اذهب الي المحتوي
شرح حل مؤقت للتحميل من دومين مازاكوني نت للروابط لحين تحويل روابط المتدي ×
  • Chatbox

    You don't have permission to chat.
    Load More

جمهورية القاع


Recommended Posts

يبدو أن كلام الشيخ صحيح بشكل أو بآخر !!! وإلا فكيف تفسر هذه الهواية الشيطانية التى تستولى على لُب ذلك الصبى الصغير فى القرية وهى رجم الكلاب بالطوب ومفااجأتها وهى غافلة أو نائمة بحجر ثقيل يهوى على رؤسها، فتولى الأدبار وهى تنبح وتعوى من جراحها ؟! لقد أعلن الحرب على الكلاب ... وراح يطاردها فى كل مكان من القرية ولا يكف عن مطاردتها رغم ما يناله من أذاها ولقد لازمته هذه الهواية فيما بعد .. حين أصبح شاعراً موهوباً فتخصص فى رجم " الكلاب البشرية " بطوب شعره وهجائه .... وتعرض لأنبيابها وأذاها معظم سنوات حياته فيما بعد.

 

أما هواية سرقة المانجو من حديقة الخواجه كارنو ، فقد كانت شطاره وسداً لاحتياجات غذائية . وأما هواية سماع المواويل الريفية وحفظها وترديدها بصوت جميل ، فقد إرهاصاً بموهبة الشاعر الكامنه فى أعماقه ... وموهبة المؤدى أيضاً الذى شغل المثقفين فى العالم العربى بأغانيه النارية الجريئة قبل هزيمة يونيو وبعدها.. والتى لحنها رفيق رحلته الفنية الشيخ إمام وراح نجم يرددها معه بصوته .. لكن هذا حديث لم يأت أوانه بعد .. \ونعود الآن لنصاحب الفاجومى الصغير ، فنراه يستمتع بحياته فى حوارى القرية ويعشقها إلى أن مات أبوه فجأة وهو صغير السن والتهم أعمامه حق ورثته، أو لعلع بدده فى مغامراته قبل أن يموت فسود وجه الحياه أمام الأسرة وثقلت عليها أعباؤها

 

 

وذات يوم جاء الى بيت الأسره خاله حسين – الذى يقيم فى الزقازيق ليزور شقيقته، ولاحظ الطفل أنه وأمه يتهامسان وهما ينظران له باشفاق .. ثم بكت الأم فجأة ، ونهضت واحتضنت ابنها واصطحبته الى غرفتها والبسته جلباب العيد الماضى وبكت مره أخرى وقالت له أنه سيسافر مع خاله الى الزقازيق ليلتحق بالمدرسه هناك ، ويعود إليها فى الصيف.

 

وخرج الخال مصطحباً ابن اخته الذى سار معه واجماً لايبكى إلى أن رأى فى الطريق شلته من الصبية الصغار الذين كان يتزعمهم فى الغناء والشيطنه وهم يغنون بدونه ، فانسابت دموعه لأول مره ، وناح باكياً آه ... ياحبيبتى ياأمه !!! .. فاحتضنه الخال ، وهون عليه حزنه ثم ركبا القطار معاً إلى المدرسة !!!

 

ولم تكن المدرسة التى اصطحبه اليها خاله سوى ملجأ الأيتام بالزقازيق، دخله وعمره سبع سنوات فى عام 1936 ، وغادره وعمره سبعة عشر عاماً عام 1945 . وفى هذا الملجأ حاول أن يتعلم صناعه الأحذية ... ثم خياطة املابس ، وفشلت محاولاته فشلاً ذريعاً . والتقى داخله بولد آخر يتيم ، قست عليه ظروف الحياة ، فأودعته أسرته نفس الملجأ والتحق فيه بفرقة الموسيقى النحاسية لكن قائد الفرقة الوتريه عازف الكمان الموهوب محمود افندى حقى كان يخصه بعطفه وحين يكون المنوب بالمبيت بالملجأ كان يستدعيه مع الفاجومى ويعزف على كمانه تقاسيم ساحره ثم يدعو هذا الولد اليتيم لمصاحبته بالغناء، ثم فيغنى معه لعبد الحليم حافظ الأغانى الشائعه بصوت جميل مُثقل بالحزن ومن بعده يأتى دور نجم بالغناء .

