ThE.jAgUaR قام بنشر May 27, 2007 Share قام بنشر May 27, 2007 إن مما يميز الشريعة أن حماها منيع وجنابها محصن لا يمكن لأي أحد أن يتصرف فيه أو يبدل أو يؤول .. وفي حال الجهالة والغبش وعدم وضوح رؤية وبيان الحكم فلا طريق إلا طريق واحد نص عليه أشرف قبس : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وهو الرجوع للعلماء الربانيين إذ العقل في هذه الحالة مهما احتد ذكاؤه فهو قاصر عن الوصول لمرادات الشارع إذا لم يكن على دراية بالنصوص وإلمام بمقاصد الشارع الحكيم .. همسة لمقدسي العقل ومقدميه على النقل أقول فيها : أوافقكم أن العقل نعم المتكأ ولكن في حدوده أما إذا تجاوزها فسيأتي بالعجائب وسف يصول ويجول ويقدم ويؤخر ويتنازع مع نفسه وفي المحصلة يتراجع .. كما قال أحد المتكلمين قبل وفاته وقد خاض في قضايا العقيدة : (( والآن أموت على عقيدة عجائز نيسابور )). يقول القشيري معربا عن حيرته : تجاوزت حد الأكثرين إلى العلا ........ وسافرت واستسبقتهم في المفاوز وخضت بحارا ليس يدرك قعرها ........... وسيرت طرفي في قسيم المفاوز ولججت بالأفكار ثم تراجع اختيــــــــــاري إلى استحسان دين العجائز وأشد من هذا حيرة قول الفخر الرازي بعد رحلة طويلة من الاستناد للعقل : نهاية إقدام العقول عقــــال ........ وأكثر سعي العــــالمين ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا ........ وغــــاية دنيانا أذى ووبال ولم نستفد من جمعنا طول عمرنا....... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا . ويقول أحد الخائضين في الكلام الممجدين للعقل : " لقد خضت البحر الخضم وتركت أهل الإسلام وعلومهم وخضت في الذي نهوني عنه والآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لفلان وها أنا أموت على عقيدة أمي !" تلك حال أولئك القوم .. ألم أقل لكم : إن العقل نعم المتكأ إذا كان في حدوده أما إذا جاوزها فبئس المتكأ العقل .. ويكفي أن هذا حكم خالقه وصانعه : (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) أرأيتم لو أن مخترعا اخترع جهازا وقال : هذا الجهاز يعمل لمدة ساعتين متواصلتين ثم لا يستطيع أن يواصل ألم يك قوله حجة ..! لأنه هو من صنعه وهو أدرى بما صنع .. كيف ولو كان القائل هو الله الذي أوجد العقل .. أليس أعلم بحدوده ومدى قدراته ! إن الذي دفعني لكتابة هذا الكلام هو ما رأيته من تمجيد للعقول عند فئام من البشر وجعل العقل فيصلا في أحكام الشريعة .. ولئن كان ضُلاَّل الأوائل أبعدوا النجعة بعقولهم في باب العقائد والأصول فإن جهلة قومنا أبعدو النجعة بعقولهم في الفقه والأحكام والفروع .. يكفي أن تتابع بعض برامج الإفتاء في بعض القنوات لترى العجب .. فحضرة المفتي محسوب على علماء الشريعة .. والذي يفجؤك أن البرنامج ومدته ساعة كاملة يبدأ وينتهي ولم يورد حضرة المفتي نصا شرعيا واحدا بل تجده يحلل ويحرم ومرجعه العقليات دون النقليات .. وما ذاك إلا أنه جاهل بها .. في زماني كل شيء أمسى قابلا لأن يفتي .. أعمدة الصحف تصبحنا وتمسينا باجتهادت فقهية وترجيحات دقيقة لو عرضت للفاروق عمر – رضي الله عنه – لجمع لها أهل بدر ! أما مفتي الأعمدة وبطلها الخبير في الجماعات الإسلامية فلا يتوقف في شيء بل يهيم مسرعا ويفتي في الصغيرة والكبيرة وكأن عليه جبة الإمام أحمد أو عباءة شيخ الإسلام ابن تيمية .. وهو لا يملك من أمره سوى قولهم عنه بأنه خبير بالجماعات الإسلامية ! وحسبك بهذه الصفة مؤهلا للاجتهاد المطلق ..! رحم الله الإمام أحمد بن حنبل فقد سئل : هل يعد عالما بالسنة من حفظ مائة ألف حديث قال : لا قيل ومائتي ألف قال : لا قيل وثلاثمائة ألف قال : لا قيل وأربعمائة ألف قال : لا قيل وخمسمائة ألف : قال : أرجو ذلك !!! إنها دعوة لحفظ حمى الشريعة من خربشات أغيلمة الصحافة .. وإملاءات عقولهم الخالية من عبق الوحي .. فقد تجاوزوا الحد .. فوجب الرد .. عسى أن يكون لهذه الدعوة صدى من ذوي الشأن والأمر وهم لذلك أهل ..فولي أمرنا وفقه الله أعلن في مستهل حكمه أن لا مساومة على الشريعة وأن دستورنا القرآن والسنة .. وهؤلاء ينقضون نصوصا صريحة صحيحة بحجج واهية قبيحة فكان لا بد للرقيب ألا يغفل والله ولي التوفيق . رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق
ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل
سجل دخولك الان