Turbo_camara قام بنشر February 25, 2009 Share قام بنشر February 25, 2009 (معدل) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل عام وأنتم بخير إن أسماء الله الحسنى لايجوز لنا الإجتهاد بها فلا إجتهاد مع نص من القرآن أوالسنة وهذا هو المنهج الذي إتبعه الدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني ببحث قام من خلاله بإحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة بإستعمال وسائل الإحصاء الحديثة ويأتي في مقدمتها الحاسب الآلي مما أدى إلى عدم ظهور بعض الأسماء المشتقة لله في الأسماء الحالية والشائعة في عالمنا الإسلامي مثل الضار ، المذل .. وغير ذلك والتي لم يسمي الله نفسه بها أو سماه بها رسوله عليه الصلاة والسلام ولكنها وجدت كصفات وأفعال لله سبحانه وتعالى لاينكرها أحد ونظراً لذلك ظهرت أسماء حسنى لله ثابتة بالأدلة من القرآن و السنة لم تكن موجودة من قبل مثل الأعلى والأحد والقدير والشافي والجميل والطيب والوتر والسبوح والجواد والمنان والرب والإله ..... إلخ وتأتي أهمية هذا البحث في زمن تنتشر فيه بعض الصفات يطلق الناس عليها أسماء لله سبحانه وتعالى ولم يسمى الله بها نفسه بها أو يسميه بها رسوله صلى الله عليه وسلم مثل لفظ العال فقط (عبد العال) بينما سمى الله نفسه سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بثلاث أسماء تدل على علوه سبحانه وتعالى وهي الأعلى ، العلي ، المتعال فكيف يسمي الله نفسه بذلك ونقوم نحن بإشتقاق صفات له من أنفسنا ونحن عندما ينادينا أحد بغير إسمنا نتأثر بذلك ولله المثل الأعلى ومثل لفظ المسهل (يا مسهل الحال) والتي لا يوجد لها دليل من القرأن والسنة وأصبحت تذكر في كل موقف وكل وقت بحيث أنها أدت إلى عدم ذكر أسماء الله الحسنى التي سمى الله بها نفسه وسماه بها رسوله عليه الصلاة والسلام وقد قال لي أحد الأشخاص أنه لم يجد أي إسم لله يعادل إسم المسهل (حاشى لله) فقلت له إذا كنت ترغب في رزق فقل يا رازق أو كانت عندك مشكلة لاتستطيع حلها فقل يا فتاح وهكذا الرحمن والهادي والوكيل والرقيب ... إلى باقي أسماءه عز وجل. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (قل أدعو الله أو أدعو الرحمن أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى) سورة الإسراء - آية 11 ومثل لفظ الساتر (ياساتر يا رب) أو الستار (ياستار) ورسولنا صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الله إسمه الستير. وهكذا كثير من الصفات التي يطلقها الناس إجتهاداً من لهجاتهم المحلية ويدعون أنها أسماء لله وهي ليست كذلك وقد قال الله في كتابه الكريم (ولله الأسماء الحسنى فإدعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) سورة الأعراف: 180 كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لله تسعة وتسعين إسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر أنه من أحصاها والإحصاء يكون لشيء موجود لايتم إنشاءه أو إشتقاقه كما أن الإحاطة والعلم والمعرفة يجب أن تأتي بعد الإحصاء وجزاكم الله خير الجزاء ووضع كل عمل تقومون به في ميزان حسناتكم إنه سميع مجيب الدعاء أما الأسماء التي لم تثبت أو توافق شروط الإحصاء لأسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة فعددها تسعة وعشرون اسما و هي: الخافضُ الرَّافِعُ المعزُّ المذِل العَدْلُ الجَلِيلُ البَاعِثُ المُحْصِي المُبْدِيءُ المُعِيدُ المُحْيِي المُمِيتُ الوَاجِدُ المَاجِدُ الوَالِي المنتَقِمُ ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ المُقْسِط الجَامِعُ المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي الرَّشِيدُ الصَّبُور (ملاحظة هامة: تختلف هذه الأسماء التي لاتوافق شروط إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة من الكتاب والسنة في بعض الدول العربية والإسلامية عن الأخرى نظراً لإعتمادها على الإشتقاق وليس على نص صريح بالإسم لله سبحانه وتعالى) مثل: البار الراشد البرهان الواقي ذو القوة القائم الدائم الحافظ الفاطر السامع الكافي الأبد العالم الصادق المنير التام القديم الحنان المغيث العلام المدبر الرفيع ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل الكفيل البادي المحيط وسوف أقوم بإستعراض الأسماء التي لم توافق شروط الإحصاء لأسماء الله الحسنى وما هو الدليل الذي يجعلنا لانطلق عليها أسماء الله الحسنى وذلك بعد وضع مقدمة وتمهيد يعرفنا على كيفية التعرف على أسماء الله الحسنى كما أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه الكريم أما أسماء الله الحسنى الصحيحة والثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة فقد أوضحت كل ما يتعلق بها من أدلة في المرفقات عالية إن جميع أسماء الله لابد وأن يكون لها نص صريح من القرآن أو السنة يوضح بأن الله قد سمى نفسه بهذا الإسم أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم فأسماء الله الحسنى توقيفية لا مجال للعقل فيها يجب الوقوف على ما جاء نصا في الكتاب والسنة بذكر الاسم دون زيادة أو نقصان ؛ فالعقل لا يمكنه بمفرده أن يتعرف على أسماء الله التي تليق بجلاله ، ولا يمكنه إدراك ما يستحقه الرب من صفات الكمال والجمال ، فتسمية رب العزة والجلال بما لم يسم به نفسه قول على الله بلا علم ، قال تعالى : ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مسئولا ) [الإسراء:36] . وقال ابن حزم : لا يجوز أن يسمى الله تعالى ولا أن يخبر عنه إلا بما سمى به نفسه أو أخبر به عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أو صح به إجماع جميع أهل الإسلام المتيقن ولا مزيد ، وحتى وإن كان المعنى صحيحا فلا يجوز أن يطلق عليه تعالى اللفظ فقد علمنا يقينا أن الله عز وجل بنى السماء ، قال تعالى : ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) [الذاريات:47] ، فلا يجوز أن يسمى بناء ، وأنه تعالى خلق أصباغ النبات والحيوان ، حيث قال في كتابه الكريم: ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ) [البقرة:138] ، ولا يجوز أن يسمى صباغا وأيضاً ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أنه سقانا الغيث ومياه الأرض فلا يجوز أن يسمى سقاء ولا ساقيا ، وهكذا كل شيء لم يسم به نفسه وقد ثبت من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قال : ( لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِك ) ، وهذا دليل على أن معرفة ما أثنى الله به على نفسه لا بد فيها من طريق سمعي منقول إلينا بالخبر الثابت الصحيح لكن هنا مسألة تطرح نفسها وينبغي تحرير جوابها وهي التمييز بين معتقد السلف في حصر أسماء الله الكلية في تسعة وتسعين اسما ومعنى الإحصاء الذي ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه والذي فيه النص والتأكيد على ذكر العدد بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) ، لأن بعض المتوسعين في إحصاء الأسماء تصور أن أسماء الله الحسنى التي وردت في الكتاب والسنة تزيد عن هذا العدد بكثير مما أدى إلى تضارب المعاني حول فهم حديث أبي هريرة رضي الله عنه وإستكمالاً للموضوع: إذا نظرنا إلى حديثي الرسول عليه الصلاة والسلام الأول: ماجاء في حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله تسعة وتسعين إسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة) الثاني: ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في دعاء الكرب ( ..... اللهم إني أسألك بكل إسمٍ هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك .... إلخ الحديث) نجد أنه لايوجد تناقض بين كلا الحديثين بل هما مكملين لبعضهما فالحديث الأول حدد العدد لأسماء الله الحسنى بتسعة وتسعين إسماً أما الحديث الثاني فحدد مصادر الحصول على تلك الأسماء والتي تعرف الله بها إلى عباده من أسمائه الحسنى وذلك في قوله أنزلته في كتابك (القرآن الكريم) ، وفي قوله علمته أحد من خلقك (الرسول عليه أفضل الصلاة