go3lesa قام بنشر November 12, 2007 Share قام بنشر November 12, 2007 علي أبواب الحياه على غير موعد سابق .... وَجَدَ هؤلاء الأربعة أنفسهم أمام باب المدينة، وقد أتى كل واحد منهم من اتجاهات مختلفة ومن مشارب متفرقة. ولو رأيتهم للوهلة الأولى لما وجدت بينهم قاسمًا مشتركًا واحدًا يجمع بينهم سوى أنهم يقفون أمام باب المدينة فى هذه اللحظة . فحين تنظر إلى "حمدان" تجد أمامك رجلا أسمر اللون طويل القامة مفتول العضلات قوى البنية غائر العينين. قد حُفرت على جبينه خطوطٌ واضحة . تَرَكَ لحيته لم يحلقها تماما ولم يطلقها تمامًا مما يشعرك بأن هذا الرجل الذى أمامك لا يستهويه أن يقف طويلا أمام المرآة. أما ثيابه التى يرتديها فتشعر منها أن الأربعة لو أرادوا أن يحفروا بئرًا لقام بقية الأربعة بخلع ملابسهم وارتداء ملابس مغايرة، ثم يرتدون ملابسهم بعد الانتهاء. أما "حمدان" فلن يغير ملابسه قبلها ولا بعدها، ومع ذلك كله فإن ثيابه ليست قذرة ، ولكنها مرسومة عليه. على عكسه تمامًا كان صاحبهم الثانى " بهاء " فقد كان شابا وسيمًا قد رسمت الأقدارُ هيئتَه كأنما ترسم لوحةَ فنيةَ رائعة. فلو نظرت إلى عينيه لاحترت فيهما أهى عيون خضراء أم زرقاء؟ مع جاذبية دون كلام .. قد وضعت كل عين فوق وجنة كوجنة أجمل النساء يتوسط الوجنتين أنف دقيقة وتحته فم قد حوى أسنانًا كاللؤلؤ.. وكان الفرق واضحًا بين الرجلين ... فكان الأربعة إذا جلسوا ، فإنهم ينظرون إلى "بهاء" كواحة خضراء قد وُضعت فى صحراءَ قاحلة ، من أين أتوها فهى واحة جميلة . وإذا رغبوا فيمن يخدمهم ويساعدهم ويعاونهم فى عمل شئ يلجأون إلى "حمدان" . ولو ذبحت كلَ واحدٍ منهما لأن يكون على هيئة الآخر، لما وافق أبدًا، ولرفض رفضًا باتا .. أما " عوف " فكان رجلا عاقلا ، كلامه قليل .. كثير الصمت ولا يدخل فى أى موضوع إلا إذا طُلب منه فإذا حدثته وجدته رجلا واعيا لكل ما يدور من حوله، وإن حاول أن يبدى أنه لا يعلم شيئًا. أما " قُصَى " فحين تراه تشعرُ أنك أمام إنسان لم يحمل –يومًا- همًا للحياة .. فلو هُدمت المدينة بأكملها لهرب الجميع إلا هو، فسيفكر فى لحظتها عن موطن الاستفادة فى هذه اللحظة .. وإنه لا يشغله الماضى كثيرًا ولا يعنيه المستقبل فى شئ .. فالمستقبل عنده فى علم الغيب، أما الماضى فقد مضى بحلوه وبمره. ومع ذلك فهو شخص مُهاب الجانب، يرجع إليه الجميع فيما يريدون. استوعب مجالات الحياة جميعًا بما فيها من مهارات مختلفة يُكبره من يراه فى نفسه ويجله أن يكون عاملا أو أن يكون إنسانًا عاديًا، إنه لا يصلح إلا أن يكون ربان سفينة أو قائدًا عظيمًا. اجتمع هؤلاء الأربعة ليدخلوا المدينة .... ودخل عليهم المساء ، ولم يستطيعوا دخول المدينة فى ذلك اليوم . بل أُغلقت الأبوابُ فى وجوههم ، ومنعهم الحراس من الدخول . وجلسوا لانتظار الصباح ، وكل واحد له آمال عريضة فى أن يأخذ تأشيرة الدخول إلى هذه المدينة العامرة . وبينما هم كذلك دار بينهم هذا الحوار .. ( 2 ) قال قائلهم : ما أكبر الأشياء التى تؤثر فى حياة الإنسان كلها ؟ قال "حمدان" : وهل ذلك سؤال ؟! .. إن شيئًا واحدًا هو الذى يدفع الإنسان إلى الأمام . قالوا : وما هو ؟ قال "حمدان" : إن جِدَّ الإنسان واجتهادَه وسعيَه هو المؤثر الوحيد فى حياته . فإذا اجتهد تقدم إلى الأمام ، أما إذا تكاسل فإنه سيكون فى المؤخرة. ضحك "بهاء" ساخرًا وهو يحرك خصلات من شعره بيده : هذا الرجل لا يفكر إلا بذراعيه . قالوا : وما رأيك أنت يا بهاء ؟! قال "بهاء" : إن جمال الإنسان وهيئته الحسنة هى المؤثر الوحيد فى حياته . نظر بعضهم إلى بعض . فقال "بهاء" : ألا ترون أن ملوكًا كبارًا قد ضحوا بمناصبهم من أجل الزواج بفتاة جميلة من أكثر البيئات فقرًا وحاجة . ثم أكمل .. إن مجرد هيئة الإنسان الحسنة تفتح له الأبواب المغلقة . فنظر "حمدان" إليه فى ازدراء وقال موجها كلامه إلى صاحبهم "عوف" قائلا له : هل هناك أحدٌ يصدق أن في الدنيا مثل هذا المخنث ؟ قال "عوف" ويبدو من طريقة كلامه أنه اُضطر إلى الدخول فى موضوع لم يكن يريد الدخول فيه : كلاكما مسكين .. لا يعرف كيف تسير الأمور فى هذه الحياة . ثم تابع يقول : إن العقل هو الشئ الوحيد المؤثر الذى يدفعك إلى مصاف كبار العظماء .. ثم تابع يقول : وأظن أن كل من له عقل يعرف ما أقول .. ثم اتجه بكلامه إلى "قُصَى" وقال له : ألا تؤيدنى فيما أقول لهم يا "قُصَى"؟ قال "قُصَى" : أؤيدكم جميعًا .. و لكن .. قالوا : لكن ماذا ؟! قال "قُصَى" : أحب أن أقول إن الأقدار هى التى تؤثر فى حياة الإنسان أولا وآخرًا ، فقد يُولد فيجد نفسه مَلِكَا مُتوجًا من صغره دون أن يكون له دخلٌ فى ذلك .. وقد يولد فيجد نفسه فى بيئة سيئة دون أن يكون له دخل فى ذلك . وقد يرث الإنسانُ ثروة كبيرة ولا دخل له فى ذلك . وقد يجد الإنسان نفسه مسئولا عن أفرادٍ كثيرين تركهم له أبواه ولا دخل له فى ذلك . بل إننا ونحن نقف أمام باب المدينة هذه، قد يأخذ أحدُنا تأشيرة الدخول فيدخل فى هذه المدينة وقد يعيش فيها سنوات وربما يتزوج من أهلها وقد يموت فيها ويدفن بها .. وقد لا يُسمح له بالدخول، فيرجع ذاهبا إلى أى مكان آخر .. إن أمور الحياة كلها ترجع إلى أقدار السماء .. ثم ناموا جميعا بعد هذا الحوار الطويل لينظروا ما هم فاعلون فى الصباح .. ( 3 ) أرسل الصباح أشعته عليهم فاستيقظوا من سبات عميق .. فإذا بالحارس ينادى : لن يُسمح بالدخول الى المدينة إلا لواحدٍ فقط على أن يرجع فى آخر النهار .. صاح الجميع : ولم ؟! قال الحارس : هذه هى التعليمات الواردة إلينا . ذهب "عوف" الى الحارس - وكأنه صديق قديم - فتجاذب معه أطراف الحديث . وقال له من بين ما قال : ما الداعى لذلك ؟ قال الحارس له وهو يتلفت كأنه يقول له سرًا خطيرًا : إن بداخل المدينة اضطرابات كثيرة بسبب الحالة الصحية لملك المدينة . قال "عوف" للحارس : ألا يمكن أن يدخل اثنين ؟ قال الحارس : ليس الأمر بيدى ، فاختاروا واحدًا منكم يدخل اليوم . رجع "عوف" الى أصحابه قائلا : نختار رجلا يدخل كل يوم ثم يرجع فى نهاية اليوم . قال "بهاء" مشيرًا الى "حمدان" : أنت .. أنت ادخل الى المدينة وسوف نرى ماذا تصنع بجدك واجتهادك ! فانتصب "حمدان" واقفًا وقال : سوف ترى . فدخل "حمدان" الى المدينة وأخذ يبحث فيها ماذا يصنع فى يومه حتى رأى رجلا يشبهه فذهب اليه .. قال "حمدان" للرجل : ما هو العمل الذى إذا صنعه الرجل فى هذه المدينة يحصل منه فى آخر يومه على طعامٍ يكفى لأربعة أفراد . قال الرجل : يمكن أن تذهب الى الشعاب وأقاصى المدينة فتجمع حطبًا ثم تأتى فى آخر اليوم فتبيعه فى السوق . لم يتأخر "حمدان" للحظة واحدة ، بل عمد إلى جمع الحطب وبكل جد واجتهاد . وأبدى حمدان مجهودًا بارعًا حتى جمع حطبًا كثيرًا ثم ذهب الى سوق المدينة فباعه بدينار بأكمله . فاشترى طعامًا جيدًا له ولأصحابه. واشترى فاكهة كذلك ورجع اليهم كما يرجع الرجل الأجير الى أولاده وزوجته فى آخر يومه. كان الرفاق قد بلغ بهم الجوع مبلغه فاتجهوا فعلا الى "حمدان" والتفوا حول الطعام والشراب والفاكهة فشبعوا جميعًا وشكروا له فعله، حتى "بهاء" نفسه شكر له فعله . قام قُصَى وكتب على باب المدينة ما يلى : جد واجتهاد المجتهد فى يوم واحد يكافئ دينار واحد . كل اللى بيحصل فى حياتنا او يوم عشناه هتدور تلقاه فى السنه وكتاب الله ربنا مخلقناش كده تايهين وهدانا بسنه وشرع ودين بيهم راجعين بيهم عايشين دى حياتنا فى دينا ودينا حياه رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Black Hell قام بنشر November 15, 2007 Share قام بنشر November 15, 2007 انا صحيح مكملتش القصة بس هبقى ارجع اكملها ومرسي ليكي على القصة رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
go3lesa قام بنشر November 17, 2007 الكاتب Share قام بنشر November 17, 2007 السلام عليكم ورحمه الله وبركاته تسلم يا بلاك على ردك ومرورك تنور القصه فى اى وقت كل اللى بيحصل فى حياتنا او يوم عشناه هتدور تلقاه فى السنه وكتاب الله ربنا مخلقناش كده تايهين وهدانا بسنه وشرع ودين بيهم راجعين بيهم عايشين دى حياتنا فى دينا ودينا حياه رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts