go3lesa قام بنشر July 14, 2007 Share قام بنشر July 14, 2007 قلوب ظمأى في تلك الغرفة الصغيرة كان يرقد عم معطي.. ما إن تنظر إليه، حتى تصطدم عيناك بوجه طُبعت عليه نقوش الأحزان .. لوحة باكية ما تكاد تراها العين حتى تستعيد كل آلام عمرها فتغرق في توهة الأحزان. جسد أخارت الوحدة قواه بعدما بلغ من الكبر عتياً .. ترتعش أوصاله من برودة مشاعرالحبيب .. عينان حلت فيهما قبائل الحزن وأقامت.. قلب يائس ما زال يتعلق ببقايا أطياف من أمل بعدما طوى صفحات الشباب. كان عم معطي مستلقياً على فراشه.. يتصارع مع مرضه.. مد يده إلى المنضدة المجاورة؛ ليتناول كوباً من الماء، يروي به ظمأ سنوات عمره الماضية، لكنه سرعان ما فشل في الوصول إليه بعدما ازداد وخز الألم في جسده. استبد به العطش ..منذ الأمس لم يتجرع قطرة ماء ..ولم يزره محمد البارحة تُرى ما الذي أخره عن زيارتي؟! ساوره القلق عليه.. لم يتأخر محمد عني منذ أول زيارة له لي! ياله من شاب رقيق القلب لا يألو جهداً في خدمتي والتخفيف عني رغم أنه لا تربطه بي أي صلة..كم أحبه..ليته كان ولدي! دون أن يشعر، وجد قلبه يدعو له دعاء حاراً .. دمعت عيناه الحزينتان حين وجد ذلك الوابل الصيب من الأدعية يخرج بسلاسة ليكون من نصيب محمد.. ليت هذا الدعاء يخرج بنفس السلاسة ليكون من نصيب فهد! امتدت يده إلى تحت الوسادة التي طالما حملت رأسه المعبأ بذكريات جمة، فتناول ألبوما قديماً قدم سنوات عمر ولده.. أخذ يقلب صفحاته بقلب مفعم بمشاعر شتى..قلب ظامئ إلى قطرات من المشاعر الدافئة من قلب حبيبه.. وظامئ أكثر إلى لحظة يستشعر فيها جدوى جهد عمره مع ولده. تقع عيناه على صورة أعادت إليه صور السنوات الماضية .. يا لها من أيام امتزجت فيها الأحلام بكفاح مرير! تمر ذاكرته بمشهد من السنوات الخالية - دع رقبتي يا فهد - لا لن أتركك حتى تحملني وتلاعبني مثل كل يوم. - إنني الآن مرهق يا بني... سأستريح قليلاً ثمّ نلعب سوياً. - تدمع عيناه ويصرخ غاضباً: بل الآن وإلا لن أكلمك. يبتسم الأب حين يتذكر كيف كان ينسى كل ما به من تعب حين يلمح نظرات الغضب أو الحزن في عيني صغيره، فيسرع ويعانقه قائلاً: لا تحزن حبيبي..لا يهمك ألم ظهري.. سأكون أفضل. وسرعان ما يبدأ الاثنان في ممارسة طقوس الطفولة حتى يتعب فهد، ويغط في نوم عميق. ابتسم معطي حين حملت إليه هذه الصورة مشهد طفولة صغيره،ومشهد شبابه الذي أفناه في سبيل ولده.. ظل معطي يشاهد الصور وهو فرح تارة، وتارة أخرى يملؤه الحزن حين يداعبه الحنين إلى رؤية ولده.. ذلك الولد الذي انتظر مجيئه سنوات طويلة.. لم يدع فيها طبيباً مشهوراً إلا وهرع إليه ليعالجه.. سنوات مريرة مرت عليه وهو لا يكف عن التضرع بالدعاء أن يهبه الله ولدا يخلد ذكراه بعد موته. فجأة يصرخ معطي دون صوت.. يصرخ قلبه الموجوع.. ترتعش أوصاله.. يجف لعابه.. يتألم بطنه من الجوع والعطش.. ويتألم قلبه من قسوة قلب صغيره. منذ تزوج لم يعد يزوره إلا أياماً كل حين بعيد.. فاضت عيناه بالدموع.. راودته فكرة: أتصل به.. أطلب منه أن يأتي إليّ؟ فكم أنا بحاجة إليه.. أود أن أراه فربما دنا الرحيل.. لكنه سرعان ما نبذ هذه الفكرة حين تذكر أنه طلب منه مراراً أن يأتي إليه فلم يجد منه سوى التجاهل والنفور. ازداد ظمؤه فمد يده إلى جواره يريد أن يتناول كوب الماء.. ظل يتحرك ببطء شديد محاولاً الإمساك بالكوب فتحركت معه أحزان قلبه الجريح، وكلما حاول، خانته قوته فلا يستطيع الإمساك بالكوب. وهناك في آخر الشارع كانت تسير قدمان تتصارعان مع الخجل، يقدم صاحبهما قدماً تارة، ثم ما يلبث أن يعود ويتصلب مكانه تارة أخرى. كان فهد يمشي وقلبه يحمل حزناً عميقاً وخوفاً على صغيره الراقد في فراش المرض. ظل يفكر ما الذي جاء بي إلى هنا؟ أهو الحزن أم الخوف؟! أم هو قلبي الظامئ إلى شيء يعيد إليه رمق الحياة بعدما دُفن تحت قسوة مشاعري؟ منذ متى كنت أسمع محايلات أبي .. توسلاته لي أن أزيد عدد زياراتي له..أن أفكر فيه قليلا وأهتم به كما أهتم ببيتي وعملي. لمح تلك النظرة التي سكنت عيني أبيه في آخر زيارة له منذ ثلاثة أشهر أو أكثر..امتدت يده وعيناه ترجوانه: - ابق معي فهد.. أريد أن يرتوي قلبي منك.. لقد اشتقت إليك كثيراً.. لم تمكث معي سوى دقائق معدودة. - سآتي إليك قريباً ولكني الآن مشغول. - وهل يشغلك عملك عني وأنا الذي لم يشغلني عنك شيء قط؟! .. أم أهي زوجتك ثانية تغضب حين تأتي إلي؟! يطرق رأسه أرضا وعيناه تمتلئان تأففاً ولا يجيب. - أفهمها يا ولدي أنني لست بحاجة إلى المال.. يكفيني كسرة خبز ما دمت أطمئن عليكم.. ألم تعرف معنى لوعة قلب الأب؟! ألم تجرب الشوق إلي صغيرك وأنت بعيد عنه؟! - أعدك أبي لن أطيل الغياب، ولكن أرجوك دعني أذهب، فولدي ينتظرني لن يتناول طعامه وحده. يتمتم الأب في حسرة بكلمات لم تحرك أي ساكن في قلبه، والآن تحيط الحسرات بقلب فهد حين يتذكر ملامح وجه أبيه في آخر زيارة له.. عينيه الدامعتين.. قلبه الحزين. كرامته الجريحة.. جسده الواهن .. رأسه الذي اشتعل شيباً.. يبكي حين يتذكر كيف طوى بساط بشاشته، وأغلق أبواب الرحمة والحنان في وجه أبيه. يتقدم فهد مسرعاً فتسرع معه دقات قلبه حين يتذكرملامح سنوات عمره وعمر أبيه سأهرول إليه.. أرتمي في حضنه.. سأقبل يديه وقدميه طالبا العفو.. لن أتركه وحده سآخذه إلى منزلي ولتفعل زوجتي ما تشاء.. يا إلهي كيف أتركه هكذا وحيداً يتسول الحنان من الغرباء؟! كيف تناسيت عمره الذي بذله من أجلي؟! كيف أرضيها على حساب من أفنى عمره في سبيل سعادتي؟! سمع فهد صوت ضميره يقول له ألآن حين تذوقت معنى الأبوة؟!ألم يكن قلبك هذا على أبيك أيبس من الصخر؟! ألآن بعدما ذقت لوعة خوفك على صغيرك؟ شعورك بأنك ستحرم منه وهو على فراش المرض؟! أسرع فهد وأسرعت معه دقات قلبه..وكأنه يتسابق مع الزمن يريد أن يتطهر ..أن يغسل قلبه الذي غلفه السواد. يصعد درجات السلم ودقات قلبه تكاد تقتله، وكلما ارتقى درجة، يشعر أن سواداً يتساقط من فوق قلبه مخلفا وراءه أثرا بالغا للحزن والندم. وجد فهد الباب مفتوحاً كالعادة فدخل بخجل يقطن داخل عين تائبة.. فتح باب الغرفة ويداه ممتدان تشتاقان إلى حضن دافئ.. ولكنه سرعان ما اصطدم بسرير فارغ سرير لم يعد يحمل هذا الوجه الوضاء. لمحت عيناه جسد أبيه مسجى على الأرض وقد تناثرت حوله قطع الزجاج، وقطرات من الماء لم تزل على الأرض ولم تجف بعد، وشفتاه الظامئتان قد ازرقتا وكأنهما كانتا تتوقان إلى جرعة ماء، وعيناه ظامئتان لنظرة رفق من عين صغيره. ارتمى فهد في حضن أبيه، لكنه لم يجد طراوة هذا الحضن ونداوته كما كان يجده دوماً.. لم يجد سوى جسد متصلب بعدما فارقته الروح .. سقطت الدموع الخجلى من عينيه بينما تسمرت قدماه مكانهما حين وجد صورته هو وأبوه ساقطة فوق قلب أبيه، فبدأ يستعيد مشاهد الطفولة.. ويتذكر هذا الجسد الذي طالما حمله، وهذه اليد التي طالما لاعبته بينما كان سكين الحزن يمزق شرايين قسوته بعدما رحل عنه حضن طالما ألقى فيه أحزانه ومخاوفه. سمع فهد رنين هاتفه المحمول ففتحه دون أن يشعر، فجاءه صوت زوجته عالياً: أين أنت؟!.. كل هذا ولم تعد إلى البيت؟! أتتركني وحدي مع صغيرك المريض؟! لم يدر فهد بنفسه إلا وهو يلقى هاتفه بعيداً عنه ثم ألقى بنفسه في حضن أبيه وترك العنان لدموعه وهو يتمتم: طهريني واغسلي قلبي الظامئ إلى الطهر، فلم أعد أملك سواك! كل اللى بيحصل فى حياتنا او يوم عشناه هتدور تلقاه فى السنه وكتاب الله ربنا مخلقناش كده تايهين وهدانا بسنه وشرع ودين بيهم راجعين بيهم عايشين دى حياتنا فى دينا ودينا حياه رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Ayman..LoveMan قام بنشر July 31, 2007 Share قام بنشر July 31, 2007 رائع :Mazakonia (95): قصة جميلة بس طويلة شوية رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