وأحسن السلام) فعلى الرغم وبلا أدنى شك في أن جملة أسماء الله سبحانه وتعالى الكلية تعد من الأمور الغيبية التي استأثر بها لنفسه في علم الغيب ، وأنها غير محصورة في عدد معين ، إلا أن الأسماء التي وصلت إلينا عن طريق المصادر التشريعية كتاب الله وسنة رسوله هي تسعة وتسعين إسماً فقط لاغير حددها الرسول عليها الصلاة والسلام وحصرها في مائة إلا واحداً إسماً من قام بإحصاءها دخل الجنة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الشروط أو الضوابط التي تم إنتهاجها لإحصاء أسماء الله الحسنى من القرأن والسنة والتي لم تنطبق إلا على تسعة وتسعين اسما وهو ما يتفق مع العدد المذكور في الحديث النبوي وهي معجزة جديدة تظهر لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام حيث حدد عدد هذه الأسماء بتسعة وتسعين إسماً وحصرها في مائةً إلا واحداً فنفى الزيادة وأبطلها منذ ما يناهز الأربعمائة وألف عام هجري دون توفر أي وسائل إحصائية تذكر وحدد في حديثه الشريف من أحصاها ولم يقل من إجتهد في إشتقاقها (وهو ما سأقوم بشرحه عن معنى الإحصاء فيما بعد) عليك أفضل الصلاة والسلام يا حبيبي يا رسول الله بينما نجد أن جملة ما ذكره العلماء قد تجاوز عدده المائتين والثمانين اسما ، سواء اجتهدوا في جمعها أخذا من نص مطلق أو مقيد أو الاشتقاق من الصفات والأفعال الإحصاء في اللغة معناه الحفظ والجمع والعد والإحاطة كما قال تعالى: ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ) [المجادلة:6] ، وقال تعالى: ( وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ) [الجن:28] ، قال ابن منظور: (الإِحْصَاءُ هو العَدُّ والحِفْظ ، وأَحْصَيْت الشيءَ أي عَدَدته ، وأَحْصَى الشيءَ أي أَحاط به). وقال النووي: أن العلماء إختلفوا في المراد بأحصاها في قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) حيث قال البخاري وغيره من المحققين معناه حفظها ، وهذا هو الأظهر لأنه جاء مفسرا في الرواية الأخرى لصحيح مسلم رحمه الله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لله تسعة وتسعون إسماً من حفظها دخل الجنة وإن الله وتر يحب الوتر) وقيل معنى أحصاها أحسن الدعاء بها والمراعاة لها وصدق بمعانيها وعند النظر في الحكمة في عدم ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام لأسماء الله الحسنى التسعة وتسعين على وجه التفصيل نجد أن السبب في ذلك يكمن في حكمة بالغة ومعان ساطعة أجمع عليها العلماء في أن يقوم الناس بطلبها وتحريها بالنص من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لترتفع الدرجات وتتفاوت المنازل في الجنات لأنه لكي يمكن حفظها يجب أولاً إحصاؤها واستيفاؤها وهذا يتطلب اجتهادا وبحثا طويلا ثم ثانياً: الإحاطة بمعانيها والعمل بمقتضاها وهذا يتطلب مجاهدة وجهاداً كبيراً ثم دعاء الله بها وحسن المراعاة لأحكامها وهذا يتطلب علماً وفقهاً وبصيرةً وتلك مراتب الإحصاء على ما ترجح من أقوال العلماء إذا كيف يمكن إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة؟ إن هذا الأمر من السهولة في هذا الزمان من خلال توفر وسائل الإحصاء الحديثة والتي يمكن من خلالها الوصول للمعلومة في زمن قياسي بحيث يستطيع كل باحث من العامة أو الخاصة أن يصل لذات النتيجة أي نفس العدد الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرناً هجرياً في حديث أبي هريرة رضي الله عنه. إذا ما إلتزم بضوابط وقواعد إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة والتي تم إستخراجها وحصرها من آيات الذكر الحكيم ومن خلال السنة النبوية الشريفة في خمسة شروط لازمة لكل إسم من أسماء الله الحسنى إذا لم تنطبق عليه لا يمكننا أن نطلق عليه إسماً لله سبحانه وتعالى سنقوم بشرحها وتفصيلها فيما يلي: الشرط الأول من شروط إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة أن يرد الاسم نصا في الآيات القرآنية أو ما ثبت في صحيح السنة النبوية وهذا الشرط مأخوذ من قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) [الأعراف:180] وقوله تعالى: (فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [الإسراء:110] فلفظ الأسماء يدل على أن الأسماء الحسنى معهودة موجودة ، فالألف واللام هنا للعهد ولما كان دورنا حيال الأسماء هو الإحصاء دون الاشتقاق والإنشاء فإن الإحصاء لا يكون إلا لشيء موجود ومعهود ولا يعرف ذلك إلا بما نص عليه كتاب الله وما صح بالسند المرفوع إلى رسوله صلى الله عليه وسلم فقد وصف الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن بقوله: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) [النجم:4:3] وفي هذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (الأسماء الحسنى المعروفة هي التي وردت في الكتاب والسنة) أما القواعد التي يجب على الباحث الإعتماد عليها عند البحث في تمييز الحديث المقبول من المردود والصحيح من الضعيف أن يلم بعلم مصطلح الحديث والذي يمكن من خلاله التعرف على الضوابط التي تحكم صحة الحديث مثل: ألا يكون بين اثنين من رواة الحديث فجوة زمنية أو مسافة مكانية يتعذر معها اللقاء أو يستحيل معها التلقي والأداء مع ضرورة اتصاف الرواة بالعدالة والضبط ، والتثبت من الحفظ والسلامة من الخطأ ، وانعدام الوهم مع القدرة على استحضار ما حفظه ..............إلخ. الشرط الثاني من شروط إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة أن يتميز الإسم بعلامات الإسمية المعروفة في اللغة والتي تنحصر في خمسة ضوابط هي: 1ـ أن يدخل على الاسم حرف الجر: كما ورد في قوله تعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) [الفرقان:58] ، وقوله: (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [فصلت:2]. 2ـ أن يرد الاسم منوناً: كقوله تعالى : (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) [سبأ:15] ، وقوله : (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) [النساء:17]. 3ـ أن يدخل على الإسم ياء النداء: كما ورد عند البخاري من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ فِي الرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ : يَا رَبِّ نُطْفَةٌ ، يَا رَبِّ عَلَقَةٌ ، يَا رَبِّ مُضْغَةٌ). 4ـ أن يكون الاسم معرفا بالألف واللام: كقوله تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) [الأعلى:1] ، وقوله : (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) [يس:5]. 5ـ أن يكون المعنى مسندا إليه محمولاً عليه: كقوله تعالى: (الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً) [الفرقان:59] ، فالمعنى في الآية ورد محمولاً على اسم الله الرحمن مسنداً إليه. فهذه خمس علامات يتميز بها الاسم عن الفعل والحرف وقد جمعها ابن مالك في قوله: بالجر والتنوين والندا وأل : ومسند للاسم تمييز حصل والشرط الثاني مأخوذ من قوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ) [الإسراء:110] ، وقوله تعالى أيضا: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف:180] ، ومعنى الدعاء أن تدخل عليه أداة النداء سواء ظاهرة أو مضمرة والنداء من علامات الاسمية ، فلا بد أن تتحقق في الأسماء علامات الاسم اللغوية. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الشرط في قوله: (الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها). الشرط الثالث من شروط إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة أن يرد الاسم على سبيل الإطلاق دون تقييد والتقييد هنا معناه أن يطلق الله على نفسه في القرآن صفة إسمية مقيدة مثل الغافر والقابل والشديد في قوله تعالى: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ) [غافر:3] ، أو يطلق الرسول عليه الصلاة والسلام على الله سبحانه وتعالى ذلك في السنة مثل المنزل ، والسريع في الحديث الذي رواه البخاري من حديث عَبْد اللَّهِ بْنَ أَبِى أَوْفَى رضي الله عنه أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا يَوْمَ الأَحْزَابِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ في دعائه: (اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ ، سَرِيعَ الْحِسَابِ ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ). وسنتناول ذلك بالتفصيل عند التعريف بالصفات التي تم إشتقاقها لله سبحانه وتعالى والموجودة في الأسماء الحالية أما الإطلاق فهو عكس التقييد مثلاً عند النظر إلى إسم القدير ، نجد أنه أتى مطلقاً في قوله تعالى: (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ) [الممتحنة:7] وشرط الإطلاق دون تقييد أشار إليه ابن تيمية في تعريفه للأسماء الحسنى بقوله: (الأسماء الحسنى المعروفة هي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها). وعلى ذلك فالأسماء المقيدة بالإضافة لا تدخل في الأسماء الحسنى وإنما هي من قبيل الصفات الاسمية التي يجوز الدعاء بها على الوضع الذي قيدت به ومعلوم أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء وباب الأفعال أوسع من باب الصفات وباب الأخبار أوسع من باب الأفعال الشرط الرابع من شروط إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة دلالة الاسم على الوصف فلا بد أن يكون اسما على مسمى لأن الله عز وجل بين أن أسماءه الحسنى أعلام وأوصاف فقال في الدلالة على علميتها: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [الإسراء:110] فكلها تدل على مسمى واحد ولا فرق بين الرحمن أو الرحيم أو الملك أو القدوس أو السلام أو المؤمن أو المهيمن أو العزيز أو الجبار أو المتكبر إلى آخر ما ذكر من أسمائه الحسنى في الدلالة على ذاته . ودعاء الله بها مرتبط بحال العبد ومطلبه وما يناسب حاجته واضطراره فالضعيف يدعو الله باسمه القادر القوي والفقير يدعوه باسمه الرزاق الغني والمقهور المظلوم يدعوه باسمه الحي القيوم إلى غير ذلك مما يناسب أحوال العباد والتي لا تخرج على اختلاف تنوعها عما أظهر الله لهم من أسمائه الحسنى ولولا يقين الداعي الفقير أن الله غني قدير لا نظير له في غناه ما التجأ إليه أو دعاه واللَّه عز وجل بين أنه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء لكمال أسمائه وصفاته وانفراده عن عباده بالإلهية المطلقة كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءلَهٌ مَعَ اللَّه قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ) [النمل:62] ، ولا يعني القول باشتراط دلالة الاسم على الوصف أن نشتق لله من صفاته وأفعاله أسماءه لأن ذلك مرجعه إلى النص الشرعي دون القياس اللغوي الشرط الخامس من شروط إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة أن يكون الوصف الذي دل عليه الاسم في غاية الجمال والكمال كما في قوله سبحانه: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:78] فالآية تعني أن اسم الله جل شأنه تنزه وتمجد وتعظم وتقدس عن كل معاني النقص لأنه سبحانه وتعالى له مطلق الحسن والجلال وكل معاني الكمال والجمال. أما إذا أتى الوصف فدل على كمالاً في حال ونقصاً في حال فينبغي على المسلم البيان والتفصيل والتقيد ما ورد في التنزيل وهذا منهج السلف الصالح في الألفاظ التي تحتمل وجهين فلايمكن أن نطلق على الله المعنى المذموم بل يؤخذ المعنى المحمود فمثلاً صفة المكر نسبها الله إلى نفسه فقال جل شأنه: (وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) [النمل:50] فالمكر يأتي بمعنى التدبير في الخفاء بقصد الإساءة أو الإيذاء وهو قبيحاً مذموماً وهو ما لا يتصف به الله سبحانه وتعالى أو بقصد الابتلاء والجزاء وهو ما يفهم من الآية وهذا ممدوح محمود ولهذا لا يصح إطلاق الماكر إسماً ووصفاً في حق الله دون تخصيص للمعنى المحمود لأن الإطلاق فيه احتمال اتصافه بالنقص أو الكمال وما يقال في المكر يقال أيضاً في الخداع كقوله تعالى: (وَهُوَ خَادِعُهُمْ) [النساء:142] وقال ابن القيم: لفظ الخداع ينقسم إلى محمود ومذموم فإن كان بحق فهو محمود وهو ما يفهم من الآية وإن كان بباطل فهو مذموم وهو ما لايمكن أن نطلقه على الله جل شأنه وأيضاً القول في وصف الخلافة التي تضمنها الاسم المقيد في حديث مسلم عن ابن عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: في دعاء السفر: (اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ في الأَهْلِ) فلايمكننا إطلاق إسم الخليفة فقط على الله دون تقييد كما في الحديث لأن الخلافة تعني عند التجرد النيابة عن الغير وتكون عن نقص أو عن كمال وهو ما يحمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه الأخير وهكذا كل ما جاء في القرآن وصحيح السنة مقيداً ويذكر الدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني كاتب هذا البحث جزاه الله كل الخير ووضعه في ميزان حسناته وأثابه عليه في الدنيا والآخرة خير الثواب أنه عند تطبيق هذه الشروط الخمسة على ما جاء في القرآن وصحيح السنة لم تنطبق إلا على تسعة وتسعين اسماً فقط دون لفظ الجلالة ويؤكد أن هذه كانت مفاجأة له كما كانت مفاجأة لجميع المسلمين حيث يقول أن وجود التقنية الحديثة في هذا الزمان قد ساعدته بعد الله سبحانه وتعالى في استقصاء الاسم ومشتقات المعنى اللغوي في القرآن الكريم ومختلف كتب السنة من خلال الموسوعات الإلكترونية الضخمة فكانت النتيجة تأكيد لمعجزة جديدة لنبينا صلى الله عليه وسلم مع مراعاة أن ترتيب الأسماء الحسنى مسألة اجتهادية أمر ترتيبها متروك لكل مسلم وطريقته في حفظها لقد أوضحنا من خلال السرد السابق وإتفقنا أن هناك شروطاً يجب تطبيقها على الإسم حتى يمكن أن نطلق عليه إسماً وهي الشروط التي يتصف بها الإسم كما أن الحرف والفعل يتصفان أيضاً بشروط خاصة بهما ولقد قام الدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني جزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء هو ومن فعل مثله بعمل إحصاء لأسماء الله الحسنى وهو ما تناولناه سابقاً بالتفصيل بمعناه فكيف يمكنني أن أدعو الرحمن وأنا لاأعرف إسم الرحمن وكيف يمكنني أن ألجأ للعزيز وأنا لا أعرف أسم العزيز ... وهكذا ومن هنا كان يجب أن تتم عملية إحصاء لأسماء الله الحسنى من مصادر التشريع كتاب الله وسنة رسوله كما سبق وأن ذكرنا بإستخدام وسائل الإحصاء الحديثة وفي مقدمتها أجهزة الحاسب الآلي وهو ما جعل الموضوع يعتبر من الأمور الميسرة في زمننا هذا لإحصاء أسماء الله الحسنى التي تنطبق عليها الشروط الخمسة وهو ما تم ذكره سابقاً من خلال المرفقات المثبتة بالمشاركة الأولى بهذه المشاركة. وسوف أقوم بسردها إن شاء الله لاحقاً ولكن بعد أن أستعرض معكم الأسماء الشائعة بين الناس والتي لم تتطابق وشروط الإحصاء الخمسة وهي كالتالي: لقد أوضحنا من خلال السرد السابق وإتفقنا أن هناك شروطاً يجب تطبيقها على الإسم حتى يمكن أن نطلق عليه إسماً وهي الشروط التي يتصف بها الإسم كما أن الحرف والفعل يتصفان أيضاً بشروط خاصة بهما ولقد قام الدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني جزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء هو ومن فعل مثله بعمل إحصاء لأسماء الله الحسنى وهو ما تناولناه سابقاً بالتفصيل بمعناه فكيف يمكنني أن أدعو الرحمن وأنا لاأعرف إسم الرحمن وكيف يمكنني أن ألجأ للعزيز وأنا لا أعرف أسم العزيز ... وهكذا ومن هنا كان يجب أن تتم عملية إحصاء لأسماء الله الحسنى من مصادر التشريع كتاب الله وسنة رسوله كما سبق وأن ذكرنا بإستخدام وسائل الإحصاء الحديثة وفي مقدمتها أجهزة الحاسب الآلي وهو ما جعل الموضوع يعتبر من الأمور الميسرة في زمننا هذا لإحصاء أسماء الله الحسنى التي تنطبق عليها الشروط الخمسة وهو ما تم ذكره سابقاً من خلال المرفقات المثبتة بالمشاركة الأولى بهذه المشاركة. وسوف أقوم بسردها إن شاء الله لاحقاً ولكن بعد أن أستعرض معكم الأسماء الشائعة بين الناس والتي لم تتطابق وشروط الإحصاء الخمسة وهي كالتالي: 1 ، 2 الخافض ، الرافع لم يرد إسمي الخافض والرافع في القرآن الكريم أو السنة الشريفة ولكنهما وردا فعلين فقد ورد الفعل يرفع في قوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة:11] كما ورد الفعلان يخفض ويرفع في صحيح مسلم من حديث أَبِى مُوسَى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ). وبالتالي فإن إسم الخافض وإسم الرافع لم يسمي الله بهما نفسه ولم يسمه بهما رسوله عليه الصلاة والسلام وهذا غير كاف في إثبات الاسمين ، لأن دورنا حيال الأسماء الحسنى الإحصاء وليس الإشتقاق والإنشاء ما لم يرد نص صريح بإثبات هذين الإسمين 3 ، 4 المعزُّ ، المذِل لايوجد حجةً أو دليلاً على إثبات هذين الاسمين لله سبحانه وتعالى إلا ما ورد في قوله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران:26] فالله عز وجل أخبر أنه يُؤْتِي ويَشَاءُ وَيَنْزِعُ وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ ولم يذكر في الآية بعد مالك الملك وقبل إسمه القدير سوى صفات الأفعال والذين تمسكوا بتسمية الله بالمعز و المذل واشتقوا له باجتهادهم اسمين من هذين الفعلين يلزمهم على قياسهم ثلاثة أسماء أخرى وهى المؤْتِي والمشِيئ وَالمنْزِعُ طالما أن المرجعية في علمية الاسم إلى الرأي والاشتقاق دون التتبع والإحصاء 5 ، 6 العدل ، الجليل لم يرد العدل بدليل من القرآن أو السنة إسماً أو فعلاً ولا توجد حجة لمن سمى الله بهذا الاسم سوى ما جاء من الأمر بالعدل في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان) [النحل:90] أما الجليل فلم يرد أيضاً إسماً في الكتاب أو السنة ولكنه ورد وصفاً في القرآن بقوله تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:27] ، وقوله تعالى أيضاً: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:78] ، وفرق كبير بين الاسم والوصف وسأوضح ذلك بالأدلة أيضاً من القرآن فمثلاً نجد أن الله سبحانه وتعالى قد سمى نفسه القوي بقوله تعالى: (وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)[الشورى:19] ولكن عندما وصف نفسه عز وجل بالقوة قال: (ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات:58] والله سبحانه وتعالى سمى نفسه الرحمن الرحيم في قوله: (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [فصلت:2] ولكن عندما وصف نفسه بالرحمة قال: (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَة) [الأنعام:133] ، ونستنتج من هذه الأدلة القرآنية أن الله وصف نفسه بذو القوة وسمى نفسه القوي ووصف نفسه بذو الرحمة وسمى نفسه الرحمن الرحيم وأيضاً وصف نفسه بذو الجلال والإكرام ، ولكن أين الدليل أن الله سمى نفسه الجليل أو سماه به رسوله عليه الصلاة والسلام ولما كانت أسماء الله توقيفية فلا يمكننا أن نسمي الله إلا بما سمى به نفسه وعلى هذا فإن إسمي العدل والجليل ليسا من أسماء الله 7 ، 8 البَاعِثُ ، المُحْصِي لاتوجد حجة أو دليلا على إثبات هذين الاسمين لله سبحانه وتعالى في القرآن والسنة أما ما ورد في القرآن والسنة فهي أفعال فقط ، كما ورد في قوله تعالى: (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [المجادلة:6] . ويلاحظ أن من إشتق الباعث من قوله يبعثهم ، والمحصي من قوله أحصاه الله ، ترك المنبئ من قوله فينبئهم ، فلماذا ترك المنبيء إذا ما كانت قاعدته في الإشتقاق أن يشتق من كل فعل لله إسماً فالآية لم يرد فيها بعد اسم الله الشهيد سوى ثلاثة أفعال إشتق منها فعلين وترك الثالث في حين أن هذه الأسماء جميعها لم ترد نصا صريحا في الكتاب أو السنة وعلى هذا فإن إسمي الباعث والمحصي ليسا من أسماء الله سبحانه وتعالى 9 ، 10 المُبْدِيء ، المُعِيدُ استند من سمى الله بهذين الاسمين إلى اجتهاده في الاشتقاق من قوله تعالى: (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) [البروج:13] وقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [العنكبوت:19] وبما أن ما ورد في الآيتين هما فعلين فقط وليس إسمين وأن أسماء الله توقيفية على النص لايجوز لنا أن نشتقها ونجتهد بها وعلى هذا فإنه لا يمكننا أن نسمي الله المبديء أو المعيد لإن الله لم يسمي نفسه بهما أو سماه بهما رسوله عليه الصلاة والسلام والذي وصفه الله تعالى في كتابه الحكيم بقوله: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) [النجم:4:3] أما شرح إسمي المحيي والمميت وعدم مطابقة شروط الإحصاء عليهما فسنوجزه في التالي حتى نلتقي في المشاركة القادمة بإذنه تعالى: فإسم المحيي جاء في القرآن مقيداً (راجع الشرط الثالث من شروط إحصاء أسماء الله الحسنى بأن يكون الإسم على الإطلاق وليس مقيداً) أما إسم المميت فلايوجد له نص في القرآن أو السنة يوضح أن الله سمى نفسه به أو سماه به رسوله عليه الصلاة والسلام 11 ، 12 المُحْيِي ، المُمِيتُ المحيي لم يرد إلا مقيداً في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى)[فصلت:39] وقد تقدم في شروط الإحصاء أنه لا بد أن يفيد الاسم الثناء على الله بنفسه فيكون مطلقاً ولو جاز إحصاء المحيي ضمن الأسماء للزم إحصاء الغافر والقابل والشديد في قوله تعالى: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ)[غافر:3] وكذلك الفاطر والجاعل في قوله تعالى: (فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) [فاطر:1] والمنزل والسريع في قوله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ) ، وكذلك البالغ في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ) [الطلاق:3] والمخزي في قوله سبحانه: (وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ) [التوبة:2] والمتم في قوله تعالى: (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ)[الصف:8] والفالق والمخرج في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ) [الأنعام:95] إلى غير ذلك من الأسماء المقيدة هذا فيما يتعلق بالمحيي . أما المميت فلم يرد اسما في الكتاب أو السنة ولكن ورد الفعل المضارع يميت في أربعة عشر موضعاً في القرآن الكريم نحو قوله تعالى: (هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [يونس:56] ، كما ورد كفعل ماضي أمات في ثلاثة مواضع كقوله تعالى: نحو قوله تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا) [النجم:44] لكن ذلك لا يكفي في إثبات الاسم حيث أنه كما أوضحنا أنه لا يجوز أن نسمي الله بما لم يسم به نفسه في كتابه أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم 13 ، 14 الوَاجِدُ ، المَاجِدُ لم يرد الواجد والماجد كأسمين لله في القرآن أو صحيح السنة وربما تم أخذهما من رواية عند أحمد: أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (ذَلِكَ لأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ وَاجِدٌ أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ) ، وهذا الحديث ضعيف ملاحظة هامة: إسم الله الجواد من أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من القرآن والسنة ولكن لم يستدل عليه من هذا الحديث السابق ذكره ولكن أستدل عليه من حديث إبن عباس رضي الله عنه وكذلك من حديث سعد إبن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل جوادٌ يحب الجود) وهذا الحديث صحيح - (أنظر البخاري في التفسير – باب سيقول السفهاء من الناس) ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، كما يمكنك تحميل أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة من المرفقات المكتوبة أوالصوتية بالمشاركة رقم 1 في حالة رغبتك الإستزادة عن المعلومات الخاصة بإسم الله سبحانه وتعالى الجواد والتي سنقوم إن شاء الله بشرحها عند الحديث عن أسماء الله الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة 15 ، 16 الوَالِي ، المنتَقِمُ أولاً: بالنسبة لإسم الله الوالي فلم يرد في القرآن أو صحيح السنة وربما تم إدراجه في الأسماء بما جاء في قوله تعالى: (وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) [الرعد:11] ، والمعنى