت أن

     

    لعينيه دفئاً يسري متوهجاً إذا نظر في اتجاه ما .... فتبعت الاتجاه وإذا بي أرى عينين عسليتين

     

    فتحت صاحبتهما نافذة قلبها عليهما وقد نقشت في قلبها كلمة واحدة : أحبك

     

    يا إلهي ألهذا الحد ممكن أن تكون المشاعر مرئية .....

     

    زغدت صديقتي فاقتلعت رأسها من بين العضلات والعظم

     

    - عاوزه إيه ؟؟؟ أنا خلاص سلكت الجراسيليس

     

    - بصي

     

    - فين ؟؟

     

    - هناك ؟؟

     

    - فين ؟؟ على إيه ؟؟ خلصيني صوابعي نملت

     

    - مجموعة سنة أولى اللي هناك ... بصي على وش الولد اللي بيشرح والبنوتة اللي

     

    قدامه ولابسه موف

     

    - لأ !!!!! .... إيه ده !!!!! يا حبيبة قلبي ..... دول مش شايفين غير بعض يا عفاف

     

    - عمرك شفتي كده؟؟

     

    - يا روحي !!!! مش ممكن جمالهم .... بلا جراسيليس بلا تيبيا .( gracilis-

     

    tibia ).... يجننوا .... بس مش لا قيين غير الموقع العاطفي ده ... المشرحة !!!!

     

    - يابنتى دول مش في الدنيا .... أقطع دراعي هي مش سامعه حاجة ولا فاهمه حاجة

     

    وبدأت الاستقصاء بخفة عنهما ... وعرفت أنها تحبه بجنون ... من العام الفائت ..... رغم إن

     

    أباها أحد أكبر أساتذة الجراحة في الكلية وهو شاب عادي وبسيط ومكافح .... وتوقعت النهاية

     

    ولكن من حدثني أكد لي أن الفتاة متمسكة به ... وإنها تعرف كل ظروفه ووافقت عليها

     

    وأقسمت على الانتظار

     

    وكلما مرّ عام أبدؤه بالبحث عنهما وأرتاح حين أجدها تعلقت بعينيه قبل جسده وهى تسير إلى

     

    جواره تتأبط ذراعه بل تحتضنها وكأنه سيطير مبتعداً .... وكلما سألت من أعرف من تلك الدفعة

     

    يؤكد أنها قادرة على إقناع أبيها الأستاذ الكبير وأنه يعرف ... ولم يبدِ اعتراضاً حتى الآن على

     

    الأقل ....

     

    - يابنتي أنت فاكره الناس كلها قلوبها حجر زيك ياعفاف

     

    - أنا قلبي حجر ؟؟؟ الله يسامحك .... أنا بس أعرف إن فيه واقع وفيه أحلام

     

    - وإيه بقى الأحلام في حبهم ..... أهو أبوها عارف وبيشوفها وساكت

     

    - وده اللي بيأكد خوفي .....

     

    - إن الراجل بيقدر مشاعرهم ومش عاوز يحرم بنته من حبها ده اللي مخوفك ؟؟ مش

     

    بقولك مش كل الناس عندها عقل في دماغها وعقل في صدرها إلا أنت

     

    - صدقيني تصرفه مش طبيعي .... كان لازم يقاوم ... يجرب حتى المقاومة

     

    - ومين قال لك إنه ماقاومش والبنت هددته مثلاً إنها مش حتتجوز غيره فرضخ

     

    - يرضخ ليه ؟؟؟ البنت قمر ... مال وجمال وحسب ونسب ..... يرضخ ليه ؟؟؟

     

    - بس بس ...... ده إنت حاجة صعبة جداً الله يكون في عونه اللي حيتهف في نافوخه

     

    ويفكر يتجوزك

     

    - حنشوف ... ويارب يا ستي أطلع غلطانة

     

    - إن شاء الله بالثلث غلطانة ...... دول حيبقوا أحلى عرايس خرجوا من كليتنا

     

    - قولي إن شاء الله

     

