اذهب الي المحتوي
شرح حل مؤقت للتحميل من دومين مازاكوني نت للروابط لحين تحويل روابط المتدي ×

ThE.jAgUaR

Advanced Members
  • Posts

    2,506
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

كل منشورات العضو ThE.jAgUaR

  1. العفو يا عسل ايوة كدة
  2. العفو يا جماعة بس مين أمير ده أنا اسمي محمد عادل
  3. شكرا يا جماعة بس انا مش عارف ازاي عجبتك
  4. رجال من الصين كيف يصلون الفجر ؟ قصة وتعليق جلس الداعية أمام الشيخ يحكي له تجربته الدعوية ومن حوله مجموعة من جنود الكتيبة الصينية المشاركة في حرب الخليج الثالثة .. وكان الشيخ قد أطرق برأسه إلى الأرض ليصغي باهتمام والداعية يحدثه قائلاً: لقد قدم هؤلاء للمشاركة في عمليات المساندة في شمال المملكة وكان لزاماً علينا نحن الدعاة إلى الله أن ندعوهم إلى الإسلام ونخرجهم من ظلمات الشرك والظلام ومن عبادة بوذا وكونفوشيوس وغيرهما من الأصنام إلى عبادة الله العزيز العلام. وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى في مهمتنا فأسلم عدد لا بأس به من هؤلاء وصرنا نعلهم أركان الإسلام وندرسهم واجباته و بدأوا في أداة الصلوات في أوقاتها بعيداً عن قادتهم وكبرائهم .. ولكن المشكلة واجهتهم في صلاة الفجر فعندما علم قادتهم بتجمعهم في خيمة واحدة ليتناوبوا السهر كي ، لا تفوتهم صلاة الفجر فرقوهم بين الخيام ... فأخذ كل منهم ساعته المنبهة معه لكنها صودرت منه وكلما وجدوا طريقة للاستيقاظ قبيل الفجر لأداء الصلاة في وقتها حاربهم هؤلاء القادة وسدوا عليهم المنافذ والأبواب ... وفجأة توصلوا لطريقة المتحدث للاستيقاظ ..! وإذا بالشيخ ينظر باهتمام أكثر للداعية المتحدث وللجند المحيطين حوله الذين ينظرون إليه بإكبار وإجلال ، وواصل الداعية كلامه قائلاً: " لقد قرر كل واحد من هؤلاء شرب كميات كبيرة من الماء قبيل النوم لكي يستيقظ للذهاب للخلاء ومن ثم ينظر إلى ساعته ويعلم كم بقي من الزمن لصلاة الفجر فإن قارب الوقت انتظر وصلى وإلا شرب كمية أخرى من الماء.. ومع تكرار التجربة مراراً قدَّرَ هؤلاء الكميات المناسبة التي تجعلهم يستيقظون في وقت يكاد يقترب من وقت الفجر، وصار كل منهم يؤدي صلاة الفجر في وقتها ... وعندها نظر الداعية إلى وجه الشيخ فإذا عيناه تذرفان ".. فأين نحن من هؤلاء ؟!! تعليق ..! وصلتني هذه القصة على بريدي من أحد الإخوة الفضلاء أسأل الله أن يحرم وجهه عن النار وأن يجزيه خير الجزاء . عندما وصلتني هذه الطريقة أخبرت بها إثنين من الشباب الذين يعانون من صعوبة في الإستيقاض لصلاة الفجر , يقول أحدهم شربت اثنين لتر , ويقول الآخر شربت كأسين كبيرين جدا , وإليكم النتائج الأول يقول : شربت الماء ونمت مباشرة وفي منتصف الليل استيقضت رغما عن أنفي , يقول : رغما عن أنفي حتى أن أهل بيتي استغربوا من استيقاضي لوحدي ولله الحمد .. ويقول الآخر وهو يعاني من ثقل في النوم معاناة شديدة : يقول : استيقضت في الصباح الباكر , وواصلت حتى الساعة الواحدة والنصف ليلا وشربت الماء ,وإذا بشئ غريب يوقضني بالقوة , وإذا هو حاجته للخلاء , وطالعت الساعة وإذا قبل الفجر بقليل , فصليت ما كتب الله لي أن أصلي وإذا بأذان الفجر يرن في أذني ... وللفائدة لمن أراد أن يجرب الطريقة : أن لا يشرب الماء إلا قبل النوم بدقائق حتى لا يضطر للذهاب للخلاء قبل النوم ويذهب مفعول المياه والله الموفق .. هذه تجارب اثنين من مرضى النوم الثقيل , وقد نجحت والحمد لله معهم ومع من قبلهم من الصينيين .. فهل بقي عذرا لنا ..؟ أسأل الله أن يرحمنا برحمته , وأن يجعلنا من عباده الصالحين وأرجو نشر هذه الطريقة لمن يعاني من نفس المشكلة وله الأجر من الله بإذن الله ملاحظة: مع الأخذ بعين الاعتبار فوائد الماء الصحية > >فالله الله بصلاة الفجر يا أخوات والمداومة على آدائها في وقتها > >اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك... ______________
  5. شاب يســــجد في مكان لايتوقعه احد !!!! ( مــؤثره) قصه رااااائعه ... اخليكم وياها بسم الله الرحمن الرحيم يقول الشاب ذو الـــ 19عاما كنت شاباً أظن أن الحياة .. مال وفير .. وفراش وثير .. ومركب وطيء .. وكان يوم جمعة .. جلست مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ .. وهم كالعادة مجموعة من القلوب الغافلة .. سمعت النداء حي علىالصلاة .. حي على الفلاح .. أقسم أني سمعت الأذان طوال حياتي .. ولكني لمأفقه يوماً معنى كلمة فلاح .. طبع الشيطان على قلبي .. حتى صارت كلماتالأذان كأنها تقال بلغة لا أفهمها .. كان الناس حولنا يفرشون سجاداتهم .. ويجتمعون للصلاة .. ونحن كنا نجهز عدة الغوص وأنابيب الهواء .. استعداداً لرحلة تحت الماء.. لبسنا عدة الغوص .. ودخلنا البحر .. بعدنا عن الشاطئ ... حتى صرنا في بطن البحر .. كان كل شيء على مايرام .. الرحلة جميلة .. وفي غمرة المتعة ... فجأة تمزقت القطعةالمطاطية التي يطبق عليها الغواص بأسنانه وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم ... ولتمده بالهواء من الأنبوب .. وتمزقت أثناء دخول الهواء إلى رئتي .. وفجأة أغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسي... وبدأت أموت .. بدأت رئتي تستغيث وتنتفض .. تريد هواء .. أي هواء .. أخذت اضطرب .. البحر مظلم .. رفاقي بعيدون عني .. بدأت أدرك خطورة الموقف .. إنني أموت .. بدأت أشهق .. وأشرق بالماء المالح.. بدأ شريط حياتي بالمرورأمام عيني .. مع أول شهقة .. عرفت كم أنا ضعيف .. بضعقطرات مالحة سلطها الله علي ليريني أنه هو القوي الجبار .. آمنت أنه لاملجأ من الله إلا إليه... حاولت التحرك بسرعة للخروج من الماء .. إلاأنيكنت على عمق كبير .. ليست المشكلة أن أموت ... المشكلة كيف سألقى الله؟! إذا سألني عن عملي .. ماذا سأقول ؟ أما ما أحاسب عنه .. الصلاة .. وقد ضيعتها .. تذكرت الشهادتين .. فأردت أن يختم لي بهما .. فقلت أشهـ .. فغصَّ حلقي .. وكأن يداً خفية تطبق على رقبتي لتمنعني من نطقها حاولت جاهداً .. أشهـ .. أشهـ .. بدأقلبي يصرخ : ربي ارجعون .. ربي ارجعون ... ساعة ....دقيقة .. لحظة .. ولكن هيهات.. بدأت أفقد الشعور بكل شيء .. أحاطت بي ظلمة غريبة .. هذا آخر ما أتذكر .. لكن رحمة ربي كانت أوسع .. فجأةبدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخرى انقشعت الظلمة .. فتحت عيني .. فإذاأحد الأصحاب .. يثبت خرطوم الهواء في فمي .. ويحاول إنعاشي .. ونحنمازلنا في بطن البحر .. رأيت ابتسامة على محياه .. فهمت منها أنني بخير .. عندها صاح قلبي .. ولساني .. وكل خلية في جسدي .. أشهد أن لا إلهإلا الله .. وأشهد أن محمد رسول الله .. الحمد لله .. خرجت من الماء .. وأنا شخص أخر .. تغيرت نظرتي للحياة .. أصبحت الأيام تزيدني منالله قرباً .. أدركت سرَّ وجودي في الحياة .. تذكرت قول الله ( إلا ليعبدون ) ..صحيح .. ما خلقنا عبثاً .. مرت أيام .. فتذكرت تلك الحادثة .. فذهبت إلى البحر .. ولبست لباس الغوص .. ثم أقبلت إلى الماء .. وحدي وتوجهت إلى المكان نفسه في بطن البحر وسجدت لله تعالى سجدة ما أذكراني سجدت مثلها في حياتي .. في مكان لا أظن أن إنساناً قبلي قد سجد فيه لله تعالى .. عسى أن يشهد علي هذا المكان يوم القيامة فيرحمني الله بسجدتي فيعمق البحر سبحاااااااااااااااااااااااان الله ..
  6. سلطة الخس بالتونة الســـلام عليكم ورحمة اللة... المقادير خس طماطم بطاطس مسلوقة ومقطعة مكعبات تونة خبز مكعبات مقلي في الزيت بصل اخضر مقطع صغير بقدونس للتزيين ملح وزيت وخل الطريقة نمزج المقادير مع بعض ونزينها بالبقدونس المفروم وتقدم وصــــــــــحتين وعافية
  7. ThE.jAgUaR

    عش السرايا

    المقادير:كيس بريد مقطع الحواف 2علبة دريم ويب مجهز كما مكتوب في العلبة قشطة استكانة حليب 2ظرف دريم ويب فستق للزينة الطريقة يصف نصف كمية البريد في الصينية يصب فوقه نصف الكريم كرامل المجهز يصف ما تبقى من البريد يصب مرة أخرى ما تبقى من الكريم وتوضع الصينية في الثلاجة لبعض الوقت المقادير المتبقية ما عدا المكسرات تخلط مع بعضها تماما تصب الخلطة فوق الطبقة السابقة ثم تزين بالفستق وتوضع في الثلاجة لمدة ساعتين...حلوة اوي يحبونها الأطفال..وبالهنا
  8. نماذج من خشوع الصحابة والتابعين روي أن سيدنا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأى طيرا يخرج من بين الشجر فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى, فذهب إلى الطبيب صلى الله عليه وسلم يبكي ويقول : (( يا رسول الله , إني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت , فإني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله .. فضعه يا رسول الله حيث شئت لعل الله يغفر لي )) وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول : إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة , فقيل له : كيف ذلك؟ فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن الرجل ليشيب في الاسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة!! قيل : كيف يا أمير المؤمنين قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون , وإني لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان !!!!!!! فماذا لو أتيت إلينا يا إمام لتنظر أحوالنا ؟؟؟ ويقول الإمام الغزالي رحمه الله : إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى , ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا ، سئل كيف ذلك ؟؟؟ فقال : يسجد برأسه بين يدي مولاه , وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا ... فأي سجدة هذه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( وجعلت قرة عيني في الصلاة)) فبالله عليك هل صليت مرة ركعتين فكانتا قرة عينك؟؟؟؟ وهل اشتقت مرة أن تعود سريعا إلى البيت كي تصلي ركعتين لله؟؟؟ هل اشتقت إلى الليل كي تخلو فيه مع الله؟؟؟؟؟؟ وانظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم... كانت عائشة رضي الله عنها تجده طول الليل يصلي وطول النهار يدعو إلى الله تعالى فتسأله : يا رسول الله أنت لا تنام؟؟ فيقول لها (( مضى زمن النوم )) ويدخل معها الفراش ذات يوم حتى يمس جلده جلدها... ثم يستأذنها قائلا: (( دعيني أتعبد لربي )) ... فتقول : والله إني لأحب قربك ... ولكني أؤثر هواك ويقول الصحابة : كنا نسمع لجوف النبي وهو يصلي أزيز كأزيز المرجل من البكاء؟؟؟؟؟؟؟؟ وقالوا .. لو رأيت سفيان الثوري يصلي لقلت : يموت الآن ( من كثرة خشوعه )؟؟؟ وهذا عروة بن الزبير (( واستمع لهذه)) ابن السيدة أسماء أخت السيدة عائشة رضي الله عنهم ... أصاب رجله داء الأكلة ( السرطان ) فقيل له : لا بد من قطع قدمك حتى لا ينتشر المرض في جسمك كله , ولهذا لا بد أن تشرب بعض الخمر حتى يغيب وعيك . فقال : أيغيب قلبي ولساني عن ذكر الله ؟؟ والله لا أستعين بمعصية الله على طاعته . فقالوا : نسقيك المنقد ( مخدر) فقال : لا أحب أن يسلب جزء من أعضائي وأنا نائم , فقالوا : نأتي بالرجال تمسكك , فقال : أنا أعينكم على نفسي . قالوا : لا تطيق . قال : دعوني أصلي فإذا وجدتموني لا أتحرك وقد سكنت جوارحي واستقرت فأنظروني حتى أسجد , فإذا سجدت فما عدت في الدنيا , فافعلوا بي ما تشاؤون !!! فجاء الطبيب وانتظر, فلما سجد أتى بالمنشار فقطع قدم الرجل ولم يصرخ بل كلن يقول : ... لا إله إلا الله ... رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا ... حتى أغشي عليه ولم يصرخ صرخة ,, فلما أفاق أتوه بقدمه فنظر إليها وقال : أقسم بالله إني لم أمش بك إلى حرام , ويعلم الله , كم وقفت عليك بالليل قائما لله... فقال له أحد الصحابة : يا عروة ... أبشر ... جزء من جسدك سبقك إلى الجنة فقال : والله ما عزاني أحد بأفضل من هذا العزاء وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما إذا دخل في الصلاة ارتعش واصفر لونه ... فإذا سئل عن ذلك قال : أتدرون بين يدي من أقوم الآن ؟؟؟؟؟!!!!! وكان أبوه سيدنا علي رضي الله عنه إذا توضأ ارتجف فإذا سئل عن ذلك قال : الآن أحمل الأمانة التي عرضت على السماء والأرض والجبال فأبين أن يحملها وأشفقن منها .... وحملتها أنا وسئل حاتم الأصم رحمه الله كيف تخشع في صلاتك ؟؟؟ قال : بأن أقوم فأكبر للصلاة .. وأتخيل الكعبة أمام عيني .. والصراط تحت قدمي ,, والجنة عن يميني والنار عن شمالي ,, وملك الموت ورائي ,, وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة , فأكبر الله بتعظيم وأقرأ وأتدبر وأركع بخضوع وأسجد بخضوع وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يقول سبحانه وتعالى : (( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )) يقول ابن مسعود رضي الله عنه : لم يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات ,, فعاتبنا الله تعالى فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا ... فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا نقول: ألم تسمع قول الله تعالى : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله .... فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا .. فهل شعرت أنت يا أخي أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية ؟؟؟؟ الإمام الغزالي يقول : استجمع قلبك في ثلاثة مواضع ..عند قراءة القرآن وعند الصلاة وعند ذكر الموت ... فإن لم تجدها في هذه المواضع فاسأل الله أن يمن عليك بقلب .......فإنه لا قلب لك يوصينا حبيبنا صلى الله عليه وسلم ويقول : صل صلاة مودع
  9. صفـات الداعيـة الناجــح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ‏,‏ وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد ‏,‏ وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين‏.‏ أما بعد‏:‏ فإن موضوع الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى موضوع مهم ‏,‏ فالدعوة إلى الله تعني طلب الدخول في دين الله عز وجل فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ‏}‏ ‏[‏الذاريات‏:‏ 56 - 58‏]‏ ‏.‏ وعبادتهم لله يرجع نفعها إليهم ؛ لأنهم هم المحتاجون إلى عبادة الله سبحانه وتعالى‏,‏ أما الله جل وعلا فإنه غني عنهم وعن عبادتهم ‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ‏}‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 8‏]‏ ‏.‏ وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى‏:‏ ‏(يا عبادي‏,‏ لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً ‏,‏ لو أن أولكم وآخركم‏,‏ وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً‏.‏‏.‏ يا عبادي ‏,‏ إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ‏,‏ فمن وجد خيراً فليحمد الله ‏,‏ ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)‏ ‏(7) فالعباد هم الذين بحاجة إلى أن يعبدوا الله من أجل أن ينالوا رضا الله ومغفرته ورحمته ‏,‏ من أجل أن يدخلهم جنته وينقذهم من عذابه‏,‏ ولذلك خلقهم الله سبحانه وتعالى ‏,‏ ولكن اقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يختبرهم وأن يمتحنهم ؛ ليتميز بذلك أهل طاعته من أهل معصيته‏,‏ والشيطان وحزبه يدعون الناس إلى الخروج عن عبادة الله وإلى معصية الله وإلى اتباع الأهواء والشهوات ؛ ولذلك أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل يدعون الناس إلى الخير ‏,‏ والشياطين تدعوهم إلى الشر ‏{‏وَاللَّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 221‏]‏ ‏,‏ ‏{‏وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏ 25‏]‏ ‏,‏ ‏{‏يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى‏}‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 10‏]‏ ‏.‏ فالله يدعو عباده إلى أن يعبدوه ويتوبوا إليه ويستغفروه وأرسل الرسل يدعون الناس إلى ذلك ‏,‏ وكلف العلماء ورثة الأنبياء بالدعوة إليه سبحانه وتعالى من أجل مصلحة العباد ومن أجل منفعتهم ‏,‏ فالدعوة إلى الله قائمة منذ حصل ما حصل بين آدم وعدوه الشيطان وعندما تكفل الشيطان بإغواء بني آدم من استطاع منهم وإضلالكم ‏{‏إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ‏}‏ ‏[‏فاطر‏:‏ 6‏]‏ ‏.‏ فلا شك أن هناك دعاة إلى الخير وهناك دعاة إلى الباطل من شياطين الجن والإنس حكمة من الله سبحانه وتعالى وابتلاءً وامتحاناً للعباد منذ بدء الخليقة إلى آخر الدنيا والصراع مستمر بين الحق والباطل وبين الدعاة إلى الخير والدعاة إلى الشر‏,‏ والله سبحانه وتعالى أثنى على الدعاة إلى الله‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏}‏ ‏[‏فصلت 33‏,‏ 34‏]‏ ‏.‏ فأخبر أن الدعاة إلى الله هم أحسن الناس قولا‏.‏ وأيضا وصف الدعاة بأنهم يعملون بما يدعون الناس إليه ‏{‏وَعَمِلَ صَالِحًا‏}‏ فالداعية يجب أن يكون أول من يمتثل بما يدعو إليه من الطاعة والعبادة حتى يكون قدوة صالحة وحتى تصدق أقواله أعماله‏.‏ ولهذا يقول نبي الله شعيب عليه السلام‏:‏ ‏{‏وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 88‏]‏ ‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 33‏]‏ أي‏:‏ ينتسب إلى الإسلام وإلى المسلمين وجماعة المسلمين ‏,‏ لا ينتسب إلى أحد سوى المسلمين ؛ ثم يبين الله سبحانه وتعالى أن الداعية إلى الله يتعرض إلى أذى من الناس ولكن أوصاه بأن يدفع بالتي هي أحسن‏.‏ فإذا أساء أحد إليه فإنه يقابل الإساءة بالإحسان ؛ لأن هذا يبعث على قبول دعوته ‏{‏وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 34‏]‏ فالداعية حينما يؤذى فإنه لا يلتفت إلى ما يقال وما يفعل ضده‏.‏ وأيضاً يقابل الإساءة بالإحسان فيحسن إلى من أساء إليه من أجل أن يجتلب الناس إلى الخير ؛ لأنه لا يريد الانتصار لنفسه‏,‏ وإنما يريد الخير للناس ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينتصر لنفسه قط وإنما يغضب وينتصر إذا انتهكت حرمات الله سبحانه وتعالى أما هو في نفسه فهو يؤذى ويقال فيه ويتكلم فيه ولم يكن ينتصر لنفسه‏,‏ بل يحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى‏.‏ وهذا أيضاً من مقومات الدعوة الإحسان إلى المدعوين وإن أساؤوا‏.‏ هذا مما يجلبهم إلى الخير ويرغبهم في الخير أما مقابلتهم بالإساءة فإن هذا ينفرهم‏:‏ ‏{‏ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 34‏]‏ ‏.‏ ثم بين أن هذه الصفة صفة عزيزة‏,‏ يعني‏:‏ كون الإنسان يضير ويتحمل ويقابل الإساءة بالإحسان هذه صفة عزيزة فقال‏:‏ ‏{‏وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 35‏]‏ ‏.‏ هذه تحتاج إلى صبر وهو حبس النفس عن الجزع ‏,‏ حبس النفس عن إرادة الانتقام والانتصار‏.‏ توطين النفس هذا ما يدفع به العدو الإنسي يدفع بالإحسان إليه حتى تجتلب مودته ويتألف على الخير‏,‏ أما العدو الشيطاني فبين الله ما يدفع به فقال‏:‏ ‏{‏وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 36‏]‏ ‏.‏ فالداعية إلى الله يتعرض إلى شياطين الإنس وشياطين الجن أما شياطين الإنس فيقابلهم بالإحسان عن إساءتهم والصفح عن زلتهم وعدم الالتفات إلى ما يقولون‏.‏ أما العدو الجني فإنه يدفع بالاستعاذة‏,‏ هذا طريق الداعية الناجح أنه يستمر في دعوته إلى الله وأنه لا يفت في عضده أو يفل من عزمه أن فلانا أساء إليه أو تكلم فيه ؛ لأنه لا يدعو لنفسه ولا ينتصر لنفسه وإنما يدعو إلى الله سبحانه وتعالى‏,‏ فالدعوة إلى الله معناها طلب الدخول في دين الله عز وجل الذي خلق الخلق من أجله والذي به سعادتهم وصلاحهم وفلاحهم‏.‏ فالداعية إلى الله لا يريد من الناس أن يردوا إليه جزاء على دعوته وإنما يريد الأجر من الله‏,‏ والداعية إلى الله لا يريد الرفعة والعلو في الأرض وإنما يريد المصلحة للناس ومنفعة الناس ويريد إخراجهم من الظلمات إلى النور‏.‏ هذا الذي يريده الداعية الناجح أما الذي بعكس ذلك يريد مظهرا أو يريد ثناء من الناس فهذا لا شك أنه يرجع من أول الطريق عندما يقابل أول عقبة ‏,‏ أما الذي يدعو إلى الله فإنه لا ينثني‏,‏ بل يستمر في دعوته‏:‏ ‏{‏قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 90‏]‏ كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يقولون لأممهم‏:‏ لا نسألكم عليه أجرا ‏.‏ وإنما نريد النفع لكم والخير فإن قبلتم فلذلك هو المقصود ؛ وإذا لم تقبلوا فنحن قد أبرأنا ذمتنا وأقمنا الحجة عليكم‏.‏ والدعوة إلى الله تسبق الجهاد ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا أرسل جيوشه يوصيهم بأن يدعو الناس قبل مقاتلتهم يبدؤونهم بالدعوة إلى الله ‏,‏ فإن استجابوا فالحمد لله ‏,‏ وإن لم يستجيبوا فعند ذلك يقاتلون ويجاهدون‏,‏ لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى ؛ فالكفار يدعون إلى الدخول في دين الله‏.‏‏.‏ والمسلمون الذين عندهم انحراف في العقيدة يدعون إلى تصحيح العقيدة‏.‏‏.‏ والمسلمون الذين عندهم استقامة على العقيدة ولكن عندهم بعض المعاصي والمخالفات يدعون إلى التوبة وإلى ترك الذنوب والمعاصي‏.‏ فالدعوة إلى الله مطلوبة وهي تتنوع بحسب الحاجة فلا بد من الدعوة إلى الله عز وجل وظيفة الأنبياء والمرسلين وأتباعهم من العلماء الملحدين إلى أن تقوم الساعة ولا يجوز تركها‏.‏ يقول الله عز وجل في مدح هذه الأمة‏:‏ ‏{‏كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 110‏]‏ ويقول‏:‏ ‏{‏وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 104‏]‏ ‏.‏ فوظيفة هذه الأمة هي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ؛ لإخراج الناس من الظلمات إلى النور‏,‏ والله سبحانه وتعالى أمر نبيه بالدعوة إلى الله‏:‏ ‏{‏ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 125‏]‏ ‏.‏ هذا أمر من الله سبحانه وتعالى لنبيه ‏,‏ ثم بين له المنهج الذي يسير عليه في دعوته‏:‏ ‏{‏قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 108‏]‏ ثم لا بد أن يكون منهج الدعوة موافقا لما شرعه الله سبحانه وتعالى وليست مناهج الدعوة مفوضة إلى الناس يضعون مناهج لأنفسهم‏,‏ بل المنهج وضعه الله سبحانه وتعالى ورسمه وطبقه الرسول صلى الله عليه وسلم في سيرته العطرة وكذلك أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ساروا على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته وأي واحد يحدث منهجا يخالف منهج الرسول صلى الله عليه وسلم منهج الكتاب والسنة فإنه يكون مخطئا في منهجه وبالتالي لا تنجح دعوته‏,‏ بل تكون دعوته غير صحيحة ‏,‏ إنما ينجح في دعوته إذا ترسم خطى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ منهج الدعوة من الكتاب والسنة‏.‏ وفي هاتين الآيتين بيان واضح ؛ لذلك نأخذ منهما أنه يشترط في منهج الدعوة بادئ ذي بدء‏:‏ أن تكون النية خالصة لله عز وجل‏,‏ وأن يكون مقصود الداعية ثواب الله سبحانه وتعالى وإقامة دينه وإصلاح المدعوين على الطريق السليم‏.‏ لا يريد عرضا من أعراض الدنيا ولا علوا في الأرض ولا رياء ولا سمعة ولا طمعا دنيويا‏,‏ وإنما يريد بذلك وجه الله‏,‏ ويريد أيضا إخراج الناس من الظلمات إلى النور‏,‏ ومن الضلال إلى الهدى ومن الكفر إلى الإيمان ومن المعصية إلى الطاعة هذا المقصود‏.‏ وفي قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِلَى اللَّهِ‏}‏ ‏:‏ التنبيه على الإخلاص ؛ يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على هذه الآية ‏{‏أَدْعُو إِلَى اللَّهِ‏}‏ ‏:‏ فيه التنبيه على الإخلاص ؛ لأن أكثر الناس إنما يدعو إلى نفسه ‏(8)‏ أقول‏:‏ ولا يدعو إلى جماعة أو حزب أو شخص غير محمد صلى الله عليه وسلم ‏,‏ ولا إلى مذهب غير دين الإسلام ‏,‏ ولا إلى جماعة غير جماعة المسلمين ‏,‏ أهل السنة والجماعة ‏{‏وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 33‏]‏ فعلى الداعية أن يدعو إلى الله ولا يدعو إلى نفسه‏,‏ لأن أكثر الناس يدعو إلى نفسه ولذلك فإذا حصل عليه شيء من الأذى أو من التنقيص أو من أي عائق من العوائق تأثر ؛ لأن هذا عنده يخدش في نفسه وفي شخصيته‏,‏ أما الذي يدعو إلى الله فإنه لا يهمه أمدحه الناس أو لم يمدحوه ؛ لأن يريد وجه الله عز وجل‏.‏ وإذا أصابه شيء فهو في سبيل الله عز وجل‏.‏ الصفة الثانية من هذا المنهج‏:‏ أنه يشترط في الذي يدعو إلى الله أن يكون على بصيرة‏,‏ يكون على علم بما يدعو إليه بأن يتعلم أولا العلم الذي يستطيع به أن يدعو الناس إلى الله عز وجل‏.‏ فالجاهل لا يصلح للدعوة وإن كانت نيته صالحة وإن كان يدعو إلى الله بقصده وعزمه‏,‏ ولكن إذا لم يكن عنده علم فإنه لا يصلح للدعوة ؛ لأنه ليس معه مؤهل شرعي ؛ لأن الذي يدعو إلى الله يحتاج إلى أن يبين للناس الخطأ من الصواب ‏,‏ في العقيدة ‏,‏ في العبادات وفي المعاملات وفي الآداب والأخلاق ‏,‏ وفي الأحوال الشخصية وفي جميع أمور الشرع يحتاج إلى أن يبين لهم هذه الأشياء ‏,‏ إذا لم يكن عنده علم فكيف يبين لهم هل يقول فيها بجهل يحلل ويحرم بجهل ‏؟‏ هذه مصيبة عظيمة‏.‏ هذا يضلل الناس وإن كان مقصده حسنا إلا أنه بعدم علمه يضلل الناس‏,‏ قد يحرم حلالا وقد يحل حراما وقد يفتي خطأ فلا يصلح للدعوة إلا من كان مؤهلا بالعلم الشرعي المستفاد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على بصيرة‏,‏ والبصيرة هي العلم والذي يدعو إلى الله يعترضه خصوم ويعترضه مشبهون ويعترضه منافقون فإذا لم يكن مؤهلا بالعلم الشرعي الذي يستطيع به أن يرد على شبهاتهم وخصوماتهم فإنه ينهزم من أول الطريق وينتصرون عليه ويكون هذا على حساب الدعوة‏.‏ كيف يستطيع أن يجيب على المشكلات وعلى الشبهات وعلى التضليلات إنسان ليس عنده علم شرعي‏.‏ فالبصيرة في الدعوة وهي العلم من ضروريات الدعوة ‏,‏ أما مجرد النية الصالحة ومجرد محبة الخير بدون علم هذا لا يكفي ‏,‏ وأنتم ترون الآن أن المحاضرين وأن الوعاظ الذين يتكلمون في تجمعات الناس يتعرضون لأسئلة وإجابات بعد كل محاضرة بعد كل كلمة ‏,‏ فإذا لم يكن المتكلم أو المحاضر على علم كيف يستطيع أن يجيب هؤلاء الجموع التي أمامه ‏؟‏ وقوله سبحانه‏:‏ ‏{‏وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 108‏]‏ ‏,‏ تنزيه لله سبحانه وتعالى عما لا يليق به وبراءة من المشركين وكذلك أتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم يتبرءون من الشرك ومن المشركين ؛ لأن الشرك دعوة غير الله عز وجل وعبادة غير الله عز وجل‏,‏ فالذي يدعو إلى الله لا بد أن يتبرأ من أعداء الله ويوإلى أولياء الله سبحانه وتعالى ؛ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 33‏]‏ ‏,‏ فينتمي إلى حزب الله وإلى المسلمين‏,‏ لا ينتمي إلى المبادئ المشبوهة أو الأحزاب المشبوهة ‏,‏ وإنما ينتمي إلى حزب الله وإلى جماعة المسلمين المخلصين لله عز وجل‏.‏ هذه صفات الداعية الذي يقوم بهذا العمل الجليل ؛ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 125‏]‏ ‏,‏ والحكمة‏:‏ وضع الشيء في موضعه‏,‏ وتطلق الحكمة ويراد بها العلم والفقه‏,‏ ‏{‏وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 113‏]‏ وقيل الحكمة هي‏:‏ السنة النبوية والأحاديث النبوية‏,‏ قال تعالى ‏{‏وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 269‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ‏}‏ ‏[‏لقمان‏:‏ 12‏]‏ ‏,‏ يعني الفقه والبصيرة‏.‏ فالحكمة كلمة يراد بها الفقه ‏,‏ ويراد بها وضع الشيء في موضعه اللائق به‏,‏ وذلك مثل قوله‏:‏ ‏{‏أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 108‏]‏ يعني‏:‏ على علم بما أدعو إليه في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 125‏]‏ ‏,‏ والآية التي بعدها ذكر الله سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين المدعوين وأن الداعية يعامل كل فئة بما يتناسب معه‏:‏ الصنف الأول‏:‏ الجهال ‏,‏ الذين ليس عندهم عناد وليس عندهم إصرار على الخطأ ‏,‏ وإنما وقعوا في الخطأ عن جهل فهؤلاء يكفي أن يبين لهم الحق ‏,‏ فإذا بين لهم الحق انتقلوا إليه وتركوا ما هم عليه من الخطأ ‏,‏ أن هؤلاء لا يحتاجون إلا إلى البيان ؛ لأنهم وقعوا في الخطأ من غير قصد وهم يريدون الحق فلما بين لهم الحق انتقلوا إليه وتركوا ما هم عليه هذه فئة من الناس ؛ يكفي فيها أن تبين لها الحق وأن ترغبها فيه وهي لا تريد إلا الحق وتدور مع الحق والحق ضالتها ‏,‏ فإذا بين لها انتقلت إليه‏.‏ الفئة الثانية‏:‏ من إذا بين له الحق وبين ما هو عليه من الخطأ يتكاسل عن الانتقال من الخطأ إلى الصواب ويكون عنده فتور فهذا يحتاج إلى موعظة بعد البيان وأن تبين له عقوبة من تبين له الحق ولم يقبله ولم يبادر إليه ‏,‏ كما قال الله تعالى ‏{‏وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 110‏]‏ فالذي له الحق ولم يقبله ولم يسارع إليه يخشى عليه من الزيغ ومن تقلب القلب‏.‏ الصنف الثالث‏:‏ من يكون عنده جدال بعد أن تبين له الحق يعرض شبهات ويعرض إشكالات يريد بها رد الحق فهذا يحتاج إلى جدال بالطريقة التي توصل إلى الحق ولا يترتب عليها تنفير أو يترتب عليها عنف‏,‏ بل جدال بالتي هي أحسن كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ‏}‏ ‏[‏العنكبوت‏:‏ 46‏]‏ فهذا يحتاج إلى جدال لرد ما يدلي به من الشبهات‏.‏ ومن ثم قلنا‏:‏ إن الداعية إلى الله يحتاج إلى علم ؛ لأنه كيف يستطيع أن يجادل بالتي هي أحسن إلا إذا كان عنده علم وكان عنده بصيرة تأهل بها وتسلح بها من الأول قبل أن يدخل الميدان ؛ إذا فالمدعوون‏:‏ إما أن يكونوا جهالا يقبلون الحق إذا بين لهم وإما أن يكون عندهم شيء من الكسل بعد بيان الحق لهم فيحتاجون إلى موعظة ‏,‏ وإما أن يكون عندهم شبهات يتعلقون بها ويبررون ما هم عليه بشبهاتهم فيحتاجون إلى جدال حتى تزول شبهاتهم وتنقطع معذرتهم ‏,‏ وقد ذكر معنى هذا التقسيم على هاتين الآيتين الحافظ ابن كثير في تفسيره وذكره أيضا ابن القيم في ‏(9)‏ أخذا من هذه الآية ففيهما منهج الدعوة واضح لا إشكال فيه‏,‏ وأنه يعتمد أولا على الإخلاص لله ؛ ويعتمد ثانيا على العلم ؛ ويعتمد ثالثا على الطريقة الصحيحة التي بها توصل الدعوة إلى الله عز وجل إلى قلوب الناس‏.‏ فإذا كانت الدعوة تسير على طريقة صحيحة فإنها تصل إلى القلوب وينفع الله جل وعلا بها ولو لم يهتد بها إلا القليل إلا أنها على مر الزمان تبقى آثارها فيهتدي بها أجيال مستقبلة‏.‏ واعتبوا بآثار المصلحين من علماء هذه الأمة حيث بقيت آثارهم بين الناس مثل‏:‏ شيخ الإسلام ابن تيمية ‏,‏ وابن القيم وغيرهم من المصلحين نفع الله بدعوهم في وقتهم ونفع الله بها بعد وقتهم ولا يزال الناس ينتفعون بها ؛ لأنها سارت على منهج صحيح وعلى شرعي وعلى بصيرة فصار أثرها باقيا ومستمرا والحمد لله وأيضا من منهج الدعوة إلى الله عز وجل الأولويات في الدعوة بأن يبدأ بالأهم فالأهم كما هي دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام‏.‏ فالرسل أول ما يبدأون بإصلاح العقيدة ؛ لأنها هي الأساس فإذا صحت العقيدة اتجهوا إلى إصلاح بقية الأمور فاتجهوا إلى إصلاح المعاملات وإلى إصلاح الأخلاق والسلوك‏,‏ أما قبل إصلاح العقيدة فلا يمكن أن تكون الدعوة ناجحة ؛ لأنها لم تبن على أساس صحيح وكل شيء بني على غير أساس فإنه ينهار ولذلك اتجهت دعوات الرسل عليهم الصلوات والسلام أول ما اتجهت إلى إصلاح العقيدة فكل رسول يقول لقومه أول ما يقول لهم ‏{‏وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 36‏]‏ كما قالها نوح عليه السلام وكما قالها هود وكما قالها صالح وكما قالها شعيب وكما قالها إبراهيم وكما قالها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث بقى في مكة ثلاث عشرة سنة يأمر الناس بإصلاح العقيدة وذلك بعبادة الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأصنام والأشجار والأحجار‏.‏ ثم بعد ما تقررت العقيدة نزلت عليه بقية شرائع الإسلام فرضت الصلاة ‏,‏ فرضت الزكاة ‏,‏ فرض الصيام ‏,‏ فرض الحج ‏,‏ فرضت أوامر الإسلام بعدما استقرت العقيدة واستقامت‏.‏ وكان صلى الله عليه وسلم إذا أرسل الدعاة يأمرهم أن يبدءوا بدعوة الناس إلى إصلاح العقيدة فحينما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال ‏(إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ‏,‏ فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تأخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم)‏.‏ (10) انظروا كيف أمرهم أن يبدأ بالعقيدة ‏,‏ فإذا استجابوا للعقيدة ووحدوا الله عز وجل أمرهم بالصلاة ؛ لأن الصلاة لا تصلح إلا بعد إصلاح بعد إصلاح العقيدة فإذا استجابوا لله وأقاموا الصلاة أمرهم بالزكاة ؛ لأن الزكاة لا تصح إلا بعد صلاح العقيدة وإقامة الصلاة‏.‏ وهكذا الدين يبنى على أساس التوحيد والعبادة لله سبحانه وتعالى‏,‏ فالدعاة يجب عليهم أن يهتموا بهذا الأمر وهو إصلاح عقائد الناس وذلك دعوة الكفار إلى الدخول في الإسلام بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ودعوة المنتسبين إلى الإسلام الذين عندهم خلل في العقيدة إلى إصلاح عقيدتهم ولا يكفي أن الإنسان ينتسب إلى الإسلام وهو مختل العقيدة‏.‏ فالإسلام لا يتحقق إلا إذا صلحت العقيدة ‏,‏ وإلا فما صحة الإسلام مع انحراف العقيدة ‏؟‏ ‏!‏ فالدعوة لا تكفي ولا تفيد صاحبها شيئا‏,‏ وكذلك لما أعطي على بن أبي طالب رضي الله عنه الراية يوم خيبر قال‏:‏ ‏(انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ‏,‏ ثم ادعهم إلى الإسلام ‏,‏ وأخبرهم بما يجب عليهم من حق لله تعالى فيه ‏,‏ فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم)‏ ‏(11) أمره أن يدعوهم إلى الإسلام‏.‏ والإسلام يبنى على الأركان‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ‏,‏ وإقام الصلاة ‏,‏ وإيتاء الزكاة‏,‏ وصوم رمضان‏,‏ رمضان‏,‏ وحج بيت الله الحرام‏.‏ وكذلك بقية أوامر الدين وشرائعه كلها مكملات لهذه الأركان لكن الأساسات هي هذه الأركان الخمسة‏.‏ ولما قال له ادعهم إلى الإسلام لم يكتف بهذا‏,‏ بل قال له‏:‏ ‏(أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه)‏ ‏(12) ‏,‏ بأن تشرح لهم ما هو الإسلام وأن الإسلام أوامر وأركان وأحكام وعبادات ومعاملات‏,‏ وشرائع الإسلام كلها تدخل في مسمى الإسلام‏,‏ وإلا لو كان القصد الانتساب إلى الإسلام فإنه لا يحتاج إلى أن يقول له أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى‏,‏ فالذي يدعو إلى الإسلام يجب عليه أن يشرح ما هي حقيقة الإسلام وما هي نواقض الإسلام وما هي منقصات الإسلام حتى يكون الناس على بصيرة‏.‏ أما أن يدعو إلى الإسلام دعاء مجملا فهذا لا يكفي ؛ لأن دعوى الإسلام يدعيها الكثير‏.‏ ولكن الإسلام الصحيح هو الإسلام الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم القائم على أوامر الله سبحانه وتعالى الذي ليس فيه ناقص من نواقض الإسلام ‏,‏ هذا هو الإسلام الصحيح‏.‏‏.‏ وإلا كلمة الإسلام اليوم كثيرة على الألسنة ولكن الإسلام الصحيح هوالمقصود وهو المطلوب وهو الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب رضي الله عنه أن يبينه للناس‏.‏ وهذا يؤدي ما سبق من أن الداعية لا بد أن يكون عالما بأحكام الإسلام من أجل أن يبين للمدعوين ما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه‏,‏ أما الجاهل بأحكام الإسلام فهذا لا يستطيع إذا قالوا له‏:‏ ما هو الإسلام ‏؟‏ لا يستطيع أن يشرح لهم الإسلام ويبين لهم الإسلام‏.‏ فالواجب في هذا الأمر واجب عظيم لا بد من الدعوة إلى الله ولا بد في الدعوة إلى الله أن تقوم على أساس صحيح حتى تكون دعوة مثمرة مؤتية للمطلوب منها ‏,‏ فالدعوة إلى الله فضلها عظيم‏.‏ كما قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه‏,‏ لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ‏,‏ ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ‏,‏ لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا‏)‏ ‏(13) وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي سمعتم لعلي بن أبي طالب‏:‏ ‏(‏والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم‏)‏ ‏(14) والمراد بها‏:‏ الإبل النفيسة‏,‏ ومعناه‏:‏ خير لك من الدنيا وأنفس ما في الدنيا من الأموال فكيف إذا اهتدى على يد الإنسان جماعة من المسلمين وأجيال متلاحقة بسبب دعوة هذا المصلح إلى الخير وإلى الله سبحانه وتعالى فإن له من الأجر مثل أجور من تبعه قلوا أو كثروا لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا‏.‏ فالدعوة إلى الله مقام شريف وعمل جليل ولا بد منها‏.‏ ولكن لا بد من الفقه في الدعوة بحيث تدعو الناس إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة‏,‏ ولا بد من معرفة ماذا يشترط في الداعية إلى الله سبحانه وتعالى حتى تكون الدعوة سائرة على منهج سليم‏,‏ وحتى لا يحصل اختلاف بين الدعاة إلى الله فإنه ينجم الاختلاف مع الجهل‏.‏ أما إذا تفقه الدعاة في الدعوة إلى الله وعرفوا المنهج الصحيح فلن يختلفوا أبدا إنما يحصل الاختلاف إذا دخل في الدعوة من ليس أهلا لها ومن لم يتأهل لها بالعلم النافع والإخلاص لله عز وجل فحينئذ يحصل الاختلاف‏.‏‏.‏ أما إذا تفقه الدعاة في الدعوة وخلصت نيتهم لله عز وجل وصار مقصودهم وجه الله سبحانه وتعالى فلن يختلفوا أبدا‏,‏ وإنما يتعاونون ويكونون يدا واحدة يتعاونون على البر والتقوى‏.‏ هذا‏,‏ ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما فيه صلاحنا‏,‏ وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين‏,‏ وأن يرزقنا وإياكم البصيرة في دينه والعمل بشرعه والإخلاص في طاعته‏.‏ وصلى الله وسلم على نبينا محمد ‏,‏ وعلى آله وأصحابه أجمعين‏ -------------------------------------------------------------------------------- (( محاضرات في العقيدة والدعوة / المجلد الثالث )) لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله- ======== اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافانا واهدنا إلي سواء السبيل آمين __________________
  10. بسم الله الرحمن الرحيم... قال الله (يآ أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) قال (يدنين عليهن) والضمير يعود على سائر أجسادهن وليس فيه استثناء فلم يستثن [إذ لم يقل يدنين عليهن إلا وجوههن وأكفهن]... وهذا دليل قطعي الدلالة والثبوت ولا تجوز مخالفته بأي دليل أقل منه ولا بكلام بشر غير معصومين أياًَ كانوا على افتراض ثبوت ما نسب إليهم من أقوال... هذه آية مُحكمة ولكن كما قال الله (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأُخرُ متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) ___________________________________________ حاشية على الهامش... وقد ذكر المفسرون في تفسير هذه الآية نحو ما قلت وقالوا بأن الجلباب هو الملحفة... ولفظ الإدناء في اللغة من معانيه الإرخاء والتقريب... فعليها أن تدنيه عليها من غير استثناء شيء من جسدها... أي ترخي جلبابها على سائر جسدها دون أن تضرب به على جسدها ومعنى (أن لا تضرب) هنا أي (لا تلصق أو تشد) جلبابها على وجهها وجسدها وذلك لكي لا تبرز وتتبين معالمه... وقد جاء عن ابن عباس رضي الله أنه قال في تفسير هذه الآية (تدني عليها من جلبابها ولا تضرب به) وهذا يؤيد ما قلته آنفا... دنا تعني قرب وتعني سَفُلَ أو نزل وانخفض... فتقول الأرض الفلانية أدنى من الأراضي التي حولها يعني أسفل منها... ورد في لسان العرب ج14/ص273... و الأدنى السفل وورد في لسان العرب ج2/ص630 ويقال للماء في أسفل الحوض إذا كان مقدار ما يستره وجاح ويقال لقيته أدنى وجاح وتأتي كلمة أدنى بمعنى أرخى... فقد ورد في المعجم الوسيط ج1/ص299... أدنى الشيءُ قرُبَ و الحامل دنا نتاجها أو وضعها فهي مدن و مدنية و الشيء قربه و الستر أو الثوب أرخاه و في التنزيل العزيز قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن. إهـ. المصدر هو المعجم الوسيط بتحقيق مجمع اللغة العربية... وحين تريد أن تقول إقتَربْ مني يا فلان فإنك لن تقول إدنُ علي يا فلان بل ستقول إدن مني... بينما الآية قالت (يدنين عليهن) ولم تقل يدنين إليهن... فلماذا لم يذكر الألباني في كتابه المعاني الأخرى للإدناء والتي فيها ما يوافق سياق الآية أكثر من المعنى الوحيد الذي اجتزأه... والإدناء في الآية وفي كلام ابن عباس تعني إرخاء الجلباب من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين لأنه قال (عليهن) ولم يستثنِ منهن شيئاً لا وجها ولا كفاً ولا يتأتى هذا إلا بإرخاء الخمار (الملحفة) من فوق أعلى الرأس إلى أخمص القدمين بما في ذلك الوجه والكفان لأنهما غير مستثنيتان من أمر الله في الآية... وبهذا يتبين أن الآية مع كل معاني الإدناء في اللغة حجة لنا لا علينا... حجة في وجوب إدناء الجلباب على سائر البدن من غير استثناء وجه أو كف أو غيرهما...
  11. شكرا جدا يانونو بجد تحفة والله مالهاش حل
  12. اتصل على هذا الرقم ... وخاصة آخر الليل الكثير منا يستعصيه أمر في هذه الدنيا والكثير منا يبحث عن وساطة إما لوظيفة أو لاجتياز اختبار أو معاملة في إحدى الدوائر الحكومية أو ما شابه ذلك ويسعدني أن أساعدكم في الحصول على الواسطة لتيسر لكم أموركم فقط اتصل على هذا الرقم فهذا الرقم الخاص 222بدون مفتاح تريد معرفة كيفية الاتصال ؟؟؟ الرقم الأول 2 يعني الساعة 2 منتصف الليل الرقم الثاني 2 يعني ركعتين الرقم الثالث 2 يعني دمعتين ومعناها ركعتين الساعة 2 في آخر الليل مع دمعتين اطلب من الله عز و جل في هذا الوقت وبإذن الله تتيسر أمورك و سوف تحصل على ما تريد فالله عز و جل الملك القهار ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ويقول هل من داعي فاستجيب له هل من تائب فأتوب عليه فوالله لو اجتمع الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء فلن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك إلجأ إلى من بيده تصريف السماوات والأرض الكثير منا فضل أهل الواسطات على الله عز وجل و بدأ يبحث عن واسطة قبل أن يلجأ بالدعاء إلى الله فالله عز و جل يقول في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يقول (ادعوني استجب لكم) فالله الله بالدعاء أحبكم وأتمني أن نجتهد سويا ، ولا ننسى بعضنا من الدعاء عل الله يجمعنا غدا هناك في الجنان على سرر متقابلين
  13. بسم الله الرحمن الرحيم كشف الفتاة شعرها ورقبتها أمام النساء أو محارمها حرام إلحاقاً بما ذكرته بعض الكاتبات بالساحة العربية ، والأخبار التي تطالعنا بين الفينة والأخرى عن الإعجاب بين الفتيات والسحاق وعن زنا المحارم كرمكم الله ، وفي محاولة لوقاية المجتمعات الإسلامية بإذن الله من تلك الجرائم القذرة المحرمة بحثت فوجدت أنّه لم يُغفل في الشرع الكامل المطهر إيجاد الحلول الوقائية من تلك الجرائم وحقاً إن الإسلام هو الحل. قال الله تعالى" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا ... " من الآية ذات الرقم (31) في سورة النور. أقوال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم وغيرهما من الصحابة في تفسير هذه الآية مشهورة وهي أقوال تدل في مجموعها مع الآية على أن للمرأة أن تبدي للمذكورين في الآية من محارم ونساء ونحوهم من المذكورين في الآية وجهها وكفيها وما عليهما من زينة وظاهر الزينة التي على ثيابها الواسعة وعلى رأسهم طبعا بعلها الذي يجوز لها بدلالة أدلة أخرى أن تبدي له غير ذلك . عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسيرها قال ( الزينة التي تبديها لهؤلاء قرطاها وقلادتها وسوارها فأما خلخالها وخصرها وجيدها وشعرها فإنها لا تبدي ذلك إلا لزوجها ) صحيح رواه ابن عبد البر في التمهيد 16/230 ، والطبري في تفسيره لهذه الآية 18/120 بلفظ ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن إلى قوله عورات النساء قال الزينة التي يبدينها لهؤلاء قرطاها وقلادتها وسوارها فأما خلخالاها ومعضداها ونحرها وشعرها فإنه لا تبديه إلا لزوجها ) صحيح. رواه كل منهما بإسناده إلى ابن عباس. وليس له مخالف في ذلك من الصحابة ( قال الشيخ علي الريشان في موقع الشيخ الإسلام اليوم : هذا ثابت عن ابن عباس ) الآية لوحدها تكفينا في بيان هذا الأمر حيث فيها " وليضربن بخمرهن " وفيها " ولا يضربن بأرجلهن " مع أنه لم يذكر في الآية غير المحارم والنساء ونحوهم فكيف إذا اقترنت الآية بتفسير أولئك الأعلام الذين هم الصحابة أعرف الناس بعد النبي باللسان العربي المبين ومدلولاته والقرآن نزل بلغتهم. أُمرت المرأة بالضرب بخمارها على جيبها ومنعت من الضرب برجليها ليعلم ما تخفي من زينتها أمام المذكورين في الآية من محارم ونساء ونحوهم. فما بالنا بغيرهم من الرجال الأجانب. ومعروف بما يغني عن التفصيل ما ورد في تفاسير السلف من أن الوجه والكفان وما عليهما من زينة من كحل وخاتم تعتبر مقصودة في قوله ما ظهر منها أمام من ذُكروا في هذه الآية من المحارم والنساء المسلمات ونحوهم من المذكورين في الآية كما أن هذا هو شرح ابن منظور في لسان العرب ( 13/202 ) لمعنى ( ما ظهر منها ) الجيد: مقدم العنق ( من كتاب العين للفراهيدي:6 / 167) العضد:الساعد وهو من المرفق إلى الكتف. المعضد : هو الدملج (مختار الصحاح 1 / 184،والعين1 / 268) وذكر الخليل بن أحمد الفراهيدي في معجمه كتاب ( العين ) في ص182 ج 4 أن الخصر وسط الإنسان وأخمص القدم ، وعلى هذا تدل الآية على تحريم أن تلبس المرأة أمام النساء المؤمنات ملابساً ضيقة تبين وسطها أو قصيرة تكشف عن أخمص قدمها ( أخمص القدم هو بطن القدم المرتفع عن الأرض [ القاموس المحيط : 1 / 963 ] ) وإذا قالت امرأة بأنها ملتزمة بستر جميع بدنها أمام محارمها إلا الوجه والكفين وثوبها واسع وفضفاض إلا أن عليه نقوشاً وألواناً تزينه فما الحكم في هذه النقوش والألوان ذكّرناها بما ورد عن ابن مسعود وغيره من السلف من أن الثياب من الزينة الظاهرة التي يجوز كشفها للمحارم والنساء ما دامت واسعة غير ضيقة أما إن كانت ضيقة فقد قال النبي " كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " صحيح. رواه مسلم في صحيحه وابن حبان والحاكم وغيرهم. وقال المفسرون من السلف : لا يحل لها أن تكشف وجهها وكفيها أو أي شئ من جسدها أمام النساء المشركات لأن الله قال في الآية " أو نسائهن " ولم يقل [ أو النساء ] أما أمام الرجال الأجانب فيكفينا هذا الدليل المحكم قطعي الدلالة والثبوت ".. يدنين عليهن .. " ( الأحزاب 59 ) الضمير يعود على كامل الجسد بلا استثناء، لم يقل على شعورهن وأكتافهن ولم يقل عليهن إلا وجوههن وأيديهن. من الأدلة الواردة في المقال الرئيس أعلاه يتبين أنه : يحرم على المرأة أن تكشف أمام النساء المسلمات أو محارمها غير وجهها وكفيها حتى أمام أمها أو أبيها. ولا يجوز أن تكشف ما سوى وجهها وكفيها إلا لزوجها . وأنه حرام عليها أن تكشف وجهها أو كفها أمام غير المسلمات. أما من يدعي غير ذلك كله أو بعضه فلا دليل شرعي له.
  14. المقادير: 2 كيلو لحم خاروف 4 كيو لبن -جميد او لبن عادي 1كيلو رز -3 ارغفة من الخبز العربي ماء للسلق جوز -لوز - فستق -صنوبر - بقدونس للتزيين ملح -بهارات - فلفل حار - كركم سمنة . الطريقة: يوضع اللبن في وعاء الطبخ ثم يوضع على النار حتى يغلي ثم نضيف اللحم المسلوق على اللبن بعد الغليان ويحرك حتى الغليان ويترك على نار هادئة وفي هذه الاثناء يجهز طبق الرز نضع ملعقتين من السمنة في الوعاء ثم تذوب على النار نغسل الرز المنقوع ويتبل بالملح والفلفل والبهارات ثم توضع الكمية في وعاء السمنة ونضيف عليها كمية كافية من ماء السلق -التي تغطي كمية الرز- وتوضع على نار هادئة لمدة نصف ساعة. ثم نعد اغراض التريين نقوم بقلي لصنوبر والفستق والجوز واللوز ونفرم البقدونس ناعم نضع الخبز على صحن التقديم ونضع الرز فوقه ثم يوضع اللحم فوق الرز ويزين ثم يصب عليه من شراب البن وصحتين والف عافية
  15. قرأت فى احد الكتب القيمة آرآء بعض علماء الغرب فى النبى محمد صلى الله عليه وسلم وهذه بعض الآرآء المنصفه والاراء الصادقه التى قالهابعض فلاسفة وكتاب الغرب فى نبى الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم والقران الكريم ان الذين يزعمون ان محمدا نشر دعوته بالسيف لا يتصورون ما يقولون0000فقد كانت دعوته دعوة رجل واحد امام قوم مجمعين على تكذيبه 000 وليس اعجب من صورة رجل واحد يحمل السيف ليقنع به الناس ))) (توماس كارليل ) اعتقد ان رجلا كمحمد لو تسلم زمام الحكم فى العلم باجمعه لتم له النجاح فى حكمه ولقاده الى الخير وحل مشكلاته على وجه يكفل للعلم السلام و السعاده المنشوده ( برنارد شو ) ان الكتاب ( القرانالكريم ) سيحافظ على تاثيره الى الابد 00000 لان تعاليمه عمليه للحياه الفكريه لقوم معتزين بتقاليدهم متمسكين بعاداتهم القديمه ( جوتـــه )
  16. ThE.jAgUaR

    المسقعه

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته المقادير لحمه مفرومه 2 باذنجان اسود كبير 2 بطاطس كبير عصير 3 طمام + صلصه ندى 2 بصل 2 فص ثوم زيت بهارات ( كمون -فلفل اسود-قرفه-زنجبيل-ملح ) 1فلفل رومي و 2 فلفل اخضر حار الطريقه يقطع البذنجان و البطاطس شرائح سميكه نوعا ما يرص في صينيه بعد دهنها بقليل من الزيت و توضع في الفرن ( هذي الطريقه افضل من قلي البذنجان و البطاطس ) توضع اللحمه المفرومه و البصل في مقلاه و تترك حتى تستوي جيدا تخلط الطمام والصلصه و البصل و الثوم في الخلاط و يضاف لها كوب ماء دافي و البهارات تخرج الصينيه من الفرن و ترص عليها اللحمه المفرومه و الفلفل الرومي و الفلفل الحار و تسكب فوقها الصلصه و شرائح الطماطم توضع في الفرن حتى تتسبك و تقدم مع الرز و بالعافيه .. __________________
  17. بعد انتشار الكاميرات والتصوير في الموبايلات وظهور خدمة الجيل الثالث 3G فكان لابد من ظهور فتوى حديثة لهذه المخترعات التي تكون في بعض الأحيان ضارة إن اساء الانسان أستخدامها الاستنباط السادس عشر من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عند أحمد، وأبي داود، والترمذي في« السنن» وصححه الترمذي، وابن حبان، وهو عنده أتم سياقًا منه، ولفظه: قال النبي صلى الله عليه وسلم «أتاني جبريل فقال: أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان في البيت كلب، فَمُرْ برأس التمثال الذي على باب البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة، وُمُرْ بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتان منبوذتان توطآن، وُمُرْ بالكلب فليخرج» ففعل رسول الله وفي رواية النسائي «إما أن تقطع رءوسها أو تجعل بسطًا توطأ». فإن في هذا النص دلالة على أن الإنسان إذا قام بقطع رأس التمثال أن ذلك يزيل المحظور، وتتمكن الملائكة من دخول ذلك البيت؛ لأنه قد صار مثل الشجرة التي لا روح فيها وقد ألحق أهل العلم بذلك الصورة المطبوعة، أو المنقوشة والصور الفوتوغرافية، فقالوا: يكفي فيها طمس الوجه مع أن الذي يظهر أن الأفضل في المنقوشة على قرام، وما شابه ذلك أن تهتك وتقطع وتتخذ وسائد توطأ، كما جاء بذلك الحديث الصحيح من أمر جبريل ـ عليه السلام ـ للنبي صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك بالقرام الذي كان في منزله يستر به سهوة له ومنه ما جاء في «الصحيحين» عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه صور، فتلون وجهه، ثم تناول الستر فهتكه وقال: «إن من أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور». والذي حملنا على هذا التفريق أن الأحاديث قد جاءت مفرقة بين الأمرين، فطريقة إنكار الأولى: أن يقطع رأسها، أما الثانية: فتقطع كلها إذن فالواجب في جميع الصور أن تكون مهانة وهذا ـ والله أعلم ـ لأنه ما من شيء كان في يوم من الأيام سببًا موصلًا إلى الشرك الأكبر والجرم الذي لا يغفر إلا حرمه الله تعالى، ووضعه وما ذلك إلا لعظم أمر الشرك، ولهذا سد جميع وسائله القديمة والحديثة سدًّا للذرائع، وبعدًا عن الافتتان بذلك. وكما هو معلوم أن أول شرك حصل في الأرض كان بسبب التصاوير والافتتان بها؛ كما في «صحيح البخاري» عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: «صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعدُ أمَّا، ودٌّ فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد، ثم لبني غطيف بالجوف، ثم سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع؛ أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابًا وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسَّخ العلم عبدت». أما الاستنباط الذي نحن بصدده فهو أن هذه الأحاديث الدالة على الأمر بالتخلص من الصور، وإهانتها جاءت لتعلمنا وتبين لنا كيفية إنكار منكر قد وقع، بمعنى أنها جاءت لتوضح المخرج الشرعي لمن وجد منكرًا من تلك التصاوير، وماذا عليه أن يفعل تجاهها إذن فالعلاج والمخرج من ذلك المنكر هو ما جاءت الأحاديث المتقدمة لتبينه ليرضى الله عز وجل عنا، ولتدخل الملائكة ذلك المكان مرة أخرى بعد أن مُنِعَت منه بسبب تلك التصاوير هذا ما جاءت الأحاديث لتقرره. ولم تتكلم الأحاديث، ولم تتطرق مطلقًا لرسم ذوات الأرواح المقطوعة الرأس، أو الأعضاء فضلًا عن أن تجوزه. أما التصاوير والرسم، وصنع التماثيل أعني إنشاء هذه التصاوير ابتداء فيبقى على حاله الأولى من الحرمة الشديدة، وأنه من كبائر الذنوب، فتصوير ذوات الأرواح سواء الوجه، أو باقي الأعضاء محرم ولا يجوز وسيؤمر فاعله أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة، وليس بنافخ وهو متعرض للوعيد الشديد المنصب على التصاوير والمصورين، كيف وقد علمنا أن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال للرجل الذي جاء يسأله عن التصاوير: فنهاه ابن عباس عنها جميعًا كما في «صحيح مسلم», ثم قال له: فإن كنت ولابد فاعلًا فالحجر والشجر وما لا نفس له؛ فانظر بارك الله فيك هذا ابن عباس حبر هذه الأمة يرى كراهية التصاوير مطلقًا ذوات الأرواح وغيرها، ثم قال: فإن احتجت إلى ذلك ولابد فلا شيء يجوز سوى الأحجار والأشجار وما لا نفس له. فكيف الأمر في من توسع في تصوير ذوات الأرواح إلى الغاية منها والعياذ بالله من هذا المنكر العظيم. وعليه فإن ما يفعله بعض الناس اليوم من رسم لأجسام الحيوانات والإنس، أو بعض أجزائها بدون رسم للوجه، أو رسمه مع وضع خط على العنق يزعمون بذلك أنهم قد أزالوا المحظور بقطع العنق، ويحسبون أن ذلك جائز، ويستدلون بالأحاديث المتقدمة، فإن هذا خلط رهيب، وسوء فهم ظاهر للنصوص والأحاديث الواردة في ذلك؛ لأن الأحاديث لم تسوغ إنشاء الرسم، أو التصاوير ابتداء وإنما غاية ما فيها أنها أوجدت المخرج فقط، وكيفية تغيير ذلك المنكر في تلك الصور التي عمت وطمت، فالأحاديث إنما بينت ودلت على السبيل الذي به يزول المحذور، ولم تأذن بتصوير أو رسم أو نحت الأعضاء سواء مقطعة أو متصلة من ذوات الأرواح فالأحاديث مقررة لهذا الأمر، ولم تتكلم عن التصوير والتجسيم لذوات الأرواح بدون رأس فضلًا عن تجويزها لذلك. وكما هو معلوم أن اليد تجري فيها الروح، كما تجري في القدم والقلب والوجه، وإنما جاء تخصيص الرأس لبيان المخرج، ولما فيه من بديع الخلقة وعجائب الصنعة ما ليس فيما سواه من الأعضاء، ولأن الرأس إذا قطع صارت الصورة أشبه ما تكون بالشجرة التي لا روح فيها، أما أن يعمد الإنسان إلى الرسم والتصوير بدون رأس، فهذا ما لا دليل عليه، بل إن عموم الأدلة المحرمة للتصاوير تشمل جميع ما يصور من ذوات الأرواح فالجميع محرم، والجميع منهي عنه، فكل ما فيه روح هو داخل في العموم. والأعجب من هذا أن بعض إخواننا الصالحين غفر الله لهم قد أقحموا الصور في مجال الدعوة إلى الله عز وجل، فأخذوا يرسمون هيئات الصلاة من سجود وركوع وجلوس ووضع اليدين على الصدر، وكيفية الوضوء، و أطوال الإزار، وحد الإسبال مع رسم للقدمين لبيان ذلك وهيئات الجلوس المحرمة، وكيفية أداء مناسك الحج والعمرة مصورة بالأعضاء مع قطع للرءوس، أو مع تصوير الرأس وطمس معالمه ظنًّا منهم أن هذا يصيرها حلالًا، وما إلى ذلك زعمًا منهم أن هذا يوضح المطلوب ويقربه إلى الأذهان وأن المشاهد ليس كالمقروء في التأثير على الناس وأن هذه الطريقة قد أجدت في هذا المجال ونفعت، وهذا كله مع احترامي الشديد للدعاة وطلبة العلم الفاعلين له هو من الخطأ البين ذلك لأن كون الشيء أجدى مع الناس، ونفع لا يدل على إباحة ذلك الشيء فضلًا عن أن يكون مشروعًا كيف، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :«وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر»، فهل يقول أحد إن وصف الفجور سيزول عن هذا الفاجر لكونه فعل ما يتأيد به الدين أم أنه يبقى على فجوره؟ بل يبقى على هذا الوصف، وكم من منحرف وضالٍ بل ومبتدع اهتدى على يديه بعض العباد فهل يدل هذا على صلاحهم ؟كلَّا. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم كما في «الصحيحين» من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي الأمم، فجعل يمر النبي معه الرجل، والنبي معه الرجلان، والنبي معه الرهط، والنبي ليس معه أحد....» الحديث. فهذا نبي لم يتبعه أحد وبعضهم لم يتبعه سوى رجل أو رجلين إلى غير ذلك، فهل هذا يعني وجود خلل في الأسلوب أو الدعوة؟! كلا والله وحاشاهم من ذلك عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم. وعليه فلا تكون الوسيلة صحيح وصالحة بناء على نتائجها، إلا إذا أتى دليل يؤيد ذلك، ويوضحه كيف وقد قام الدليل على خلاف ذلك؟ كما أن قلة الأتباع لا يعني خطأ الداعية، وفساد الوسيلة وعليه فكل هذا لابد من ضبطه بنصوص الكتاب والسنة. ثم إن الدعوة إلى الله عز وجل يجب أن تكون طيبة، ونظيفة، وصحيحة لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإننا لا نشك في أن مراد هؤلاء الدعاة إلى الله أن يجلبوا الهداية للناس عن طريق هذا العمل، ولكننا نذَّكِر أنفسنا و إياهم أن الهداية عند الله عز وجل وإن ما عند الله لا يطلب بما حرم، فأجملوا في الطلب، ومما يزيد الأمر وضوحًا أنه قد دخل في الإسلام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين ـ رضي الله عنهم ـ من الأعاجم جمع غفير، ومع ذلك لم ينقل إلينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أو خلفاءه من بعده فعلوا ذلك، فلم يعمدوا إلى الرسم والتصوير، لتوضيح كيفيات العبادات، وطريقة أدائها مع الحاجة لذلك ووجود الداعي له فهؤلاء الأعاجم لا يعرفون اللغة العربية ولا سبيل إلى تعليمهم إلا بالتطبيق المباشر، أو الكتابة أو الرسم، فلم يعمدوا إلى الرسم أبدًا مع أنه أسهل وأيسر من الكتابة والترجمة باللغات المختلفة، بل استعملوا أسلوب التطبيق المباشر مع الكتابة في بيان ذلك بلغاتهم ما أمكن ذلك، ولو كان عندهم دليل أو أثارة من علم في جواز ذلك لفعلوه، لأنهم هم أحرص الناس على إرضاء الحق وهداية الخلق. ومن هذا يعلم أن هذا هو عين الحق، و أن الخير كله فيما فعلوه فما علينا إلا أن نتبعهم، ونستعمل هديهم فهم أعرف بما يرضي الله ويسخطه رضي الله عنهم أجمعين. كما أن استعمال الصور في الدعوة إلى الله هو من التشبه بأهل الكتاب، فقد استعملوها في الدعوة إلى صالحيهم وتعظيمهم كما في «الصحيحين» عن عائشة : أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة». وهم أيضا في هذا الزمان يستعملون التصاوير تبعًا لأسلافهم المجرمين في بث سمومهم إلى الناس عبر أجهزة الإعلام، وعبر المجلات المصورة والموضوعة على حسب الأعمار والأهواء، ويقومون بتوزيعها بالمجان، وكلها دعوة إلى النصرانية ويشتريها المسلمون لأولادهم بدعوى أنها من التسلية، وما ذلك إلا لأنها اكتظت بالصور الشائقة الفاتنة، والتي تلفت انتباه الإنسان. وقد تفشت الصور بين الناس في القرن التاسع عشر في زمن الثورة الفرنسية بشكل جعل حتى دعاة النصارى يشمئزون منه، فاستعمال التصاوير هو من هدي أهل الكتاب المغضوب عليهم والضالين الذين أمرنا أن نخالفهم ونباينهم ونجانب طريقهم، فالله المستعان وعليه التكلان. وأما استعمال تلك الصور في نقل التقتيل والتشريد الذي يحصل لإخواننا المسلمين في مشارق الأرض، أو مغاربها لاستدرار عطف إخوانهم المسلمين، لينفقوا من أموالهم ويمدوا يد العون لهم فهذا خطأ آخر، والخطأ لا ينتج إلا خطأ مثله، فإن استعمال الصور المحرمة شرعًا بصيغ هي من أبلغ العموم، كنحو قوله صلى الله عليه وسلم «كل مُـصَـوِّرٍ في النار»، وفي رواية «كل مُـصَـوَّرٍ في النار» . ففي «الصحيحين» عن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها. فقال له: ادن مني. فدنا منه ثم قال: ادن مني. فدنا حتى وضع يده على رأسه قال: أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفسًا فتعذبه في جهنم»، وقال: إن كنت لا بد فاعلًا فاصنع الشجر وما لا نفس له هذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري عن سعيد بن أبي الحسن قال: «كنت عند ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ إذ أتاه رجل فقال: يا ابن عباس إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير. فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، سمعته يقول: «من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبدًا» فربا الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه فقال: ويحك، إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر كل شيء ليس فيه روح. وقوله صلى الله عليه وسلم:«إن أشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة المصورون» «متفق عليه» من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. وفي «الصحيحين» من حديث عائشة أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفْتُ أو فعرفَتْ في وجهه الكراهية فقالت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله، فماذا أذنبت فقال رسول الله r:«ما بال هذه النمرقة» فقالت: اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن أصحاب هذه الصور يعذبون ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم ثم قال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة». وفي البخاري عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ :«أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئًا فيه تصاليب إلا نقضه» وفي «الصحيحين» عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت على بابي درنوكًا فيه الخيل ذوات الأجنحة فأمرني فنزعته»والأحاديث في هذا المعنى متواترة، وهذه الأحاديث تدل على أن الصور وإن كانت رقمًا في ثوب فإنها محرمة أما ما جاء في «الصحيحين» عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد عن أبي طلحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة» قال بسر: ثم اشتكى زيد بعد فعدناه فإذا على بابه ستر فيه صورة قال: فقلت لعبيد الله الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول؟ فقال عبيد الله: ألم تسمعه حين قال إلا رقمًا في ثوب، فإن هذا الحديث ليس فيه حجة بحمد الله وذلك لأمور: الأمر الأول: أن الراويَيْن اختلفا في إثبات هذه اللفظة «إلا رقمًا في ثوب»، فهي معلولة بالاختلاف. الأمر الثاني: أنه على فرض ثبوتها فإنها على الراجح من كلام زيد بن خالد رضي الله عنه، فإن حديث أبي طلحة المرفوع انتهى عند قوله «إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة» وأما قوله:«إلا رقمًا في ثوب» فهو اجتهاد من زيد بن خالد رضي الله عنه وأرضاه في مقابلة الأدلة المتقدم تقريرها، كما أن هناك جمعا من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ قد عارضوه ـ رضي الله عنه ـ في هذا الفهم، وقالوا بعموم النهي الوارد في الأخبار وذلك واضح فيما تقدم ذكره قريبا عن ابن عباس، وعائشة وغيرهم رضي الله عن الجميع. الأمر الثالث: أن الأحاديث المتكاثرة جاءت بالتحريم والنهي عن اتخاذ الصور عمومًا، وبالخصوص التي في الثياب كما تقدم مما يؤكد أن هناك وهمًا حصل. الأمر الرابع:أن هذا الخبر محتمل، وهو من المتشابه الذي يجب رده إلى المحكم، فيزول الإشكال. الأمر الخامس: أن هذه اللفظة فيها شذوذ فإن عبيد الله الخولاني وإن كان ثقة إلا أنه خالفه بسر بن سعيد في هذه الزيادة، كما خالفه جمع غفير من الثقات الذين رووا أحاديث النهي والمنع عن جميع الصور بما في ذلك المرقومة في الثياب، بل جاءت الأحاديث المتواترة بخصوص ذلك كما تقدم. أما ما جاء في «الصحيحين» عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: «كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه فيسر بهن إلي فيلعبن معي» فهذا إما أن يقال بأنه منسوخ لأن عائشة روت أحاديث النهي في كبرها، وأما لعبها فكان في صغرها، وإما أن يقال بأن هذا خاص بالبنات الصغار لتعويدهن على رعاية الأبناء ونحو ذلك أو أن يقال هذا مكروه للصغار فتحمل أحاديث النهي على الكراهة، وهذا الخبر على الجواز.وهذا ما نص عليه العلماء في هذا الحديث.والله أعلم. أما حديث عائشة أنها قالت:«دخل علي صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب باللعب فرفع الستر، وقال: ما هذا يا عائشة؟ فقلت: لعب يا رسول الله: قال: ما هذا الذي أرى بينهن. قلت: فرس يا رسول الله. قال: فرس من رقاع له جناح. قالت: فقلت: ألم يكن لسليمان بن داود خيل لها أجنحة فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم » فهذا حديث ضعيف لا يحتج بمثله. فكيف يسوغ عبد لنفسه بعد هذا أن يستثني شيئًا من هذا العموم بدون دليل من الكتاب أو من السنة فإن من عمم هو وحده فقط الذي يملك أن يستثني مما عمم أما نحن فعبيد لا نملك أن نعقب على قول الشارع، كما أننا لا نملك أن نفتئت عليه في حق متمحض له، فنستثني ما لم يستثنه لنُحل ما حرمه علينا عياذًا بالله من ذلك وعليه فإن استعمال هذه الصور المحرمة للحصول على أمر مشروع ـ وهو الدعوة إلى الله تعالى ـ هو من هذه الحيثية من التشبه بأهل الكتاب الذين يعملون بمبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» بينما نحن نتعبد لله بالوسائل، كما نتعبده بالغايات فالكل دين الله عز وجل، والله طيب لا يقبل إلا طيبًا، ولهذا تحولت المشاعر الإسلامية بين الإخوة المسلمين، والتي الأصل فيها أن تكون دائمًا متأججة متألمة لأحوال إخوانهم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى لحظات معدودة يدمع فيها العبد لأول مرة، ثم يجف الدمع في المرات القادمة، وكما قيل: «كثرة الإمساس تفقد الإحساس»، فيدفع دراهم معدودة، ويظن أنه بهذا قد أدى ما عليه تجاه إخوانه المسلمين، وهكذا فإن ما بني على خطأ لا يثمر إلا خطأ مثله، وما قام على غير دليل أو مناهض له فإن الله يمحق بركته، وإن كان مراد صاحبه الخير والدعوة إلى الله. كما أنه ينبغي أن لا ننسى أن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وليت شعري متى يكون الأمر المنهي عنه طيبًا؟ و أما من قال إنها من باب الضرورات قلنا إن الضرورات يقدرها صاحبها، والدعوة إلى الله هي لله، وهو الذي حرم علينا ذلك فكيف يحرمه ثم يضطرنا إليه؟ نعم: لو قيل ذلك في باب المعاملات التي يضطر إليها الإنسان قهرًا وجبرًا لساغ ذلك ـ مع إعلانه البراءة منها، وبغضه إياها في قرارة نفسه، ويجهر بإنكارها إن تمكن من ذلك، ويسعى إلى نفيها عنه بشتى الوسائل، ويجلس أمام المصور، وهو مبغض لذلك لا مبتسمًا مسرورًا لابسًا أحسن الثياب، كأنه ذاهب إلى المسجد، بل هي أشبه ما تكون ببيت الخبث الذي لا يطيق الإنسان طول المكث فيه، بل يبادر إلى الخروج منه بمجرد قضاء حاجته منه أما أن تستعمل تلك الصور بحجة الضرورة في مجال الدعوة إلى الله فهذا ما لا دليل عليه بل جاءت الأدلة تنهي عنه. والقاعدة المتفق عليها في هذا الباب؛ أعني باب الوسائل الشرعية هي: (أن كل أمر انعقد سببه في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وقام المقتضي على الفعل مع إمكانية الفعل ولم يفعلوه ففعله بدعة منكرة). وهذه قاعدة منضبطة في كل أفرادها بهذه القيود الواردة فيها أما إذا تخلف قيد منها فلا تنزل على الواقعة وهي بحمد الله منضبطة فيما نحن فيه من استعمال التصاوير في باب الدعوة إلى الله فإن قيل إن الكاميرات لم تكن موجودة في زمانهم فنقول: إن الرسم كان متاحًا ومتيسرًا وكان في زمانهم من يتقن ذلك ومع ذلك لم يفعلوه وهذا القدر دال على ما عداه، ومبين أن العموم الوارد في الأدلة يشمل كل صور ذوات الأرواح فإن الصورة بإجماع أهل اللغة هي الشكل فما كان شكلًا من ذوات الأرواح فهو محرم. وليت شعري لو كان عند قوم نوح هذه الكاميرات لما ترددوا في استعمالها لأن المراد إيجاد صورة مطابقة لصالحيهم. ناهيك عن اللَّبس الكبير الذي وقع فيه العوام، فبعد أن كانت الصور عندهم من المحرمات المسلَّم بها أصبحوا اليوم يشكون ويشككون في ذلك وما ذلك إلا لأن بعض طلبة العلم أجازوا لأنفسهم المثول أما شاشات المصورين المتوعدين بأشد العذاب دون أن ينكروا عليهم ما هم فيه من المنكر، فهل سمعتم في يوم من الأيام أن أحدًا من الذين وقفوا أمام تلك الشاشات أنكر الصور، أو بين حرمتها وأنه ما وقف أمامها إلا للضرورة، كما يزعمون معلنًا ذلك على الملأ لكي لا تقع الفتنة بفعله . هذا ما لم يحصل، ولا أظنه يحصل ولكن كثرة الإمساس تفقد الإحساس والله المستعان وعليه التكلان. ولذلك كثرت الصور اليوم بشتى أنواعها المتحرك منها وغيرها، وعكف الناس عليها صغارًا وكبارًا، وحجتهم في ذلك أن فلانًا من أهل العلم أجاز الصور حتى أن بعضهم أخذ يعلق تلك الفتاوى على أبواب محلات الفيديو المدمرة، ومحلات التصوير، ولسان حاله ومقاله يقول: لا تنكروا علينا فإن لدينا فتوى بجواز وحل التصوير فالله المستعان. ولذلك فليتق الله في هذه الأمة كل من يفتي بحل ذلك، ولينظر إلى الأبعاد السيئة والآثار المدمرة لمثل هذه الفتاوى، وإن كان علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ يقول لمن عكف على تصاوير الشطرنج وأضاع وقته أمامها: «ما هذه الأصنام التي أنتم لها عاكفون» فسماهم عليها عاكفين مع أنها جامدة لا تتحرك، فكيف بالصور المتحركة والتي عظمت الفتنة بها، والعياذ بالله، والله المستعان وعليه التكلان. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.والله أعلم. الاستنباط السابع والتسعون ذهب بعض أهل العلم إلى جواز التصوير الفوتوغرافي والصور التي في الكمبيوترات، والبث المباشر بدعوى أن هذه الصور لا زيادة فيها على الحقيقة فهي مجرد عكس للحقيقة وحبس للظل، فليس هو من باب التصوير ولا تسمى صورة في هذه الحالة، والبعض يعلل بكونها تزول بإغلاق الجهاز، وآخرون يقولون: إن أصلها ليس بصورة، وللإجابة على هذه الشبه أقول وبالله التوفيق : إن المتأمل في قوله صلى الله عليه وسلم: «ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي». «متفق عليه»واللفظ للبخاري من حديث أبي هريرة، وفي رواية مسلم : «فإن الشيطان لا يتمثل بي». وفي «صحيح مسلم» من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم : «من رآني في النوم فقد رآني إنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي» وفيه عن جابر أيضا : «من رآني في النوم فقد رآني فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي» . يجد أن هذه الأحاديث كلها دالة على أن المرئي في المنام هي صورة النبي صلى الله عليه وسلم وقد بَيَّنَ صلى الله عليه وسلم امتناع أن يتمثل الشيطان بصورته، ولا شك أن رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام ستكون بنفس معالمه وصفاته عليه الصلاة والسلام، فهي صورته حقيقة، وهي مطابقة للواقع، وهذا دليل على أن الصورة وإن كانت مطابقة تمامًا للحقيقة والواقع، فهي لا تخرج عن كونها صورة، فقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم صورة، بدليل هذه الأحاديث الصحاح . فإن قيل: أنا لم أصور بل عكست فقط، فالجواب أن هذه مغالطة عقلية؛ لأن من أثبت أنها صورة فإنه قد صورها، ولا يغني عنه قوله إنها عكس أو حبس للظل، علمًا بأن الذين صنعوا هذه الأجهزة سموها صورة (photo)، والبعض لا يفهم من التصوير سوى الرسم والنحت وهذا مخالف للغة العرب بل ولعموم النصوص التي تكلمت عن سائر أنواع الصور، وقد ذهب أصحاب المعاجم اللغوية إلى أن الصورة هي الشكل، وعليه فكل ما كان له شكل فهو صورة، وهذا الذي فهمه ابن عباس حيث عمم حكم المنع من التصوير على كل أفراده، ثم استثنى للحاجة ما لا روح له كما في «صحيح مسلم» من طريق سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها؟ فقال له: ادن مني فدنا منه، ثم قال: ادن مني فدنا حتى وضع يده على رأسه قال: أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفسًا فتعذبه في جهنم» وقال: إن كنت لا بد فاعلًا فاصنع الشجر وما لا نفس له. وليست المضاهاة هي العلة الوحيدة في تحريم التصوير؛ بل هناك عدة علل، فمنها التشبه باليهود والنصارى، ومنها أنها كانت أول سبب لوقوع الشرك في الأرض، كما في «البخاري» عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ومنها ضياع الأموال والأوقات وغير ذلك من العلل . وعليه فالصورة التي تظهر في الشاشات والكمبيوترات والبث المباشر والكاميرات الفوتغرافية؛ هي داخلة في جملة التصاوير، وإن قيل إنها تزول فإن هذا لا يغير من الحكم والمسمى شيئًا؛ لأنه من المعلوم أن الصورة التي في المنام تزول ومع هذا سماها الشارع صورة، فلا يسوغ بعد هذا تسميتها بغير اسمها تجويزًا لها كقولهم: (عكس أو حبس للظل أو ما شابه ذلك). فإن قيل: إذن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، ورؤية ذوات الأرواح على السطوح الصقيلة، والمرايا، وسطح الماء هي الأخرى محرمة ؛ لأنها لا تنفك عن كونها صورة. قلنا نعم هذا هو الأصل، ولولا أن الشارع فرق بين ما للإنسان فيه عمل، وما ليس للإنسان فيه عمل، لتوجه القول بالتحريم لعموم الأدلة الواردة بأبلغ صيغ العموم في تحريم التصوير والتصاوير جملة وتفصيلًا. ولكن لما كانت الصور التي تظهر في الرؤى والمرايا والسطوح الصقيلة وسطح الماء لا دخل للإنسان فيها ولا عمل له فيها، لم يُحَمَّل تبعتها ؛ ولم يكلف باجتنابها لكونه لا يد له في ذلك، وإنما مناط التكليف بالأمر والنهي مندرج تحت ما كان بوسع الإنسان أن يقوم به لعموم قوله تعالى: ﴿لاَ يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا﴾ ، ولهذا لم تدخل في عموم التحريم، فلازم الآية ومفهوم المخالفة منها أن ما ليس للإنسان فيه كسب لا يؤاخذ عليه، ولا يُحَمَّلُ تَبِعَتَه فلله الحمد والمنة. ولهذا لا نسمي الواقف أمام المرآة مصورا ولا من أجرى المياه كما لا نسمي الناظر في الأنهار والبحار مصورا ولا من صنع السطوح الصقيلة مصورا لأنها ليست من كسبه ولم توضع لذلك وهو أمر أجراه الله تعالى كذلك فليس للإنسان من فكاك وليس هو صانع للصورة بهذا الاعتبار. وكذلك أثر الأقدام على الأرض ونحو ذلك. كما يقال أن هذا الأشياء كلها كانت موجودة في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدخلها ضمن المحرمات ولا ضمن التصاوير لأنها خارجة عن بابه تماما ، والمعارضة في ذلك دفع للمحسوس ومكابرة عقلية وسفسطة لا طائل من ورائها. ولهذا فرق الشارع بينهما فأحل هذه وحرم هذه ؛ فوجب الوقوف على ما أخبر به الشارع فهو أحكم وأعلم، كما أننا عباد لله تعالى والله تعالى، يقول:﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ﴾ ، فعلينا باجتناب ما نهى عنه وقبول ما أحله لنا هذا مقتضى العبودية لله رب العالمين. كما أن في الحديث دليلًا على أن العبرة في هذا الباب هو بما آل إليه الأمر والشيء، فالحكم إنما يكون على النتائج، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سماها صورة مع أنها مجرد رؤية منامية، ولكن لما كانت النتيجة أنه رأى الصورة أخذت الحكم والمسمى، وذلك دال على أنه متى ما ظهرت الصورة أخذت الحكم، ولا ينظر إلى المراحل المتقدمة على ذلك لكونها ليست هي محل النزاع ؛ لأنها لم تكن صورة أصلًا، كما أن المسافة بين الواقف أمام السطوح الصقيلة وأمام الماء هي مسافة انتقلت فيها صورته فظهرت عليها، فلم تسم هذه المسافة صورة لكونها لم تظهر بعد فلما ظهرت سميت، ومما يبين ويؤكد هذا المعنى ما جاء في حديث جبريل المشهور في «صحيح الإمام مسلم» وذلك لما قال عمر ـ رضي الله عنه ـ: إذ طلع علينا رجل، فمع أنه عرف فيما بعد أن هذا الرجل هو جبريل إلا أنه مازال يروي الخبر قائلًا : إذ طلع علينا رجل وهكذا رواه عنه ابنه عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ ؛ لأن العبرة بما يظهر لنا، أما ما غيب عنا أو مرَّ بمراحل قبل ذلك، فلا تعلق له بالحكم النهائي على الشيء، ولا يمكن بحال أن يغير من مسماه ؛ إذ المقصود هو ما ينتهي إليه الحال. فالحكم على الأشياء إنما يقع على الشكل المشاهد، لا على ما يخفى أو يكون وراء ذلك. ألست ترى الطعام يدخله العبد، أو الحيوان في فمه على أحسن ما يكون ثم يتحول إلى بول وغائط، ولما كان الحكم على حالة الشيء المعتبرة كان الطعام المشروع طاهرًا حلالًا، وكان البول والغائط نجسًا حرامًا. فلا يقال إن هذا البول والغائط هو نفسه الطعام الذي تم تناوله، فكل بحسب حاله.فيتم الحكم عليه حلًا أو حرمة. وفي هذا القدر من الاستدلال الرد على الذين يحللون التصوير بكونها أصلا حبسًا للظل، أو بكونها إشارات، أو ذبذبات أو نحو ذلك، أو أنها مطابقة للواقع. فنقول : المهم ما هو الشكل النهائي؟ أليس صورة ؟ فإذن فالحكم يتعلق بهذه الحالة لا بالمراحل التي قبلها.والله أعلم. ولعل من الفاضل التنبه إلى مسألة مهمة في هذا الباب، ألا وهي أن كثيرًا من الدعاة وطلبة العلم؛ بل وبعض العلماء يظن أن الله تعالى كلفه بهداية الناس كلهم، وأن الواجب عليه أن يدخل إلى كل بيت، وأن يخاطب كل إنسان، وكأنه شمس تشرق على مختلف بقاع الأرض، ولعل الدافع لهم على هذا رؤيتهم لتسارع الباطل وأهله في الفساد والإفساد في مشارق الأرض ومغاربها، فاستفزهم ذلك إلى سلوك بعض السبل التي أقل ما يقال فيها أنها مظنة ركوب الحرام، كيف وقد يركب بعضهم الحرام ؟! فأقول : إن هذا السعي الحثيث والحرص الشديد على هداية العباد كلهم في مشارق الأرض ومغاربها، وإن كان مطلبًا حميدًا؛ إلا أن الله تعالى لم يكلفنا به لعلمه تعالى بعدم قدرتنا عليه، فنحن بشر ولنا قدرات محدودة، ولهذا جاء التشريع بما هو في إمكان البشر، كما أنه مما ينبغي أن يتفطن له أن الله تبارك وتعالى لا يمكن بحال أن يعوز الأمة إلى الحرام، فإن هذا إذا كان ممتنعًا في باب الأرزاق، فلأن يمتنع في باب الدعوة إلى الله تعالى هو من باب أولى؛ ولهذا أخبر تعالى أنه طيب ولا يقبل إلا طيبًا، وبذلك أمر المرسلين وأمرهم أن لا يسلكوا في الدعوة إليه أي مسلك محرم، هذا هو الأصل العام في دعوة الرسل كلهم أنهم يدعون إلى الله بما أحل الله من الوسائل المتاحة لهم، وأنهم لا يتكلفون ركوب الحرام في الدعوة إليه، فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وبما أن الهداية عنده تبارك وتعالى وإنما تطلب منه جل وعلا؛ فلهذا أمرنا أن نُجْمِلَ في طلبها، وذلك بأن لا نأتيها إلا من أبوابها التي شرعها الله لنا، ولهذا قال الله تعالى مبينًا أنه سبحانه قادر على أن يهدي العباد كلهم، ولكن على الداعية أن يسعى بما أتيح له قال تعالى : :وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ الله لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ، . وقوله تعالى: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَى بَل لله الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ الله لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ الله إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ المِيعَادَ. وقوله تعالى:وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ @ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ. وإن كان قد تقرر في علم الأصول أنه لا يسوغ تقديم المصالح المتيقنة على المفاسد المتيقنة إذا استويا في المرتبة، فكيف بمن يقدم المصالح الظنية على المفاسد اليقينية، إذ إن هداية الناس عبر هذه الوسائل أمر ظني، فإن هذه الأجهزة لم توضع لذلك ففيها من بحار الباطل ما ينغمر فيه الحق، ولو كان نهرًا، في حين أن في الظهور هناك بالصور مفاسد يقينية، فمنها الترويج لتلك القنوات، وكون ذلك ذريعة إلى إدخال بعض الصالحين الدشوش إلى بيوتاتهم، والتلبيس على الأمة، والتصوير المحرم، وغير ذلك كثير، ألا فلنتق الله تعالى ولنتبع ما أحل الله لنا من الوسائل المشروعة والمباحة، وإن طال الطريق وتطاول الزمن، فإن الهادي هو الله تعالى، وهو الحكيم العليم، فلن نستعجل النصر بحرصنا، ولكن بالتقوى والصبر واليقين. والله نعم المولى ونعم النصير . فالحذر الحذر من أن تكون من الجاهلين الذين يحرصون على هداية الناس كلهم، ولو عن طريق ركوب أي سبيل ممكن بغض النظر عن مشروعيته.والله أعلم. وهو الهادي على سواء السبيل . فإن قيل ألا يمكن أن ندافع الباطل في القنوات الفضائية وغيرها، فالجواب: إن مدافعة الباطل لا تكون بالباطل وإنما تكون بالحق، ولهذا قال تعالى:﴿فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ﴾، وليس من الحق في شيء ظهور صور الدعاة في هذه القنوات المشبوهة، ولا حتى ما تسمى بالإسلامية، وليت شعري ما هي المصلحة من ظهور صور الدعاة هناك أهو الرياء والسمعة أم حب الشهرة؟ حاشا دعاة الحق من ذلك، وإنَّا نعيذهم ونُجِلُّهُم من أن يكونوا كذلك، على أن ظهورهم لا يعدو أن يضفي الشرعية على مواطن الفساد والإفساد، ولكن إن تصورنا وجود قناة إسلامية بحتة ليس فيها من المحرمات شيء وكان لابد منها فبالصوت فقط دون الصورة وذلك بشروط قررها العلماء المحققون: أن يكون مخلصًا لله تعالى متقيًّا له خائفًا راجيًا. فيكون أبعد ما يكون عن العجب والرياء والسمعة، وحب الظهور والشهرة . أن يقول ما يريد، لا ما يريد المبطلون . أن يكون حديثه في الأصول والمسائل الكبار، وهموم الأمة التي تعاني منها اليوم، كالولاء والبراء وبيان حقائقه، و التحريض على جهاد أعداء الله تعالى، وكشف خطط العلمانيين والحداثيين والرافضة وأمثالهم والرد على شبههم، والتحذير من اليهود والنصارى ومخططاتهم التوسعية الاستعمارية في العالم الإسلامي، ووجوب الانتفاض في وجوههم حتى تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى. أن يُبَيِّنَ فساد أجهزة الإعلام؛ حتى لا يتخذ المبطلون من خروج الدعاة عبر وسائلهم ذريعة لترويج باطلهم تحت غطاء الحرية، أوالديمقراطية، أو الإسلامية، أو بما يعرف اليوم بـ (أسلمة الإعلام) كذبًا وزورًا. أن لا يسبق برنامج الداعية فساد ولا عهر ولا باطل، وأن لا يتخلله ذلك من باب أولى وأن لا يعقبه ذلك بداهة. فإن قيل هذه الشروط لا يمكن معها أن يظهر أي داعية على هذه القنوات المفسدة، ولا يتصور هذا إلا في إعلام طاهر من أدران الضلال والانحراف والزندقة . قيل: لم يكلفنا الله تعالى أن نركب الحرام للدعوة إليه، فإن أَبَوْا فتذكر قوله تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ﴾ [الروم: 60]، وقوله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: 23].والله تعالى أعلم. وعليه فخدمة الجيل الثالث حرام حتى على مستوى صلة الأرحام فإن صلة الأرحام عبادة ولا يحل لنا أن نركب الحرام لفعل قربة إلى الله تعالى فإننا مطالبون شرعا بصحة الوسيلة وصحة الغاية. ناهيك عن العورات التي ستكشف والبلاء العريض المترقب من وراء هذه الخدمة. ولابد أن نستصحب أن الفتياى تنظر إلى الواقع الذي يعيش الناس والمتأمل المنصف لا يكاد يتوقف في أن الفتنة قد عمت وظهرت وانتشرت فكيف نأخذ بالاعتبار الأقل ونحن نعلم أن القاعدة العريضة في العالم اليوم هم أتباع الهوى. وعلى كل فالصور من ذوات الأرواح كلها حرام وقد تقدم تقرير ذلك . وليس مع من أباحها ـ وحصل بذلك هذا الفساد العريض ـ أقول ليس معه أدنى دليل فما هي إلا الآراء والاجتهادات الشخصية في مقابلة الأدلة العامة الصريحة الصحيحة في الباب. وفتوى العلامة البراك موافقة تماما للقواعد العلمية أما الذين انتهجوا فقه التسيير أي مسايرة الواقع وليس فقه التيسير هم الذين يعتمدون على الآراء في مقابلة الأدلة وأقصد بهذا الكلام من عرف بالتخبط في الفتوى ولوي أعناق الأدلة والتخبط في أودية أحوال الناس في الدنيا يبحثون لهم عن المخارج من الانحرافات التي يقعون فيها فهمهم ترفيه الناس ولو بعيدا عن شرع الله أما الذين أصولهم منضبطه فمعاذ الله أن نقول عليهم ولو أدنى من ذلك. والله اعلم. --------------------------------------------------------------------------------
  18. معلومة جميلة جداً عن الملائكة التي تحيط بالإنسان أثناء نومه فيا سبحان الله لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين بثت قناة الفجر الفضائية معلومة جميلة جداً عن الملائكة التي تحيط بالإنسان أثناء يومه وعلّمت أن رحمة الله بعباده في كل شيء حتى في النوم ، وهذه المعلومة قالها الشيخ عبد الباسط ، عضو لجنة الإعجاز العلمي والحقيقة : قال إن الملائكة التي تحيط بالإنسان عددها (10) وتتبدل في وقت الفجر ووقت العصر ، والله سبحانه وتعالى يسأل ملائكته وقت انتهاء عمل ملائكته وقت الفجر كيف تركتم عبادي ، فترد الملائكة وتقول: تركناهم يصلون ، لذلك ينصح دائماً بصلاة البردين الفجر والعصر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ترك صلاة العصر حبط عمله . وقد جعل الله عشرة أنواع من الملائكة تحيط بالإنسان كالتالي: ملكين، ملك عن اليمين وملك عن اليسار: الملك اليمين ليكتب الحسنات الملك الشمال ليكتب السيئات ولكن حين يفعل الإنسان سيئة يقول ملك اليمين لملك اليسار أكتب هذه السيئة، فيرد ملك اليسار ويقول أمهله لعله يستغفر، فإذا استغفر الإنسان لا يكتبها له. ملكين، ملك أمام الإنسان وملك خلفه: حتى يدفعا عنه السيئة التي تصيبه وتحفظه، مثال لذلك : كالذي تصيبه سيارة وينجو من الحادث ، هذه الملائكة تحفظ هذا الإنسان ، ولكن إذا كتب الله سبحانه وتعالى أن يموت في الحادث باللوح المحفوظ فسوف يموت. ملك على الجبين : للتواضع وعدم الكبر. ملكين على الشفتين: ملك على الشفة العليا و ملك على السفلى وهم مفوضين هذين الملكين لتسجيل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وليس لغرض أخر. ملكين على العينين: وهم لغض البصر وحماية العينان من الأذى وكما يقول المثل العامي المصري العين عليها حارس. وأخيراً ملك على البلعوم: لأنه ممكن أن يدخل في فم النائم أي شيء يؤذيه فالله سبحانه وتعالى جعل ملك يحرس البلعوم حتى إذا دخل أي شيء بفم النائم ممكن أن يلفظه تلقائياً. رب اغفر لي ولوالدي ولوالد والدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات يوم يقوم الحساب اللهم اغفر لقارئ وباعث هذه الرسالة وكل من ينشرها اللهم آمين
×
×
  • اضف...