الحكمة من وراء إخفاء وقت وقوع الساعة

[EMAN]

قد يتساءل البشر قائلين:ما الحكمة من وراء إخفاء الوقت الذي تحل فيه الساعة, وتقوم فيه القيامة ؟والجواب أن إخفاءها له تعلق بصلاح النفس لإنسانية،فوقوعها غيب ،ولأمر العظيم الذي يستيقن المرء وقوعه ،ولكنه لا يدري متى يفجؤه ،ويحل فيه بساحة –يجعل المرء مترقبا له باستمرار ،(والمجهول عنصر أساسي في البشر،وفي تكوينهم النفسي ،فلا بد من مجهول في حياتهم يتطاعون إليه ،ولو كان كل شيء مكشوفا لهم وهم بهذه الفطرة –لوقف نشاطهم وأسنت حياتهم ،فوراء المجهول يجرون ،فيحذرون ،ويأمون ،ويجربون ،ويتعلمون ويكشفون المخبوء من طاقاتهم وطاقات الكون من حولهم وتعليق قلوبهم ومشاعرهم بالساعة المجهولة الموعد بحفظهم من الشرود ،فهم لايدرون متى تأتي الساعة ،فهم من موعدها على حذر دائم ،وعلى استعداد دائم ،ذلك لمن صحت فطرتهم واستقام ،فأما من فسدت فطرته واتبع هواه فيغفل ويجهل ،فيسقط ومصيره إلى الردى).

انشقاق القمر

اتفق العلماء على أن القمر قد انشق في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ،وإن انشقاقه أحدى المعجزات الباهرات وقد صرح القرآن بهذا في قوله تعالى (اقتربت الساعة وانشق القمر *وإن يرواءاية يعرضوا ويقولون سحر مستمر)قال النووي انشقاق القمر من أمهات معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم ،وقد رواها عدة من الصحابة رضي الله عنهم ،مع ظاهرة الآية الكريمة وسياقها ،قال الزجاج :وقد أنكرها بعض المبتدعة المضاهين ،المخالفي الملة وذلك لما أعمى الله قلبه ،ولاانكار للعقل فيها ،لأن القمر مخلوق لله تعالى يفعل فيه مايشاء كما يفنيه ويكوره في آخر أمره ..)

الخسف والقذف والمسخ الذي يعاقب الله به أقواما من هذه الأمة.

يقع في هذه الأمة من أنواع البلاء الخسف والمسخ والقذف بسبب تعاطيها للذنوب والمعاصي واستعلان ذلك فيها ،كشرب الخمر ولبس الرجال الحرير ،وتعاطي الزنا،وأكل الربا،ونحو ذلك من الفساد الذي يصل درجة استحلال الحرام ففي معجم الطبراني عن سهل بن اسعد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ ،إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر ).

تسليم الخاصة، وفشوا لتجارة، وقطع الأرحام

روى احمد في مسندةبإسنادصحيح عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة ،وفشوا التجارة حتى تعين المرأة على زوجها على التجارة ،وقطع الأرحام ،وشهادة الزور ،وكتمان شهادة الحق ،وظهور القلم )

ومراده بتسليم الخاصة أن لايسلم المسلم إلا على من يعرف كما في الحديث الذي يرويه احمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من أشترط الساعة إذا كانت التحية على المعرفة )وفي رواية (أن يسلم الرجل على الرجل لايسلم علية إلا للمعرفة )وهذا الذي أخبرنا به الرسول صلى الله علية وسلم قد وقع كله من قبل ،وهو ظاهر مشاهد في زماننا ،وهو في كثرة باطراد وازدياد ،والله المستعان .