ScReAm FoR LoVe قام بنشر September 7, 2006 Share قام بنشر September 7, 2006 النصف من شعبان .. ليلة شرح الله فيها قلب رسوله بالقبلة التى يرضاها منذ أيام احتفلت الأمة الإسلامية بذكرى الإسراء والمعراج ،تلك المعجزة التى حبا بها المولى جل شأنه نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وشرع فيها الصلاة لتكون على المؤمنين كتاباً موقوتاً ، واليوم نحتفل بذكرى تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام .. تلك القبلة التى كان يتمناها رسولنا منذ هجرته من مكة إلى المدينة المنورة وازدياد شوقه الى العودة لمكة ، كان تحويل القبلة في السنة الثانية من الهجرة فقد ثبت في الصحيحين عن البراء بن عازب قال: صلى رسول الله - صلي الله عليه وسلم - نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله يحب أن يوجه إلي الكعبة فأنزل الله تعالي "قد نري تقلب وجهك في السماء" البقرة 144 . فقد عيرت اليهود النبى -صلوات الله عليه- وقالوا له إنك تابع لقبلتنا ، فاغتم النبى لذلك غما شديدا ، فلما كان في بعض الليل خرج صلى الله عليه وآله يقلب وجهه في آفاق السماء ، فلما أصبح صلى الغداة ، فلما صلى من الظهر ركعتين جاءه جبريل فقال له : " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها " . ثم أخذ بيد النبي فحول وجهه إلى الكعبة ، وحول من خلفه وجوههم حتى قام الرجال مقام النساء ، والنساء مقام الرجال ، فكان أول صلاته إلى بيت المقدس ، وآخرها إلى الكعبة فبلغ الخبر مسجدا بالمدينة وقد صلى أهله من العصر ركعتين ، فحولوا نحو الكعبة ، فكان أول صلاتهم إلى بيت المقدس ، وآخرها إلى الكعبة فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين ، فقال المسلمون : صلاتنا إلى بيت المقدس تضيع يا رسول الله ؟ فأنزل الله عزوجل : " وما كان الله ليضيع إيمانكم " يعني صلاتكم إلى بيت المقدس . في تفسير النعماني يوضح أن بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت الصلاة إلى قبلة بيت المقدس سنة بني إسرائيل وقد أخبرنا الله في كتابه بما قصه في ذكر موسى عليه السلام أن يجعل بيته قبلة ، وهو قوله : " وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة " وكان رسول الله صلى الله عليه وآله في أول مبعثه يصلي إلى بيت المقدس جميع أيام مقامه بمكة ، وبعد هجرته إلى المدينة بأشهر ، فعيرته اليهود وقالوا : إنك تابع لقبلتنا ، فأحزن رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك منهم ، فأنزل الله تعالى عليه وهو يقلب وجهه في السماء وينتظر الامر " قد نرى تقلب وجهك " إلى قوله : " لئلا يكون للناس عليكم حجة " والمقصود هان اليهود . وبعد ذلك أخبرنا الله -عزوجل- السبب الذى من أجله لم يحول قبلته من أول مبعثه ، فقال تبارك وتعالى : " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم " والمقصود "بإيمانكم" أى الصلاة. وكان رجل قد صلي مع النبي ثم خرج بعدما صلي فمر علي قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال: (أشهد بالله لقد صليت مع النبي وأنه توجه نحو الكعبة ) ،فتحرف القوم حتي توجهوا نحو الكعبة. وثبت في صحيح مسلم وغيره أنهم كانوا ركوعا فاستداروا كما هم إلي الكعبة وهم ركوع وهذا يدل علي الطاعة الكاملة والانقياد الكامل لله ورسوله ، فلم ينتظروا ويستفسروا وإنما نفذوا أمر الله علي الفور. فقد وجه الله نبيه إلي القبلة التي كان يتمناها إلي "البيت الحرام" ، قبلة أبو الأنبياء إبراهيم ، وجاء رد القرآن على اليهود السفهاء الذين أثاروا ضجة كبيرة في المدينة واذاعوا بأن محمدا له كل يوم رأي وكل يوم قبلة ، فكان رد القرآن "قل لله المشرق والمغرب" أى أن المشرق لله والمغرب لله وجميع الجهات لله. وهنا يتجلى لنا المغزى الكبير من تحويل القبلة الى البيت الحرام فعلى الأمة المسلمة أن تدرك معني الاتجاه وأن القبلة ليست مجرد جهة للصلاة ،وإنما رمز لاتجاه الأمة . وكان لله في جعل القبلة إلى بيت المقدس ثم تحويلها إلى الكعبة حكم عظيمة ومحنة للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين. فالمسلمون قالوا : سمعنا وأطعنا وقالوا "آمنا به كل من عند ربنا " آل عمران 7 . وأما المشركون فقالوا : كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا وما رجع إليها إلا أنه الحق ، بينما كان رد فعل اليهود : خالف قبلة الأنبياء قبله ولو كان نبيا لكان يصلي إلى قبلة الأنبياء ، وأما المنافقون فقالوا : ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقا فقد تركها وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل وكثرت أقاويل السفهاء من الناس. ولكن جاء قول الله تعالى :" وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله [ البقرة 143 ] . فذكري "تحويل القبلة" ليلة النصف من شعبان تبين لنا أن القبلة واحدة واتجاه الأمة واحد فلا نحيد عن هذا الاتجاه حتي تنهض الأمة وتتخلص من كبوتها ، وهى فى الوقت ذاته تذكرنا بالمسجد الأقصي قبلة المسلمين الأولي ، والتى لاتزال أسيرة فى يد اليهود الغوغاء ، حتي لا ينساه المسلمون ويحاولون تخليصه من يد اليهود الذين يحاولون هدمه وبناء هيكلهم المزعوم.. ومن هنا وجب علي الأمة وعلي جميع أفرادها أن تدرك هذا الخطر وأن توحد اتجاهها لخدمة الإسلام والمسلمين وهنا تكمن الحكمة الإلهية من تحويل القبلة . رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق
ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل
سجل دخولك الان