    وقد تخرجنا قبلهم بالطبع ..... ولم تسنح الفرصة أثناء سنة الامتياز أن ألقاهم وقد شغلتهم

     

    الامتحانات النهائية ومنعتهم من الحضور بانتظام أو على الأقل غيرت نظام الحضور بالنسبة

     

    إليهم

     

    وقد قابلت نصيبي في هذه المرحلة .... وعقدنا العقد وبدأت أستعد لزواجي وتاه من رأسي

     

    اهتمامي بقصة الحب الجميلة التي عايشتها ... وفي أحد الأيام اتصل بي زوجي:

     

    - عفاف عندك حاجة الخميس ؟؟

     

    - نوبتجي أطفال .... خير فيه حاجة ؟

     

    - تعرفي تبدليها مع حد .... فرح ياسر صاحبي .... ومش معقول أسيبه في يوم زي ده

     

    - ما شاء الله ياسر مدرس التخدير ؟

     

    - أيوه ..هه حتعملي ايه ؟؟

     

    - عادي حبدلها مع أي حد من زمايلي ... متشغلش بالك يا

     

    حبيبي ..معاك في كل مكان

     

     

    الفندق خمس نجوم ...... وقد ازدانت حديقته بأكبر كمية من الزهور رأيتها في حياتي ...

     

    فعلاً ... كمية مهولة من الزهور البيضاء ..... يغلب عليها الياسمين و رائحة المدخل وفخامة

     

    التزيين بالأخضر والأبيض تذكرك بمنتجعات جنوب شرق أسيا الخيالية ..... ولاح في خاطري

     

    سؤال نسيته ... ياترى أخبارك إيه يا ياسمين إنت وعصام ؟؟؟؟؟؟

     

    - إيه ؟؟؟ نفسك في فرح كده يا عفاف ؟؟؟؟

     

    - أكيد نفسي .... بس ما تهونش علي ... إحنا اتفقنا تجهز عيادتك الأول

    - ربنا يخليك لي يارب

     

    - ويخليك لي .... بس ماشاء الله واضح إن ياسر إمكانياته كبيره قوي

     

    -

     

    أيوه طبعاً ... والده راجل أعمال محترم جداً الحقيقة ... أنت عارفه إحنا

     

    أصحاب من ايام المدرسه

     

    - ربنا يسعده

     

     

     

    وبدأت الزفة وقد وقفت بين الناس نرقب الثنائي الشاب الذي سيهل علينا من سلم الفندق

     

    الرخامي .....

     

    هل عرفتم العروس ؟؟؟؟ ياسمين !!! رأيت نفس الوجه الجميل ... والعينين العسليتين

     

    الواسعتين بأهدابهما الطويلة ... بل وابتسامة رقيقة على وجهها .....شيء واحد مختلف .....

     

    شاشة زجاجية حجبت القلب عن العين ..... رأيتها وحدي بالتأكيد فأنا وحدي من رأى دفء

     

    القلب يطل من المقل

     

    وحجبني ستار عن المكان والزمان .... كنت أسمع للضيوف وفى رأسي شريط آخر

     

    - ما شاء الله عروسته قمر

     

    - لها حق ترفض ابن عمها علشانه ... ما شاء الله شكله مريح

     

    - مش ابن عمها بس .... دي رفضت ناس كتير قوي

     

    - هي مالها مخشبة كده ليه ؟؟

     

    - اتق الله دي عروسة ... أكيد مخضوضة .... زفة وناس .... فرح !!! عارفه يعني إيه

     

    فرح

     

    - هو ياسر كان ناقصه مستشفى ..... كده جمع الخمسة "عين" بجدارة

     

    - كفاية قر .... هو ابن حلال ويستاهل كل خير

     

     

     

    كلمات وكلمات ...... وتعليقات وقفشات ......

     

    ما الذي أبكاني ؟؟؟؟؟ لست أدري ..... لم يبدو عليها الحزن ولا التعاسة ... بالعكس كانت تتعلق

     

    في ذراع ياسر وكأنه نجدتها من هذا الحشد ...... وكانت تسترق النظر إليه من آن لآخر وهو

     

    يداعبها بضم جفونه وكأنه يقبلها ...... ولكنى بكيت .... ونفدت رائحة الياسمين ولفتني رائحة

     

    أشبه برائحة المشرحة

  13. حبيتك من أول نظرة

     

     

    كما تلتقي بوجه أسمر تألفه بين ثلوج الشمال ... التقيت به .... كنت أؤدي امتحان للقبول في

     

    الكلية ... ومن شدة ارتباكي بدأت يدي تهتز ... وترتجف الورقة بين أصابعي .... وصرت أتلفت

     

    باحثة عمن أسأله ولم يكن عندي سؤال ,,, وفجأة وجدت وجهه الأسمر الباسم أمامي

     

    - تحت أمرك .... اهدي بس كده وقولي لي عاوزه إيه ؟؟؟

     

    - مش فاهمة حاجة

     

    وبدأت أتشنج ... وصار لبكائي صوت .... وأنا أمد يدي إليه بالورقة وأفتح علبة المواد ....

     

    - انسي ده كله دلوقتي ...... تعالي نغسل وشنا وبعدين نشوف الامتحان اللي مزعلك ده

     

    مد يده ليمسك يدي فأخذت خطوة للخلف .بانزعاج

     

    - آسف .... مش قصدي ... مخدتش بالي ..أنا مديت إيدي تلقائي علشان أساعدك ... أنا أسف

     

    جداً .....

     

    وسرت وراءه ناظرة إلى الأرض لأداري ابتسامة رسمها على وجهي احمراره المفاجئ

     

    واضطراب ملامحه

     

    مرت الأيام والتحقت بالكلية ... وأخذتني الدراسة ولكني لم أنس هذا الوجه ... وكنت أحاول أن

     

    أبحث عنه علّي أجده أو أقابله .. ثم أعود فأستغفر وألزم دراستي

     

    ومرت سنوات الدراسة بحلوها ومرها وبلغنا السنة النهائية .... وأنا بين الجد والعمل ..... لم

     

    أنس هذا الوجه الذى لم أره مرة أخرى وكأنه كان حلماً

     

    - نيرمين .... اخترت مشروع التخرج وللا لسه ؟

     

    - الحقيقة أنا شخصياً معنديش اقتراحات بس فيه .....

     

    - خلاص يبقى انضمي لينا ؟؟

     

    - مش عارفه ياهشام أقول لك إيه .... ؟؟ مجموعة نادر كانوا عرضوا علي أدخل معاهم

     

    - المشروع بتاعنا حيعجبك ..... حنعمل ملاهي تعليمية للأطفال

     

    - الله ...ماشاء الله فكرة حلوة قوي

     

    - شفت بقى ... أنا عارف .....

     

    - طيب أستخير وأرد عليك

     

    - ... امتى ؟؟

     

    - في أقرب فرصة ....

     

    - عاوزين نبدأ ومحتاجين أفكارك ...

     

    - حاضر إن شاء الله

     

    تركت زميلي وسرت لأجلس على أحد المقاعد أفكر.... وأثناء جلوسي رأيت الوجه الأسمر مرة

     

    أخرى ..يتقدم نحوي ..مبتسماً !!!! أو هكذا خُيّل إلي .... فقمت رغماً عنّى وتوجهت إليه أتعثر

     

    في خطواتي ولكني كنت مدفوعة برغبة أن أحادثه ..

     

    - سلام عليكم يا باشمهندس

     

    - أهلاً وسهلاً .... تحت أمرك أي خدمة

     

    لم يعرفني إذا ..... وهذه الابتسامة كانت من نسج خيالي .... وارتبكت .... وشعرت أن كل دمائي

     

    تدفقت لتقفز من وجنتي وتسيل حرجاً على جسدي ... وحاولت أن ألملم ما بقي من كرامة فقلت

     

    بصوت متحشرج

     

    - كنت عاوزه أخد رأي حضرتك .. لو ممكن؟؟

     

    - طبعاً .... اتفضلي خير ؟؟؟ مشروع التخرج أكيد برضه ؟؟

     

    - أيوه ؟؟ هم مشروعين قدامي .... ملاهي تربوية للأطفال ... وورشة خزف ب.....

