...دخل صبي يبلغ من العمر عـشـرَ سنوات إلى مقهى
وجلس على الطاولة ، فوضعت الجرسونة كأساً من الماء أمامه
فسأل الصَّـبِـي : بكم الآيس كـريـم بالشوكولاته ؟
أجابته : بخمسة جنيهات
فأخرج الصّـبِــيُّ يده من جيبه وأخذ يعدُّ النقود
فسألها مرَّةً أُخرى : حسنا ً وبكم الآيس كـريــم لوحده فقط بدون الشوكولاته ؟
في هذه الأثناء كان هناك الكثير من الزبائن ينتظرون خُلُوَّ طاولة
في المقهى للجلوس عليها
فبدأ صبر الجرسونة بالنفاذ
فأجابته بفظاظة : بـأربعة جنيهات
فعد الـصَّـبِــي نقوده وقال
سآخذ الآيس كـريـــم العادي
أنهى الـصَّـبِــيُّ الآيس كــريــــم ودفع حساب الفاتورة وغادر المقهى
وعندما عادت الجرسونة إلى الطاولة إغرقت عيناها بالدموع أثناء مسحها للطاولة
لقد حَرَمَ الـصَّـبِــيُّ نفسه الآيس كـريـــم بالشوكولاته
حتَّى يُوَفِّــــرْ لنفسه جنيهـــاً يُكْرِمُ به الْجَرْسُونَة
كثيراً ما نقع في حرج أو نتسبَّب في شحن نفسي تجاه أناس آخرين
يحملون لنا الكثير من الحُبِّ والتَّقْدِير
الفرق كبير جدَّا بين البُخْــلِ والفَقْـــرِ
مِنَ المُمْكِنْ أَنْ تَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسْ ولكِنَّ الفَقْرَ يَجْعَلُكَ فِي نَظرِ بَعْضِ النَّاسِ بَخِيلْ
فلا تَبْخَلْ بِحَبِّكَ على الَّذِي يُحِبُّكْ
لا تَخَفْ وإِبْتَسِمْ فَأَنْتَ أَغْـنَى
قالت لي : غدر الزمان
حبنا الغالي و هان
شوقنا الثائر استكان
و آن يا حبيبي الرحيل
صرخ قلبي مستحيل
أن نعود إلي الفراق
بعد أن كان اللقاء
بعد أن هان بالقرب
الدرب الطويل
أخبريني كيف ينجوا
بعدنا الحب الجميل
و كيف نتركه وحيدا
يبكى علينا مستغيثا
دون أمل أو دليل
و هل سنتركه كئيبا
حتى يلقانا مريضا
ثم يسقط بين أيدينا قتيل
كي نواريه التراب
سائلين حائرين
هل كان حبا أم سراب
أم شعاع ضوء أنار
ليلنا القاسي الثقيل ؟
قالت ليس لهوانا أمل
سنمل طول الإنتظار
وكم اختنق حبا بالملل
سألتها كيف ولماذا وهل
وكان جواب قصير
دمع على خد يسيل
وكلمة وداع تختلف
آن الرحيل