لــ مِنْ وَالٍ هنا أي ما لهم من دون الله ممن يلي أمرهم ويدفع عنهم وهو ما لايدل على وجود نص لإسم الوالي في القرآن أو صحيح السنة أما ما ثبت من أسماء لله في القرآن فإسمي الولي والمولى وهما من الأسماء الثابتة بالأدلة من القرآن والسنة ثانياً: بالنسبة لإسم المنتقم فلم يرد اسماً ولكن الذي ورد هو الوصف وذلك في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) [إبراهيم:47] ، والفعل في قوله تعالى: (فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [الزخرف:25] وعلى هذا فإن الوالي والمنتقم ليسا إسمين من أسماء الله الحسنى 17 ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَام الجلال والإكرام وصفان لله عز وجل أما ذو فمن الأسماء الخمسة وليست من الأسماء الحسنى وقد ورد الوصفان في قوله تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:27] ، وقوله تعالى أيضا: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:78] ، والله عز وجل فرق بين الاسم والوصف كما تقدم عند تناول إسم الجليل بإنه لاتنطبق عليه شروط الإحصاء لأسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة فواجبنا تجاه الأسماء الحسنى الإحصاء وليس الإنشاء والإشتقاق 18 ، 19 المُقْسِط ، الجَامِعُ أولاً: المقسط لم يرد المقسط في القرآن أو السنة اسم أو وصف أو فعل ولكن الذي أدرجه في الأسماء إستند إلى أمره تعالى بالقسط ومحبته للمقسطين في قوله تعالى: (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ) [الأعراف:29] أو لقوله تعالى: (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [المائدة:42] أو ربما لما ورد في صحيح مسلم من حديث أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ) ثانياً: الجامع أما الجامع فلم يرد مطلقا وإنما ورد مقيدا في موضعين من القرآن مما لايجعله ينطبق عليه شروط إحصاء أسماء الله الحسنى (راجع الشرط الثالث من شروط الإحصاء) في قوله تعالى: (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ) [آل عمران:9] وفي قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) [النساء:140] وعليه فإن المقسط والجامع ليسا إسمين من أسماء الله الحسنى 20 ، 21 المُغْنِي ، المَانِعُ أولاً: المغني لم يرد المغني اسما في القرآن أو السنة ولكن من أدرجه استند إلى اجتهاده في الاشتقاق من الفعل الذي ورد في قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)[التوبة:28] وقوله تعالى: (حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النور:33] ثانياً: المانع أما المانع فربما يكون قد استند فيه إلى الاشتقاق من الفعل في قوله تعالى: (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآياتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ) [الإسراء:59] ، أو يكون من ما ورد عند البخاري من حديث مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ). والحديث لا دليل فيه على علمية الاسم في المانع ولا المعطي مع ملاحظة: أن المعطي إسم من أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة وهذا الحديث ليس دليلٌ عليه نظراً لكونه قد جاء مقيداً به ولكن الدليل على إسم المعطي كأسم من الأسماء الحسنى تم أخذه من صحيح البخاري في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وَاللَّهُ الْمُعْطِي وَأَنَا الْقَاسِمُ). حيث نجد أن المعطي في هذا الحديث قد إنطبقت عليه شروط إحصاء أسماء الله الحسنى حيث يتضح ثبوت الاسمية والعلمية 22 ، 23 الضَّارُّ ، النَّافِعُ هذان الاسمان لم يردا في القرآن أو السنة وليس لمن أدرج الأسماء في حديث الترمذي إلا اجتهاده في الاشتقاق من المعنى المفهوم من قوله تعالى: (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ)[الأعراف:188] أو ما ورد عند الترمذي وصححه الألباني من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ) . ولم يُذكر في الآية أو الحديث النص على الاسم أو حتى الفعل وهذا لا يكفي في إثبات الاسم 24 ، 25 ، 26 النُّورُ ، الهَادِي ، البَدِيعُ هذه الأسماء لم ترد في القرآن والسنة إلا مقيدة فالنور ورد في قوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)[النور:35] والهادي في قوله تعالى: (وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الحج:54] والبديع ورد في قوله تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)[البقرة:117] وقد علمنا أنه من شروط الإحصاء أن يفيد الاسم المدح والثناء بنفسه أما المقيد فلا بد أن يذكر بما قيد به ولو كانت هذه هي القاعدة أو الضابط لمعرفة أسماء الله الحسنى لوجب علينا أن نقول على الله الخادع كما جاء في قوله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) [النساء:142] وكذلك الصاحب والخليفة فيما ورد عند مسلم في دعاء السفر: (اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ في الأَهْلِ) وكذلك المقلب وكما ورد في مقلب القلوب فإنه يدعى به مقيدا دون إطلاق فعند أبي داود وصححه الألباني من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهقال: (أكثرُ مَا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يحلفٌ بهذه اليَمِين لا ومُقَلِّبَ القُلوبِ) ونلاحظ من هذا الحديث أن الرسول كان يحلف بمقلب القلوب وهو الله وهو إسم مقيد لله ليس من الأسماء الحسنى وعليه فمن الممكن الحلف بـ مقلب القلوب فاطر السموات والأرض نور السموات والأرض بديع السموات والأرض الصاحب في السفر الخليفة في الأهل مجري السحاب شديد العقاب غافر الذنب قابل التوب جامع الناس ليوم لا ريب فيه فالق الحب مخرج الميت محيي الموتى وهكذا ....... وكل هذه أسماء لله ولكنها جاءت مقيدة بما جاء بعدها وعلى هذا فهي ليست من الأسماء الحسنى فأسماء الله الحسنى لابد وأن تكون على الإطلاق وليس على التقييد كأن أقول الرحمن ، الرحيم ، الملك ، الشافي ، الستير ، الجبار ..... وهكذا 27 ، 28 ، 29 البَاقِي ، الرَّشِيدُ ، الصَّبُور لم ترد هذه الأسماء في القرآن أو السنة فالباقي لايوجد له دليل ولا يستند من أدرج هذه الأسماء إلا لما ورد في قوله تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:27] ، وذلك لا يصلح دليلا لإثبات الاسم فلا يحق لنا أن نسمي الله بما لم يسم به نفسه أما الرشيد فلا دليل عليه من كتاب أو سنة لأنه لم يرد اسما أو وصفا أو فعلا أغلب الظن أنه تم إشتقاقه من قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ) [الأنبياء:51] أما الصبور فلم يرد اسما في القرآن أو السنة ولكن من أدرجه استند إلى اجتهاده في الاشتقاق فيما ورد عند البخاري من حديث أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لَيْسَ أَحَدٌ أَوْ لَيْسَ شَيْءٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ ، إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ) ، وقد علمنا أن أسماء الله توقيفية ودورنا حيالها الإحصاء وليس الاشتقاق والإنشاء. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف وصلت هذه الأسماء إلينا ومن الذي أدرجها وهل هذه الأسماء هي فقط الموجودة في الدول العربية والإسلامية أم أن هناك أسماءاً أخرى غير هذه الأسماء نتيجة فتح باب الإجتهاد بها فأصبحت تناهز نحو 280 إسماً وذلك كله سبب عدم وجود ضوابط يمكن من خلالها معرفة أسماء الله الحسنى وهذا يتنافي مع حديث الرسول عليه الصلاة والسلام أن لله تسعة وتسعين إسماً وهو ما سأقوم بشرحه إستكمالاً لهذا الموضوع في المشاركة القادمة بإذنه تعالى إن غالب العامة من الأمة الإسلامية منذ بداية القرن الثالث الهجري حتى الآن يحفظون الأسماء الحسنى التي أدرجت أو أضيفت إلى حديث الترمذي (لله تسعة وتسعين إسماً مائةً إلا واحداً ......) من رواية الوليد بن مسلم (ت:195هـ) وهذه الأسماء باتفاق أهل العلم والمعرفة بالحديث ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها اجتهاد من الوليد بن مسلم جمع به من القرآن والسنة تسعة وستين اسما فقط عليهم دليل من القرآن والسنة أما باقي الأسماء وعددها تسع وعشرون إما أنه لا دليل عليه أو لا يوافق شروط الإحصاء وكان يتم التسعة وتسعين بإسم الله على الرغم أن الحديث يقول أن لله تسعة وتسعين إسماً وطالما ذكر إسم الله إذا هناك تسعة وتسعين إسماً أخرى غير إسم الله. ولكن ما يؤكد أن أسماء الله الحسنى التي تم إشتقاقها من قبل لم يكن لها ضوابط محددة يمكن من خلالها معرفة أسماء الله الحسنى أن هناك روايات كثيرة إختلفت أغلبها في معرفة أسماء الله الحسنى منها رواية الترمذي في جامعه وهي الرواية التي سبق شرح أسماءها ورواية إبن ماجه في سننه والذي قال ابن تيمية عنهما رحمه الله: أنه قد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن رواية الترمذي في جامعه ورواية ابن ماجه في سننه ليستا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كل منهما من كلام بعض السلف. كما أن هناك أيضاً رواية ثالثة وهي رواية الحاكم في المستدرك وسبق وأن تحدثنا عن الرواية الأولى بالتفصيل وسنتناول كلا الروايتين الأخرتين بالتفصيل أيضاً إن شاء الله ولكن قبل الحديث يجب التنويه أنه إذا كانت التقنية الحديثة وظهور الموسوعات الإلكترونية كان السبب بعد الله سبحانه وتعالى في ظهور هذا البحث في هذا العصر فإن السابقين الذين إجتهدوا في إستخراج الأسماء الحسنى هؤلاء هم أهل الفضل والسبق وما قدموه يعد مرجعاً أساسياً في إخراج هذا البحث فاللهم إجزهم عنا خير الجزاء أولا : رواية الترمذي في جامعه وهي ما قمت بشرحها فيما سبق هُوَ الله الَّذِي لا إلَهَ إلاّ هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ المَلِك القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤْمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبَّار ُ المُتَكَبِّر الخَالِقُ البَارِىءُ المُصَوِّرُ الغَفَّارُ القَهَّارُ الوَهَّابُ الرَّزَّاقُ الفتَّاحُ العَلِيمُ القَابِضُ البَاسِطُ الخافضُ الرَّافِعُ المعزُّ المذِل السَّمِيعُ البَصِيرُ الحَكَمُ العَدْلُ اللّطِيفُ الخَبِيرُ الحَلِيمُ العَظِيمُ الغَفُورُ الشَّكُورُ العَلِيُّ الكَبِيرُ الحَفِيظُ المُقِيتُ الحَسِيبُ الجَلِيلُ الكَرِيمُ الرَّقِيبُ المُجِيبُ الْوَاسِعُ الحَكِيمُ الوَدُودُ المَجِيدُ البَاعِثُ الشَّهِيدُ الحَق الوَكِيلُ القَوِيُّ المَتِينُ الوَلِيُّ الحَمِيدُ المُحْصِي المُبْدِيءُ المُعِيدُ المُحْيِي المُمِيتُ الحَيُّ القَيُّومُ الوَاجِدُ المَاجِدُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ القَادِرُ المُقْتَدِرُ المُقَدِّمُ المُؤَخِّرُ الأوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ الوَالِي المُتَعَالِي البَرُّ التَّوَّابُ المنتَقِمُ العَفُوُّ الرَّؤُوف مَالِكُ المُلْكِ ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ المُقْسِط الجَامِعُ الغَنِيُّ المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي الوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُور وقد تناولنا علة عدم ثبوت تسعة وعشرون من هذه الأسماء فيما سبق كأسماء حسنى لله سبحانه وتعالى ثانيا : رواية ابن ماجة في سننه اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ الْمَلِكُ الْحَقُّ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْعَلِيمُ الْعَظِيمُ الْبَارُّ الْمُتْعَالِ الْجَلِيلُ الْجَمِيلُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْقَادِرُ الْقَاهِرُ الْعَلِيُّ الْحَكِيمُ الْقَرِيبُ الْمُجِيبُ الْغَنِيُّ الْوَهَّابُ الْوَدُودُ الشَّكُورُ الْمَاجِدُ الْوَاجِدُ الْوَالِي الرَّاشِدُ الْعَفُوُّ الْغَفُورُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ التَّوَّابُ الرَّبُّ الْمَجِيدُ الْوَلِيُّ الشَّهِيدُ الْمُبِينُ الْبُرْهَانُ الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْبَاعِثُ الْوَارِثُ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ الضَّارُّ النَّافِعُ الْبَاقِي الْوَاقِي الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ ا[/u]لْمُعِزُّ الْمُذِلُّ الْمُقْسِطُ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ الْقَائِمُ الدَّائِمُ الْحَافِظُ الْوَكِيلُ الْفَاطِرُ السَّامِعُ الْمُعْطِي الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْمَانِعُ الْجَامِعُ الْهَادِي الْكَافِي الأَبَدُ الْعَالِمُ الصَّادِقُ النُّورُ الْمُنِيرُ التَّامُّ الْقَدِيمُ الْوِتْرُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ . ثالثا : رواية الحاكم في المستدرك الإله الرب الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق الباريء المصور الحليم العليم السميع البصير الحي القيوم الواسع اللطيف الخبير الحنان المنان البديع الودود الغفور الشكور المجيد المبديء المعيد النور الأول الآخر الظاهر الباطن الغفار الوهاب القادر الأحد الصمد الكافي الباقي الوكيل المجيد المغيث الدائم المتعال ذو الجلال والإكرام المولى النصير الحق المبين الباعث المجيب المحيي المميت الجميل الصادق الحفيظ الكبير القريب الرقيب الفتاح التواب القديم الوتر الفاطر الرزاق العلام العلي العظيم الغني المليك المقتدر الأكرم الرءوف المدبر المالك القدير الهادي الشاكر الرفيع الشهيد الواحد ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل الخلاق الكفيل الجليل الكريم البادي العفو المحيط الحميد العلة في عدم ثبوت أو إحصاء الأسماء الموجودة في رواية ابن ماجة في سننه مع الأسماء الحسنى وعددها تسعة وثلاثون إسماً بعد حذف الإسمان المكرران بها وهما الرحيم ، والصمد وقد تقدم الحديث عن العلة في استبعاد معظم هذه الأسماء وعدم إحصائها ضمن الأسماء الحسنى والذي تقدم ذكره منها واحد وعشرون اسما هي على ترتيب ورودها في الحديث الْجَلِيلُ الْمَاجِدُ الْوَاجِدُ الْوَالِي الْمُبْدِيُ الْمُعِيدُ الْبَاعِثُ الضَّارُّ النَّافِعُ الْبَاقِي الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ الْمُقْسِطُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْمَانِعُ الْجَامِعُ الْهَادِي النُّورُ . أما بقية الأسماء فعددها ثمانية عشر اسما ، وهي على ترتيب ورودها في الحديث الْبَارُّ الرَّاشِدُ الْبُرْهَانُ الشَّدِيدُ الْوَاقِي ذُو الْقُوَّةِ الْقَائِمُ الدَّائِمُ الْحَافِظُ الْفَاطِرُ السَّامِعُ الْكَافِي الأَبَدُ الْعَالِمُ الصَّادِقُ الْمُنِيرُ التَّامُّ الْقَدِيمُ وأما العلة في عدم اعتبارها ضمن الأسماء الحسنى فبيانه كالتالي: ، 2 ، 3 الْبَارُّ ، الرَّاشِدُ ، الْبُرْهَان ُ لم ترد هذه الأسماء في القرآن أو صحيح السنة 1ـ البار الذي ثبت في القرآن البر بدلا من البار ولعل من أدرجها يقصد البر ولكن حدث وهم أو تصحيف ، فالآية صريحة في الدلالة على الاسم ، قال تعالى: (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) [الطور:28] . 2ـ الراشد وكذلك الراشد لم يرد في القرآن أو السنة اسما أو وصفا أو فعلا ، وأغلب الظن أيضا أن من أدرجه أخذه من المعنى المفهوم في قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ) [الأنبياء:51] ، 3ـ البرهان أما البرهان فلم يرد في القرآن اسما ولا فعلا ، وليس لمن أدرج الأسماء في الحديث إلا اجتهاده في الاشتقاق من المعنى الذي ورد في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) [النساء:174] ، وقوله تعالى: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ) [يوسف:24] 4 ، 5 ، 6 الشَّدِيدُ ، الْوَاقِي ، ذُو الْقُوَّةِ ُ 4ـ الشديد لم يرد الشديد في القرآن إلا مقيدا على كثرة المواضع التي ذكر فيها ، وذلك كقوله تعالى: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ِ) [غافر:3] ، وقد علمنا أنه من شروط الإحصاء أن يفيد الاسم المدح والثناء بنفسه ، أما المقيد فلا بد أن يذكر بما قيد به ، ولو أطلق للزم من أطلقه أن يسمي الله القابل والغافر. 