     

    - أنا حشرف على الملاهي التربوية ...... فطبعاً أهلا بك في المجموعة ... إنما لو كانت عاوزه....

     

    - لأ لأ ..... أنا فعلاً كنت أميل أكتر للمشروع ده

     

    - خلاص خير ... اتفقي مع هشام هو مسؤول الفريق

     

     

    تركني وانصرف ... يا لسذاجتي ...هل تصورت إنه يتذكرني ؟؟؟ كيف ؟؟ ولماذا ؟؟؟؟ وأين كان

     

    الفترة السابقة ..؟؟ ولماذا ظهر فجأة ؟؟؟ وهل هي مصادفة أن يُشرف على مشروع تخرجي

     

    أم ......!!!!!؟؟؟ماهذا الهراء ..... اعقلي يا نيرمين وركزي .... إيه الأفكار الطفولية دي ...

     

    اتقي الله

     

    ولكني كنت سعيدة ومنتعشة رغم إحراجي النفسي .....صوت جميل صغير كان يزقزق

     

    بداخلي ..... سأراه .!!!

     

    أثناء العمل في المشروع نقضي معاً تقريباً أغلب ال 24 ساعة اليومية ..... ونتبادل المساعدة

     

    في الرسم .. ثم في العمل على الماكيت .. وكل هذا بإشراف المدرس المسؤول عن

     

    المشروع .... وجدته لطيفاً حانياً كما اكتشفته من أول يوم لمحته فيه ..... وهو متحفظ

     

    التزاماً .... ولكنه طلق الوجه, دائم الابتسام .... كنت أقاوم مراقبتي له .... وأزجر نفسي

     

    عليها .... فلقد شعرت أني أحبه ولم أكن أحتاج أن أغذي هذه النار أكثر من ذلك .... فالمشروع

     

    سينتهي عاجلاً أو أجلاً .... وستنتهي به الدراسة في المكان .... ولن أراه

     

    كلما كررت العبارة تأخذني الغصة .. وأتحشرج في أنفاسي ..... لماذا عاد ..؟؟؟؟ لماذا لم تطل

     

    بعثته حتى أتخرج وكان سيظل بالنسبة لي مجرد وجه مريح لمحته مرة في لحظة ضعف فترك

     

    في نفسي أثراً.لماذا عاد ؟؟ ولماذا قبلت العمل تحت إشرافه ؟؟؟؟

     

    - نيرمين الغدا عليك بكرة

     

    - إيه حكاية الغدا دي ؟؟

     

    - دكتور يوسف قرر إن علشان نخلص بسرعة مفيش break غداً ..

     

    وان كل واحد فينا عليه الغدا يوم

     

    - واشمعنى أنا بكرة؟؟

     

    - هو اللي حط الجدول بنفسه واختارك أول يوم ... هه حتغدينا إيه ؟؟؟

     

    وانضم إليها زميل آخر ثم ثالث ..يفاضلون الأطعمة .. ويقررون ضاحكين اعتماداً على كرم أمي

     

    وجودة طعامها قائمة ما يريدون ... أما أنا فكنت في وادٍ آخر ... لماذا بدأ بي ؟؟؟؟

     

    - نيرمين ....عندي سؤال بس مكسوفة أسألك ؟؟

     

    - خير ؟؟

     

    - توعديني متزعليش مني ... ؟؟

     

    - أوعدك .... خير ؟؟

     

    - هو د. يوسف متقدم لك أو حاجة ؟؟؟؟؟

     

    - هه ؟؟

     

    هل كان صوت الزغاريد في رأسي أم في مشاعري أم إنها سارينة خطر ... أم صفارة إنذار ....

     

    لست أدري .. كل ما أعرفه أن أصواتاً كثيرة انطلقت في أذني

     

    - لو مش عاوزه تردي براحتك يعني ... أنا بعتبر نفسي صاحبتك و ....

