! Sweet Girl قام بنشر October 30, 2005 Share قام بنشر October 30, 2005 بسم الله الرحمن الرحيم كنت نائماً في ليلة من ليالي الشتاء الباردة من بعد نصب وتعب من مشاغل الدنيا وما أكثرها وقد أستلقيت على فراشي ، وغرقت في نوم عميق جداً فإستيقظت قبيل الفجر من عطش شديد ألم بي ، فقمت لأشرب الماء فسمعت أنيناً يخرج من الأرض ، تلفت حولي فذهب الأنين ثم ذهبت وشربت الماء فعدت إلى الفراش ، وإذا بالأنين يعود مرة أخرى وفي هذه المرة كان الأنين قوياً وكأنه صوت بكاء ، فتحسست الأرض بيدي ، حتى أمسكت ( سجادتي ) فسكتت قلت مستغرباً : أأنت التي تأنين يا سجادتي؟! قالت : نعم قلت : ولماذا ؟! قالت: لقد أيقظك عطشك وشربت من الماء حتى أرتويت ،وانابحاجة إلى الماء ولا أجد من يرويني الماء؟! قلت : وهل تريدين أن أحضر لك كأس من الماء؟ قالت: لا ليس هذا الماء الذي يرويني، إنما يرويني دموع العابدين التائبين قلت: ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من الماء؟ قالت: وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدالله وصل لله ركعتين في ظلمة الليل، حتى تنير لك ظلمة القبر ، والجزاء من جنس العمل ولم يبقى من الوقت إلا القليل وبعدها يؤذن المؤذن لصلاة الفجر قلت : دعيني وشأني يا سجادتي قالت: ياعبدالله قم لصلاة الفجر ، فإنها حياة للقلب والروح ،وقد حان موعد الأذان ليردد: (( الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم))وانت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار ولا تستجيب لنداء العزيز القهار؟!! قلت متضايقاً :دعيني أنام ياسجادتي فأنت تشاهديني كل يوم لا أعود إلى المنزل وإلا أنا مرهق ومتعب ثم أخذ اللحاف ووضعه عل صدره فشعر بالدفء واستسلم لسلطان النوم قالت السجادة: يا عبدالله وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك؟؟ قلت بلهجة تهكمية: اسكتي يا سجادتي ارجوك لاتتكلمي فإني متعب مرهق أريد أن أنام فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدالله بصوت حزين:آآآآه لرجال الفجر آآآآه لرجال الفجر ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها_ يعني الفجر والعصر)) وقال علي الصلاة والسلام((من صلى البردين دخل الجنة)) وقال عليه الصلاة والسلام((بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)) وقال عليه الصلاة والسلام((ليس الصلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلموا ما فيهما لأتوهما ولو حبوا)) فانتبه عبدالله من غفلته وقال: فعلاً إن صلاة الفجر مهمة السجادة: قم يا عبدالله قم قال:غداً أبدأ إن شاء الله ولكن اتركيني اليوم لأنام فإني مرهق السجادة: وهي متحسرة ((من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال)) ثم قالت: ستنام غداً في قبرك كثيراً يا عبدالله، وستذكر كلامي ونصحي ثم تركته السجادة ، ونام عبدالله ، ولكن!!!! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد قبض من تلك الساعة فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة : يا من يعد غداً لتوبته أعلى يقين من بلوغ غدِ ؟ المرء في عيشه على أملِ ومنية الإنسان بالرصدِ أيام عمرك كلها عدد’ ولعل يومك أخر العدد رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق
ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل
سجل دخولك الان