5ـ الواقي وأما الواقي فلم يرد في القرآن أو السنة اسما ، ومن أدرجه في الحديث استند إلى الاشتقاق من المعنى في قوله تعالى: (وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ِ) [الرعد:34] ، أو الاشتقاق من الفعل في قوله تعالى: (فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورا ِ) [الإنسان:11] فأخذ الواقي لقوله فوقاهم ، ويلزم بالضرورة اللاقي أو الملاقي لقوله تعالى:ولقاهم ، لكن دورنا تجاه الأسماء الإحصاء وليس الإنشاء . 6ـ ذو القوة أما ذو القوة فالقوة صفة و ذو من الأسماء الخمسة وليست من الأسماء الحسنى كما أن الراوي ذكر القوي ضمن الأسماء في الحديث ، فأغلب الظن عندي أنه لما أورد الرزاق ثم من بعده المتين ذكر الوصف بين الاسمين فرتبها كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات:58] . 7 ، 8 ، 9 الْقَائِمُ ، الدَّائِمُ ، الْحَافِظُُ 7ـ القائم لم يرد القائم إلا مقيدا في قوله تعالى: (أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ) [الرعد:33] ، 8ـ الدائم لا يوجد للدائم له دليلا في الكتاب أو السنة وربما أدخله اجتهادا منه في حمله على معنى البقاء في قوله تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ) [الرحمن:27] ، ولكن هذا لا يعد حجة في إثبات الاسم . 9ـ الحافظ وكذلك الحافظ لم يرد مطلقا وإنما ورد مقيدا في نصوص كثيرة كقوله تعالى: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظ) [الطارق:4] ، وقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون) [الحجر:9] ، 10 ، 11 ، 12 الْفَاطِرُ ، السَّامِعُ ، الْكَافِي ُ 10ـ الفاطر الفاطر لم يرد مطلقا وإنما ورد مقيدا في ستة مواضع من القرآن منها قول الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) [فاطر:1] ، ويلزم من أدرج الأسماء في الحديث تسمية الله بالجاعل لأنه ورد مع الفاطر في موضع واحد ، 11ـ السامع أما السامع فلم أجد له دليلا إلا الاشتقاق من الفعل سمع الذي ورد في مواضع كثيرة من القرآن كقوله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) [المجادلة:1] ، مع أن اسم الله السميع صريح في الآية وليس السامع 12ـ الكافي وكذلك الكافي ورد مقيدا في قوله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) [الزمر:36] . 13 ، 14 ، 15 الأَبَدُ ، الْعَالِمُ ، الصَّادِقُ ُ 13ـ الأبد الأبد لا دليل عليه من كتاب أو سنة وأغلب الظن عندي أن من أدرج الأسماء في الحديث حمل الأبد على المعنى المفهوم من الفعل في قوله تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ) [الرحمن:27] ، 14ـ العالم أما العالم فلم يرد مطلقا وإنما ورد مقيدا في آيات كثيرة منها قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) [الرعد:9] 15ـ الصادق وأما الصادق فلم يثبت اسما ولكن من أدرجه في الرواية إشتقه باجتهاده من قوله تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ) [الزمر:74] ، أو قوله تعالى: (ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِين َ) [الأنبياء:9] ، وأما قوله تعالى: (وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) [الحجر:64] ، فلا دليل فيه لأن هذا من كلام الملائكة الذين أرسلوا إلى قوم لوط . 16 ، 17 ، 18 الْمُنِيرُ التَّامُّ الْقَدِيمُ ُ 16ـ المنير اجتهد من أدرج الأسماء في حديث ابن ماجة في تسمية الله بالمنير ولم يرد اسما في القرآن ، ولعله اشتق ذلك من قوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) [النور:35] أو لأن الله جعل القمر منيرا كما جاء في قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً) [الفرقان:61] ، 17ـ التام وكذلك التام لم يرد في القرآن أو السنة وربما اشتقه من المعنى الوارد في قوله تعالى: (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [الصف:8] ، أو قوله تعالى: (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) [الأنعام:154] ، وهذه كلها لا تعد حجة في إثبات الاسم . 18ـ القديم أما القديم فلم يرد اسما ولا وصفا ولكن الظن أن الراوي أخذه من المعنى الذي ورد عند أبي داود وصححه الألباني من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: (أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ). العلة في عدم ثبوت أو إحصاء الأسماء الموجودة في رواية الحاكم في المستدرك مع الأسماء الحسنى وعددها سبعة وعشرون إسماً وقد تقدم الحديث عن العلة في استبعاد معظم هذه الأسماء وعدم إحصائها ضمن الأسماء الحسنى والذي تقدم ذكره منها ستة عشر اسما هي على ترتيب ورودها في الحديث البديع المبديء المعيد النور الكافي الباقي الدائم ذو الجلال والإكرام الباعث المحيي المميت الصادق القديم الفاطر الهادي الجليل أما بقية الأسماء فعددها أحد عشر اسما ، وهي على ترتيب ورودها في الحديث الحنان المغيث العلام المدبر الرفيع ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل الكفيل البادي المحيط ، وأما العلة في عدم اعتبارها ضمن الأسماء الحسنى فبيانه كالتالي: ، 2 الحنان ، المغيث 1ـ الحنان لم يثبت الحنان في القرآن أو صحيح السنة ، قال الخطابي: (ومما يدعو به الناس خاصهم وعامهم وإن لم تثبت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحنان). وقال علوي السقاف: (والخلاصة أن عد بعضهم الحنان من أسماء الله تعالى فيه نظر لعدم ثبوته). وقد ورد في المسند من طريق خلف بن خليفة من حديث أَنَس رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الْحَلْقَةِ وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّى ، فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ جَلَسَ وَتَشَهَّدَ ثُمَّ دَعَا فَقَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْحَنَّانُ بَدِيعَ السَّماَوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ ) ، أما المنان فهو ثابت بأسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة كما ذكرنا في المبحث السابق . 2ـ المغيث أما المغيث فلم يرد في القرآن اسما ، ولكن أغلب الظن أنه اشتقه باجتهاده من المعنى الذي ورد في قوله تعالى: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ) [الأنفال:9] ، أو قوله تعالى: (وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) [الأحقاف:17] ، أو ما ورد عند البخاري من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا ثُمَّ قَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا). 3 ، 4 العلام ُ المدبر ُ 3ـ العلام والعلام ورد مقيدا في أربعة مواضع من القرآن كقوله تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلامُ الْغُيُوبِ) [سبأ:48] ، ولم يرد في القرآن أو السنة مطلقا ، 4ـ المدبر وأما المدبر فلم يثبت اسما وإنما ورد فعلا في أربعة مواضع من القرآن كقوله تعالى: (يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ِ) [الرعد:2] ، وهذا لا يكفي لإثبات الاسم لأن دورنا تجاه الأسماء الحسنى الإحصاء وليس الاشتقاق والإنشاء ، والذي أدرج المدبر اشتقاقا من الآية السابقة يلزمه قياسا أن يدرج المفصل لأنه قال يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآياتِ ، فطالما أن المرجعية في علمية الاسم إلى الرأي والاشتقاق دون التتبع والإحصاء فيلزم إدخال الاسمين معا أو استبعادهما معا . 5 ، 6 الرفيع ، ذو الطول ُ 5ـ الرفيع لم يرد الرفيع في القرآن إلا مقيدا كما ورد في قوله تعالى: (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ ِ) [غافر:15] ، ومن شروط الإحصاء أن يفيد الاسم المدح والثناء بنفسه فلا بد أن يكون مطلقا ، 6ـ ذو الطول أما ذو الطول فالأمر فيه كما تقدم عند الحديث عن ذي القوة فالطول بالفتح يقال : طال عليه وتطول عليه إذا امتن عليه ، فالطول هو المن ويقال للتفضل والقدرة والسعة والغنى والإنعام ، والطول هنا صفة الله تعالى وذو من الأسماء الخمسة وليست من الأسماء الحسنى ، قال تعالى: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ) [غافر:3] ، ثم ما هي العلة في إدخال ذي الطول وإخراج ذي العرش مع أن الجميع في القرآن. 7 ، 8 ذو المعارج ، ذو الفضل كما سبق عند الحديث عن ذي الطول فإن من أدرج الأسماء في الحديث استند إلى قوله تعالى: (مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِج ِ) [المعارج:3] ، وقوله تعالى: (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم ِ) [الجمعة:4] ، وغير ذلك من الآيات ، وهذا لا يكفي لإحصاء الاسم كما تقدم . 9 ، 10 ، 11 الكفيل ، البادي ، المحيطُ 9ـ الكفيل لم يرد الاسم في القرآن إلا في قوله تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل:91] ، والاسم هنا مقيد وليس مطلقا. 10ـ البادي ربما اشتقه من أدرج الأسماء من قوله الله تعالى: (وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون َ)[الزمر:47] ، أو من قوله تعالى: (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) [البروج:13] ، كما تقدم في المبديء . 11ـ المحيط أما المحيط فلم يرد مطلقا وإنما ورد مقيدا في آيات كثيرة كقوله تعالى: (وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِين) [البقرة:19] ، وقوله سبحانه: (أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ) [فصلت:54] . يقول الدكتور / محمود عبد الرازق صاحب هذا البحث هذه أغلب الأسماء التي اشتهرت على ألسنة الخاصة والعامة منذ أكثر من ألف عام استندوا فيها إلى الروايات السابقة عند الإمام الترمذي وابن ماجة والحاكم وإن كانت رواية الترمذي هي الأكثر شهرة وانتشارا في العالم الإسلامي ، وقد بينت ما ثبت منها وما لم يثبت مع ذكر العلة في ذلك . وإذا كانت التقنية الحديثة وظهور الموسوعات الإلكترونية التي استخدمتها في إتمام البحث لم تظهر إلا في هذا العصر فإن السابقين الذين اجتهدوا في استخراج الأسماء الحسنى حتى وصل إحصاء بعضهم إلي خمسة وتسعين اسما ثابتا متوافقا مع شروط الإحصاء دون استخدام الكمبيوتر أو الكتاب الإلكتروني ، هؤلاء هم أهل الفضل والسبق ، وما قدموه يعد مرجعا أساسيا في إخراج هذا البحث ، فاللهم اجزهم عنا خير الجزاء. جزى الله الدكتور / محمود عبد الرازق عنا خير الجزاء وجعل هذا العمل يوم القيامة في ميزان حسناته وبارك له به في الدنيا والأخرة وجعله علماً ينتفع به في قبره يوم ينقطع عمله وأدخله الجنة بغير حساب ورزقه من زينة الحياة الدنيا المال والبنون الصالحين وشربه شربة هنيئة من يد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم شربة لايظمأ بعدها أبداً وجزى الله كل من أحصى وحفظ و قرأ ونشر وبلغ وعمل بأسماءه الحسنى خير الجزاء ووعده بالجنة التي وعدنا بها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وأدخله بها بغير حساب وبارك له بها في الدنيا والأخرة وجعلها في ميزان حسناته يوم القيامة ورزقه من زينة الحياة الدنيا المال والبنون الصالحين وشربه شربة هنيئة من يد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام شربة لايظمأ بعدها أبدا بعد هذا السرد والسياق والتتابع المنهجي والذي أرجو أن أكون قد وفقت في سرد الجزء السابق منها وسامحونا لأي تقصير كان ويمكننا أن نستعرض ملخص لما سبق في المشاركة الأولى أرفقت بها مرفقات يمكنكم من تحميلها وهي مرفقات ورقية وأيضاً النشيد الجديد لأسماء الله الحسنى بالإضافة إلى محاضرات صوتية للشيخ الدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني جزاه الله خير الجزاء ثم إستعرضنا عدم جواز الإجتهاد أو الإشتقاق لأسماء الله الحسنى فهي توقيفيه لا مجال للعقل فيها وبعد ذلك تعرضنا لجزء هام جداً وهو شروط إحصاء أسماء الله الحسنى الرجاء قراءتهم جيداً ومراجعتهم لإنهم الأساس لشرح أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة حيث سيتم تطبيق هذه الشروط على كل إسم لمعرفة صحته بكونه إسم من اسماء الله الحسنى عز شأنه وجلت قدرته كما إستعرضنا وجود إختلافاً بيناً في الأسماء الشائعة بين الدول العربية والإسلامية بعضها البعض وهو ما يتضح في الروايات التي قمت بإيضاحها وهي ثلاث روايات وهي الشائعة ولكن في الحقيقة هناك إجتهادات في هذا الموضوع لايتسع المجال لسردها إلا إن شاء الله بعد الإنتهاء من سرد فصول الموضوع أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة في الكتاب والسنة هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إَِّلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَوْلَى النَّصِيرُ العَفُوُّ القَدِيرُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الوِتْرُ الجَمِيلُ الحَيِيُّ السِّتيرُ الكَبِيرُ المُتَعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَقُّ المُبِينُ القَوِيُّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الشَّكُورُ الحَلِيمُ الوَاسِعُ العَلِيمُ التَّوابُ الحَكِيمُ الغَنِيُّ الكَرِيمُ الأَحَدُ الصَّمَدُ القَرِيبُ المُجيبُ الغَفُورُ الوَدودُ الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتَّاحُ الشَّهيدُ المُقَدِّمُ المُؤخِّرُ المَلِيكُ المُقْتَدِرْ المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ القَاهِرُ الديَّانُ الشَّاكِرُ المَنـَّانُ القَـادِرُ الخَـلاَّقُ المَالِكُ الـرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرَّقيبُ المُحْسِنُ الحَسيبُ الشَّافِي الرِّفيقُ المُعْطي المُقيتُ السَّيِّدُ الطَّيِّبُ الحَكَمُ الأَكْرَمُ البَرُّ الغَفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ الوَارِثُ الرَّبُّ الأَعْلَى الإِلَهُ هذا مع مراعاة أن ترتيب الأسماء الحسنى مسألة اجتهادية بحيث يمكن ترتيبها بتقارب الألفاظ على قدر المستطاع ليسهل حفظها بأدلتها ، والأمر في ذلك متروك للمسلم وطريقته في حفظها . وسوف نقوم بدءاً من المشاركة القادمة بإستعراض أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة إسماً إسماً وتطبيق الشروط الخمسة عليه والتأكد من مطابقته لهذه الشروط وضع الله هذا العمل في ميزان حسناتنا جميعاً وفي إنتظار آرائكم ومقترحاتكم فهي الوقود التي نحتاجه لكي تسير القاطرة جعلنا الله جميعاً وقوداً للحق ينير به شعلة الإسلام والمسلمين وضع الله صالح الأعمل في ميزان حسناتنا جميعاً يوم القيامة يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبحَمْدِكَ, أشْهَدُ أنْ لا إلهِ إلا أنْتَ, أسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إليْكَ منقول للامانه تم تعديل February 26, 2009 بواسطه body86love رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
hazem88love قام بنشر February 25, 2009 Share قام بنشر February 25, 2009 رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
body86love قام بنشر February 26, 2009 Share قام بنشر February 26, 2009 موضوع هائل وجميل تسلم الايادي بجد شكرا رمضان كريم كل عام وأنتم بخير رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
BOSYLOVE قام بنشر February 26, 2009 Share قام بنشر February 26, 2009 جزاك الله خيرا تسلم ايدك ياتربو رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Turbo_camara قام بنشر March 1, 2009 الكاتب Share قام بنشر March 1, 2009 ربنا يخليكوا بس انا عايز الناس كلها تنقلها لكل المنتديات الاخرى حتى يعم علينا الثواب جميعا و شكرا ليكو كلكم رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
! Non Stop Music قام بنشر March 26, 2009 Share قام بنشر March 26, 2009 gzak allah kol 5er ya basha My Face Book رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Zoro_Dracolla قام بنشر May 15, 2009 Share قام بنشر May 15, 2009 رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق
ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل
سجل دخولك الان