     

    - أبداً أبداً ..... أنا بس اتخضيت من السؤال ...

     

    - اتخضيتي إزاي يعني ... مفيش حاجة بينكم ؟؟؟

     

    - طبعا لأ !!!! ده كلام يا نورا ... أنا برضه ممكن يكون بيني وبين حد حاجة مهما كان

     

    - ما أنا علشان كده بسأل .... إنت إنسانة متدينة فتصورت إن فيه مشروع خطوبة

     

    - جبتي الفكرة منين ؟؟

     

    - أنت مش شايفه بيبص عليك إزاي وللا إيه ؟؟؟ كلنا واخدين بالنا

     

    - واخدين بالكم من إيه ؟؟

     

    - لأ ده إنت تبقي يا ساذجه يا عبيطة .... اهتمامه بيكي .... وانتظاره ليكي ... يابنتي ده بيبقى

     

    ناقص نوقف الشغل لغاية ما سيادتك توصلي

     

    - إيه الكلام ده ؟؟

     

    - ومالك احمريتي كده ليه ؟؟؟ هو إنسان ممتاز والله ... ربنا يجعل لك فيه نصيب

     

    - آميييييييييييييييين

     

    - اوبااااااااااااااااااااااااااااا .... وتقولي لي مش عارفة إيه

     

    - إنت فهمت غلط .. أنا قصدي ... إن شاء الله يعني

     

    - خلاص خلاص ... متكمليش ... وساكته ليه يا بنتي .. متخليه يشوف مشاعرك دي يمكن

     

    يتحرك بسرعة

     

    - إزاي يعني ؟؟؟

     

    - يا خايبانه ......!!!!! تعالي أفهمك

     

    - أنا مش حعمل حاجة حرام لو على رقبتي

     

    - تعالي تعالي ...حرام إيه اتق الله هو احنا وش ذلك ... بصي يا ستي ... أولاً ارفعي وشك من

     

    على الأرض شوية علشان يشوف إنك مبتسمة في وشه ..... وواربي الباب

     

    - ابص له إزاي يعني ... مينفعش

     

    - لا حول ولا قوة إلا بالله .... مش ده مشروع جواز وللا صحوبية

     

    - جواز

     

    - خلاص .... بصي له وسيبيه هو كمان يشوفك ......

     

    - إيه حكاية الباب دي ؟؟

     

    - لما تكوني بتشتغلي في حاجة وييجي يكلمك ... خلي إجاباتك تسمح بأكتر من آه ....و لأ ...

     

    علشان لو عاوز يقول حاجة يقولها

     

    - مش فاهمة

     

    - يانيرمين إنت ساعات بتردي عليه كأنك في خناقة ... على نظام اسكت مش عاوزة أتكلم

     

    - معقول ..... ؟؟؟ ده يبقى من خوفي بقى

     

    - خايفه من إيه ؟؟

     

    - خايفه من نفسي لأتعلق بيه أكتر ..... وخايفه يحس إن وشي بيحمر وقلبي بيدق وكده

     

    - لأ ... ياستي سيبيه يشوفهم ولو مرة ...طيب الراجل عمال ييجي لك شمال ويمين وأنت رازعة

     

    الدنيا في وشه يعمل إيه ؟؟؟؟

     

    - تفتكري

     

    - جربي بس وبكره تدعي لي ... أومال مصطفى جه على ملا وشه إزاي ؟؟؟؟ تكتكتة يابنتي

     

    مش أي كلام

     

    وضحكت ملء قلبي وأنا لا أصدق سعادتي .... معقول ..هل يحبني فعلاً .. ؟؟ ولماذا سكت ؟؟

     

    وأين كان ؟؟؟ أم إنها تتخيل ؟؟؟؟ لست رخيصة لعرض نفسي على رجل .... أبداً ..... لن يرى

     

    مشاعري ... على جثتي ..وغامت على قلبي سحابة حزن وخيبة أمل أفقدتني الرغبة في

     

    العمل ... فقررت الاستئذان

     

    - خير ؟؟

     

    - أبداً يا دكتور حاسة إني تعبانة بس شوية ... أنا أخدت رسومات أكملها في البيت

     

    - يعني إيه ؟؟ مش راجعة بعد العصر حتى ؟؟

     

    - الحقيقة مش متأكدة ... عن إذنك

     

    - استني

     

    ووجدته يرافقني خارجاً ...... حتى إذا صرنا على باب الكلية التفت إلي بلهفة حقيقية

     

    - صحيح تعبانة وللا فيه حاجة تانية ؟؟

     

    - م .... مش .... أبداً ... هو ... صداع خفيف كده .... بس ...

     

    - لو مضايقك كلامي ... فأنا أعتذر .. ممكن أمشي

     

    - لأ !!! قصدي ... مش مضايقني !!! يعني ... أبداً ...حتضايق ليه يا دكتور ؟؟

     

    - نيرمين ...

     

    - نعم

     

    - تقبلي تتجوزيني ؟؟؟؟

     

    حلماً ... وحياً .... أسطورة ... خيال ...... لا تسألونى فلن تعرفوا

     

    ولكني لازلت أداعبه بأني أحببته أولاً منذ رأيته وهو احتاج أن يحصل على الدكتوراه من فرنسا

     

    ليكتشف أني نصه الحلو.

     

  14. مَن المذنب؟...

     

     

    إليكم قصتي...بل مأساتي...

     

    عشتُ في بيت لطيف أنيق يحتوي أفخم الأثاث وأجمله...لدي شقيقة واحدة تكبرني بأربع

     

    سنوات...ليست المشكلة في بيتنا ولا في شقيقتي...إنما المشكلة في أمي وأبي...

     

    أبي ذلك الرجل المحترم الذائع الصيت...ربّاني كأحسن ما تكون التربية..لكن أي تربية؟.اشترى

     

    لي تلفازاً وجهاز حاسوب..وطبعاً أنترنت..ترك لي حريتي في كل شيء..نعم في كل شيء...أخرج

     

    متى أريد..وأعود متى أريد...لم يهتم بتنشئتي على الأخلاق الإسلامية....تركَنا على

     

    حريتنا.....وماذا كانت النتيجة؟..زوجة منفتحة على الدنيا تأخذها الأهواء وتلعب بها

     

    الشهوات..وأبناء فاسدو التربية لا يحملون أهدافاً...ربتني أمي على حب (الموضة) وآخـر (

     

    الصرعات ) والأزياء...علمتني كيف تكون أذني موسيقية فأهدتني أشرطة الأغاني ...تركتني

     

    أتخذ أسوأ الصديقات ولم تقل لي مرة لا تفعلي هذا....

     

    إن قدوة الفتاة الأولى هي أمها...وأنا كانت أمي قدوتي...كنت أراقبها منذ صغري وهي تسرّح

     

    شعرها الأشقر ..وأراقبها باهتمام متزايد وهي تختار ثيابها وتتفنن في إبراز أناقتها....بصراحة

     

    كانت أمي رائعة...كان لديها خلفية عن الإسلام لكنها لم تكن ترى صورته بوضوح...لذا أخطأت

     

    في الفهم..فعاشت في الوهم....كل يوم تدخل المشاكل بيتنا...وصداع رأسي يزداد يوماً بعد

     

    يوم..يقول الطبيب أن سبب الصداع هو نقص في فيتامين B12 ...وأنا أقول أن سبب الصداع

     

    هو كثرة المشاكل التي تعصف ببيتنا...أختي الكبرى انضمت إلى القافلة...فأخذت تتسع دائرة

     

    اهتماماتها وأخذت تنفتح على الحضارة الفاسدة يوماً بعد يوم....كان موقفي متناقضاً...كنت

     

    أشعر أحياناً بالتعاسة تجتاحني...لكن رَكب (الموضة) يناديني فأسرع لألبّي النداء...أمي لم

     

    ترسم على شفتي كلمة "الله"...أبي لم يعلمني الصلاة...لم أسمع أمي ترتل القرآن...حتى في

     

    شهر رمضان...كان الصمت يخيم على البيت...وفي ليالي رمضان كنا نسهر حتى طلوع

     

    الفجر...لا للعبادة والقيام...بل لمشاهدة أفلام رمضان...ويا لها من أفلام....لقد ربّتني ثقافة

     

    التلفاز...نعم...إن التلفاز أخذني بين أحضانه منذ كنت طفلة...وأسبغ عليّ الحب

     

    والحنان...وأمدّني بثقافة تلفازية رائعة ستظل وصمة عار على جبيني...

     

    صفعتني أمي ذات مرة حين أسأت الأدب معها...لكنها لم تصفعني يوماً لأنني أسأت الأدب مع

     

    الله....أمي تتعذب يومياً من سوء معاملتنا لها..أنا وأختي –بصراحة- نسيء الأدب معها ولا

     

    نعير أوامرها اهتماماً...والدي لا يحترمها..أو على الأقل لا يظهر احترامه لها

     

    أمامنا....بصراحة..أبي لا يحترم أمي....لقد ترك عيون الرجال تختلس النظر إلى قوامها

     

    الرشيق وإلى شعرها المسترسل على كتفيها...لماذا لا يشعر بالغيرة؟...أليس مسلماً؟...أليس

     

    من أهم مبادئ الإسلام الفطرية هي الغيرة على محارمه؟...فلماذا لا يغار علينا؟...أيهون عليه

     

    أن نضيع؟...

     

    أمي التي احتوتني بذراعيها وأنا طفلة... أفنت شبابها وشعلة عمرها لأجلي أنا

     

    وشقيقتي...أيهون عليها أن نُلقَى في الجحيم؟...إنها تخاف عليَّ أن أخرج في حر الشمس...كي

     

    لا تتأثر بشرتي...فلماذا يهون عليها أن تلقي بنا – نحن فلذات كبدها- في نار الجحيم؟....

     

    وكبرت أختي "أمل" واستعدت لدخول الجامعة ...كنت أراقبها كل صباح وهي تستعد للذهاب إلى

     

    الجامعة...كانت تحرص على ارتداء أحدث الثياب والأحذية و تحرص على استخدام أجود أنواع

     

    ( الماكياج)...تساءلتُ مرة في نفسي: لماذا لا ترتدي أختي الحجاب؟...فجاء الجواب كصفعة

     

    قوية: لأن أمي أيضاً لا ترتديه...

     

    أذكر حينها أن دمعتين ساخنتين تقاطرتا على خدي....فمسحتهما بأسىً...لكن سرعان ما

     

    انهمرت الدموع وانهالت ...كنت أعرف مصير أمي وأبي وأختي...وللأسف..مصيري كذلك...

     

    لم أستطع النوم تلك الليلة...كان قلبي في صراع....كنت أعشق سماع الأغاني..وأعشق

     

    الموضة والثياب الجميلة ...لكنني في نفس الوقت أحتاج لشيء آخر...كنت أراقب" صفاء"

     

    زميلتي في الصف...أقول في نفسي: لماذا تبتسم طوال الوقت؟...إن وجهها صاف كقطرة

     

    الماء..كلامها حلو كالعسل...دائماً تمسك بمصحف أزرق صغير...ألا تعيش مأساة

     

    كمأساتي؟...أليس لديها أسرة كأسرتي؟..كانت الأيام تبتسم لصفاء...الرضا يملؤ

     

    نظراتها...والأمل يضيء جبينها..إنها تربية القرآن....نظرت إلى صديقاتي...رندا وسماح

     

    وندى....كلهن على شاكلتي...بل وأتعس حالاً مني..لكننا لم نظهر هذا الإحساس لبعضنا

     

    أبداً....إن كل شيء غامض وكئيب وسخيف...كنت أشعر بالسعادة كلما شاهدت فيلماً أو

     

    سمعت أغنية ..لكنني دون أن أدري كنت أقتل روحي رويداً رويداً...لم أكن أدري أن روحي

     

    مريضة بحاجة إلى دواء شاف...بحاجة إلى لمسة حانية....كنت أعتقد أنني أشعر

     

    بالسعادة...لكنني في الحقيقة لم أكن كذلك....كنت أبكي كل يوم بغير سبب....

     

    سامحك الله يا أمي....أهان عليك أن تدعيني هكذا؟...أنا أتألم يا أمي....أنا بحاجة إلى شيء

     

    آخر...غير الثياب والأشرطة والأفلام....أنا بحاجة إلى الله....

     

    أدركت هذه الحقيقة متأخرة...حين كان الزمن قد دار وسرقت الأيام شقيقتي الكبرى....

     

    لقد ماتت "أمل".....

     

    رأيت أمي وهي تتلقى الخبر..كانت أعنف صدمة تلقتها أسرتي...رأيت أمي تصرخ

     

    بجنون..ورأيت أبي يقف بذهول ....وأنا لم أكن أدري ماذا أفعل.....أحقا ماتت "أمل"؟..

     

    أختي التي أحبها..ماتت؟...هل الموت قريب إلى هذا الحد؟...هل الموت مخيف بهذا الشكل؟...هل

     

    هو قاس إلى هذه الدرجة؟....

     

    استيقظت من أفكاري على صوت صراخ والدتي...فلم أتحمل سماع صرخاتها أكثر من

     

    هذا...انطلقت إلى غرفتي وأقفلت الباب وارتميت على فراشي غارقة في بحر من الدموع....

     

     

    مضى يومان على انتهاء العزاء والبيت يعيش حالة غريبة من الصمت والكآبة....

     

    كنت طوال هذه الأيام معتكفة في غرفتي مرخية لتفكيري العنان....أخذت أفكر بشكل صحيح

     

    ولأول مرة في حياتي....

     

    " أمل" ماتت...ولم تقدم لآخرتها شيئاً...أغمضت عيني وتخيلتها وهي واقفة والله تعالى يسألها....

     

    يا حبيبتي يا أختي...ماذا عساك تقولين وأنت غارقة في بحر الذنوب إلى أذنيك...واحسرتاه على

     

    شبابك الغض وجمالك الرقيق...ماذا ستقولين لخالقك يوم السؤال؟...رنَّ هذا السؤال في أذني:

     

    بل ماذا سأقول أنا؟....

     

    "يا خالقي الرحيم سامحني"...كلمات قلتها من أعماق قلبي...وانهالت دموعي ساخنة

     

    غزيرة...دفنت وجهي بين ذراعَيَّ وأخذت أبكي....

     

    رباه سامحني....رباه سامحني...لقد اكتشفت الحقيقة متأخرة...رباه سامحني....

     

    أخذت أبكي وأكرر هذه الكلمات ساعة كاملة....و اكتشفت شيئاً حينها....اكتشفت أنني أحب

     

    الله...أحبه حباً يملأ كياني ووجداني..لكأن هذا الحب كان موجوداً معي منذ جئت إلى هذه

     

    الدنيا..لكن الآن فقط رأيته وشعرت بدفئه...

     

    اكتشفت أن الله كان معي في كل لحظة من لحظات حياتي....اكتشفت أنه كان يحميني ويرعاني

     

    ويحرسني....اكتشفت كم كنت مخطئة بحقّه ...لقد أراد الله تعالى بي خيراً حين أخذ مني

     

    شقيقتي....أراد أن أكتشف هذه الحقائق كلها....كان بإمكاني اكتشافها منذ زمن...لكن القدر كان

     

    سريعاً...فماتت أختي بلمح البصر..وها أنا عدت إلى رحاب الله...

     

    هذه رسالة إلى كل الناس.... إلى كل فتاة وإلى كل أم وإلى كل أسرة..

     

    لكي لا تعيشوا مأساتي.... لكي لا تتخبطوا في الظلام : أَحِبُّوا الله...

×
×
  • اضف...