 

 

عشر سنوات كامله عاشها أحمد فؤاد نجم فى ملجأ الأيتام بالزقازيق لكنه لايحكى عنها الكثير للأسف مع أنها أثرت فى حياته وشخصيته آثار لا تمحى . وقد انضم اليه بعد سنوات شقيقه حين عجزت أمهما عن الاستمرار فى دفع مصاريف الدراسه له . وبعد هذه السنوات خرج نجم مره أخرى الى الحياة الواسعه فعاد الى قريته وعمل لفترة ( كلافاً ) أى راعياً للبهائم لدى احدى عماته ، واصطحبه شقيقه بعدها الى القاهرة ليعيش معه على سطح أحد البيوت القديمة وانتهت تجربته الاولى مع القاهره بعد فترة قصيرة بطرد شقيقه له واعادته الى القرية.. فبقى بها سنوات ، الى أن عمل فى أحد المعسكرات الانجليزية " ترزياً " وشارك بجرأته المعهوده فى مساعدة الفدائيين الذين كانوا يقومون بعملياتهم ضد الانجليز فى منطقة القناة والتقى لأول مره فى حياته بالمثقفين اليساريين الذين شاركوا فى هذه العمليات ، ثم الغت حكومة الوفد عام 1951 المعاهدة المصرية الانجليزية ، ودعت الحركة الوطنية العمالية المصريين بالمعسكرات الانجليزية الى ترك العمل بها فكان الفاجومى أول المستجيبين وعينته حكومة الوفد عاملاً بورش النقل الميكانيكى ، لكنه – كالعاده- لم يطل به العمل بها فلقد ارتكب جريمة تزوير لاستمارات شراء الاقمشة بأسماء موظفى الورش لاختلاس قيمتها بالاشتراك مع ساع خبير باللوائح الإدارية وألقت الشرطة القبض عليه وساقته الى التحقيق فشاهد زميله فى الجريمة معلقاً من قدميه والمخبرين ينهالون عليه ضرباً فلم يحتمل المشهد وصاح " كفاية ياكفره سأعترف بكل شيء " ولاحقه صوت الساعى المعلق كالذبيحه لائماً " لماذا ؟؟ ...... الله يخرب بيتك" وقضت عليه المحكمة بالسجن 3 سنوات فى سجن قره ميدان ، فمن تظن التقى به بداخله ؟ لقد سمع أحد رفاق السجن يتحدث باعجاب عن لص خزائن اسمه على يلقب بملك الخزائن وأثار انتباهه تشابه اسمه مع اسمه ثم التقى به فى أحد الممرات فبُهت حين رأى لون عينيه الشبيه بعينى أمه وسأله عن اسمه بالكامل وهو يرتجف فأجابه على محمد عزت نجم وصاح الفاجومى منفعلاً : وماهو اسم أمك ؟

 

فاجابه بصبر غريب على أمثاله : هانم

 

فاحس الفاجومى بالارض بالارض تميد به وصاح بانفعال : اخويا ! وارتمى فى حضنه وهو يبكى بشدة فسأله الآخر وكان رجلاً متوسط العمر باندهاش : من انت فأجابه من بين دموعه : أنا اخوك فؤاد

 

فدهش وتمالك نفسه وسأله : أخويا فؤاد ؟.. مالذى أتى بك الى هنا؟

 

فأجابه ضاحكاً من بين دموعه : جاء بى ما جاء بك

 

وضحكا معاً واصطحب الشقيق الأكبر شقيقه وقدمه لزملاء زنزانته صائحاً بصوت جهورى

 

أخويا أهو ياكفره يامجرمين فنهض المساجين مرحبين بشقيق العمدة واستمته الفاجومى بحمايته ورعايته طوال سنوات السجن


 

846921310.gif

 

mazakonyuser.png

 

 

My Face Book

http://mazakony.com/img/1513924351.gif

 

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان
  • المتواجدين الان   0 اعضاء متواجدين الان

    • لايوجد اعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحه
×
×
  • اضف...