go3lesa قام بنشر July 31, 2007 الكاتب Share قام بنشر July 31, 2007 السلام عليكم ورحمه الله وبركاته تسلم يا ايمن على ردك ومرورك نورت القصه معلش بقى لو كانت طويله الطويل قيمته فيه :Mazakonia (95): كل اللى بيحصل فى حياتنا او يوم عشناه هتدور تلقاه فى السنه وكتاب الله ربنا مخلقناش كده تايهين وهدانا بسنه وشرع ودين بيهم راجعين بيهم عايشين دى حياتنا فى دينا ودينا حياه رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
!! SiLeNcE !! قام بنشر August 10, 2007 Share قام بنشر August 10, 2007 يااااااااااااااه ربنا يرحمنا بجد ازاي ممكن يجيلوا قلب يعمل كده تحفة والله انا مش عارف اقول ايه تاني بس بجد قصة مؤثرة قوي تسلم إيديكي رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
go3lesa قام بنشر August 10, 2007 الكاتب Share قام بنشر August 10, 2007 السلام عليكم ورحمه الله وبركاته فى ناس مبيبقاش عندها قلب اصلا بيبقى حجر فى مثل بيقول قلبى على ولدى انفطر وقلب ولدى عليا حجر ربنا يرحمنا اهو خد عقابه هيفضل شايل ذنبه ليوم القيامه تسلم يا حماده على ردك ومرورك نورت القصه كل اللى بيحصل فى حياتنا او يوم عشناه هتدور تلقاه فى السنه وكتاب الله ربنا مخلقناش كده تايهين وهدانا بسنه وشرع ودين بيهم راجعين بيهم عايشين دى حياتنا فى دينا ودينا حياه رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
! M O K A ! قام بنشر August 10, 2007 Share قام بنشر August 10, 2007 لا حول ولا قوة الا بالله فى حجود الابناء قال تعالى "ووصينا الانسان بوالديه" قصة جامدة اوى اوى تسلم ايدك 6 شهور مفيش غيرهم اوعى ترجع فى كلامك انا جوا دماغى حاجات هتغير وجه الكون احلام اولفات اولفات وهطولها فين ما تكون لو شمس الدنيا ديه غابت انا شمسى تشق الغيم وهعاند ايوة هعاند ديما من غير تسليم وفى يوم من الايام هوصل اكيد مش هضيع ماهو اللى بيحلم استحالة يموت رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
go3lesa قام بنشر August 10, 2007 الكاتب Share قام بنشر August 10, 2007 السلام عليكم ورحمه الله وبركاته فى جحود طبعا وربنا قال" وبالوالدين احسانا" تسلم يا موكا على ردك ومرورك نورت القصه كل اللى بيحصل فى حياتنا او يوم عشناه هتدور تلقاه فى السنه وكتاب الله ربنا مخلقناش كده تايهين وهدانا بسنه وشرع ودين بيهم راجعين بيهم عايشين دى حياتنا فى دينا ودينا حياه رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
jaleo قام بنشر August 12, 2007 Share قام بنشر August 12, 2007 فعلا والله الواحد اتاثر شكرا ياجوعليصة علي القصة رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
body86love قام بنشر August 12, 2007 Share قام بنشر August 12, 2007 شكرا تحياتي ليك رمضان كريم كل عام وأنتم بخير رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
go3lesa قام بنشر August 14, 2007 الكاتب Share قام بنشر August 14, 2007 السلام عليكم ورحمه الله وبركاته تسلمى يا جاليو على ردك ومرورك نورتى القصه يا جميله تسلم يا بودى على ردك ومرورك نورت القصه كل اللى بيحصل فى حياتنا او يوم عشناه هتدور تلقاه فى السنه وكتاب الله ربنا مخلقناش كده تايهين وهدانا بسنه وشرع ودين بيهم راجعين بيهم عايشين دى حياتنا فى دينا ودينا حياه رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts