ThE.jAgUaR قام بنشر May 19, 2007 Share قام بنشر May 19, 2007 الرد على اليبراليون الليبراليون بطرحهم التغريبي يحرضون على العنف واستفزاز بعض المتحمسين اطلعت على مقال الأخ الدكتور حمزة بن قبلان المزيني، أستاذ اللسانيات السابق في جامعة الملك سعود والكاتب في "الوطن"، والذي نشره يوم الخميس 23/4/1428، الموافق 10/5/2007، بعنوان "المحرضون"، ولفتني أنه قطع الشك باليقين وكشف ما كان مستوراً بجزمه أن مسببات مشكلة التكفير داخلية وأن الفكر المولد لها محلي. وقد كنت أظن أنه يرى المشهد كاملاً مستحضراً أن بلاداً حولنا وفقاً لمعايير الفكر التكفيري هي أولى بأن تصطلي بجحيم ويلات هذا الفكر وآثاره، لكنها سلمت فلم تكن أرضها مسرحاً للدمار ولم يكن رجال الأمن فيها هدفاً للقتل، (في الوقت الذي نحذر من ذلك حتى في بلاد الغرب نفسها إذ لا مبرر شرعي يسوغ هذا) والمحصلة أن هذه الأفعال جزء من مخطط كبير سياسي يستهدف وجود المملكة ويغيظه ما فيها من الخير الكثير. وقد يجهل الدكتور حمزة ـ وهذا أمر متوقع ولا يضره لأنه متخصص في اللسانيات ولا علاقة لتخصصه بالتاريخ ولا في الشريعة ـ أن فكر الخوارج موجود من قبل ما يسميه "الفكر الصحوي" ومن قبل أزمة أفغانستان بل من قبل معركة النهروان عندما قاتلهم علي رضي الله عنه، بل إن أصله وجذوره كانت موجودة في عهد النبوة عندما قال ذو الخويصرة للنبي صلى الله عليه وسلم : اتق الله يا محمد فقال صلى الله عليه وسلم:"من يطع الله إذا عصيت؟!، أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني"؟!. فسأله رجل قتله فمنعه. فلما ولى قال صلى الله عليه وسلم:"إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد". والحديث في البخاري ومسلم. قد يجهل الدكتور هذا. لكن الذي لا يليق بأستاذ بروفسور مثله أن يجهله أو يتغاضى عنه هو أننا لم نكن نعرف هذه الأفعال قبل سنين قليلة ماضية! رغم وجود الخطاب الديني الذي يتذمر منه الآن، والمناهج التي يجعلها سبباً للتطرف موجودة كما هي، ولا يسوغ لمثله أن يجهل أن الفكر التكفيري كسر علينا الباب ودخل بلادنا وسكن عقول بعض أبنائنا بلا نحنحة ولا استئذان، ولا يليق به أيضاً أن يجهل مدى فعالية وسائل التأثير وصناعة الرأي المتطورة التي تفجرت مع ثورة المعلومات والتقنية بحيث بات الواحد يتكلم مع من يشاء ولو كان في أقاصي الدنيا، وبات بالإمكان توجيه بعض من في الداخل من قبل أدوات خارجية لم تعبر حدودنا البرية أو الجوية أو البحرية يوماً. بل لم أكن أتوقع أن يغض الطرف عن الارتباطات الخارجية لخلايا الموت التي تم اكتشافها مؤخراً، وأننا في عين الأعداء وفي مهب الريح والكل يتربص بنا وبخيراتنا وبأمننا واستقرارنا، وأن دولاً عديدة تود عنَتَنَا وقد بدت البغضاء من أفواه قادتها الذين ساءهم ما حبا الله بلادنا من نعم الدين والدنيا، فسعوا حسداً وبغياً إلى القضاء على ذلك كله، وجعلوا من سياساتهم الاستراتيجية البعيدة المدى إظهار دعوة السنة والتوحيد التي قامت عليها هذه البلاد على أنها دعوة دموية تكفيرية تمهيداً لضربها في مهدها والقضاء على توسعها وانتشارها، وكانت الطريقة المثلى لتحقيق ذلك هي نحرها بيد بعض أبنائها المغفلين بتجنيدهم وتحويلهم سهاماً مسمومة في صدرها، لأن الاستفزاز الخارجي يزيدها قوة وصلابة. هذا ما لم أكن أتوقع من الدكتور أن يتجاهله أو يتغافل عنه! أ لا ترى معي يا دكتور ـ وأرجو ألا تفهم كلامي أنه تخوين ـ أن بعض كتابنا هداهم الله يقومون من حيث يشعرون أو لا يشعرون بدور تكاملي مع المخطط الخارجي، عبر اتهام المناهج والمناشط الدعوية والخطاب الديني ورميه بأنها سبب الفكر التكفيري التفجيري ؟. وأين هو الخطاب التحريضي الذي يحث على العنف، وأنت سمعت وعلمت أن كل خطباء المملكة من الطوال إلى شرورة ومن البحر إلى البحر حذروا في الأسبوع الذي تلا الكشف عن هذه الخلايا، من هذا الفكر وبينوا خطورته وانحرافه عن منهج أهل السنة والجماعة وأنه خروج على ولاة الأمر وتهديد للأمن والاستقرار واستباحة للدماء والأموال والأعراض، وأن كثيراً من المحاضرات وبرامج التلفاز قد ألقيت محذرة من ذلك كله والصحف والمجلات نشرت عشرات المقالات أيضاً، فقل لي بربك أين هو هذا الخطاب التحريضي الذي تتحدث عنه؟، هل هو في أعماق المحيطات أم فوق سطح القمر أم أن الخطب والكلمات والبرامج تحتوي على جمل مشفرة يسمعها أعضاء الفكر التكفيري بفهم يختلف عن فهم عامة الناس؟!. وأما قولك عن بعض الدعاة إنهم"يصنفون المواطنين السعوديين إلى فرق معادية للدين وأهله"، فغير دقيق، لأنك تعلم أن كثيراً من الكتاب هداهم الله ونفع بهم يسمون أنفسهم ليبراليين ويصرحون بذلك عبر الفضائيات وفي المقالات ويتفاخرون بذلك، فلماذا الاستياء من أن نسميهم بما سموا به أنفسهم ورضوا به، ولم يسموا أنفسهم بما سماهم الله به {هو سماكم المسلمين} فهل يرى هؤلاء أن مسمى الليبرالية أولى وأجمل من مسمى المسلمين؟!. وأزيدك أن أحدهم في رد أرسله إليَّ عبر البريد الإلكتروني انتصر لهذه التسمية وحاول أن يفسرها بمعناها اللغوي وأنها طريقة حرة في التفكير دون أن يتطرق إلى مفهومها المنهجي الذي يعني أن الله وسلطة الشعب لا يجتمعان في الحكم، وهو ما عبر عنه أساطين الليبرالية في الخارج وقد سميتهم ونقلت طرفاً من أقوالهم في بعض الردود على صفحات "المدينة" و"الوطن"، وما زلنا بانتظار أن يقوم كتابنا الليبراليون بتحرير مفهومهم لليبرالية وهل يخالف مفهوم عتاة الليبراليين في الخارج؟، هذا ما ننتظر فيه بياناً شافياً وافياً، وإلا فإن الصمت يعني شيئاً آخر. ولا أنس الإشارة إلى كلمة جميلة علق عليها الشيخ بندر الشويقي مداخلاً في برنامج كواشف الذي يستضيف الشيخ الدكتور وليد الرشودي في حلقته عن الليبرالية حيث قال:لو اجتمع عشرة كتاب ليبراليين لتحديد مفهوم الليبرالية لخرجوا لنا بأحد عشر مفهوماً. واسمح لي بهذا السؤال: ما الذي يمكن أن تقدمه الليبرالية للقضاء على الفكر التكفيري، والتي هي إحدى روافد الانحراف الفكري؟. وإذا كان بعض هؤلاء الشباب لا يستمعون لجمهور العلماء والدعاة أهل الوسطية والاعتدال فهل تظن أنهم سيصغون السمع ويفغرون الأفواه إعجاباً وانبهاراً بالطرح الليبرالي وما سيقدمه من حلول أولها الهجوم على الميمات الثلاث" المناهج والمنابر والمناشط الدعوية " وآخرها الكمان والكمنجة؟. الذي تراه تحريضاً يا دكتور إنما هو محاولات صادقة وحثيثة من قبل المخلصين من العلماء والدعاة والحسبة وأهل العقل والحجى لتحصين الساحة ضد فكر تغريبي دخيل جربته شعوب دول عربية وإسلامية عديدة فما زادها إلا خبالاً ووهناً ، عندما صدقت شعارات الحرية فتحققت تلك الحرية لكن في وصول أهل الشهوات والريب إلى الصدر العاري والساق المكشوف وتحققت تلك الحرية لكنها حرية البعض في الكفر والزندقة والانحلال الخلقي دون رادع من الشرع أو وازع من السلطان ، وصدقت شعار المساواة فتساوى الجميع في الفقر والإيواء. هل يسوغ لنا وهل يقبل منا لو زعمنا أن حماية شبابنا ضد اللوثات الفكرية هو تحريض لهم ليعتنقوها؟، وهل نكون واقعيين لو قلنا إن الدعوة إلى عفة المرأة بالحجاب ومنع الاختلاط هو من تحريض على انتشار الفواحش والرذائل؟. ومثل ذلك:هل التحذير مما اتفق العلماء والدعاة وعامة المثقفين والمتعلمين وسواد الناس في مجتمعنا على أنه نمط فكري تغريبي يعتبر تحريضاً على العنف والإرهاب؟. نعم نحن نحذر من هذا الفكر وندعو إلى اجتنابه والتضييق عليه لكن بالحجة والبرهان والهدوء والعقل على منهج شرعي مبني على النصح لهؤلاء والدعاء لهم وعدم الإنكار باليد لأن ذلك موكول إلى ولاة الأمر أو من ينيبونه. القرآن حذر من الانحراف عن الجادة والنكوص عن الصراط المستقيم فهل خطاب القرآن تحريضي ؟، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من الفرق الضالة والمناهج المنحرفة فهل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريضي؟، والراشدون الأربعة وأئمة الإسلام حذروا وألفوا في التحذير من الزيغ والانحراف فهل كل هؤلاء تحريضيون ودعاة عنف وكراهية؟. وما هو مفهوم الخطاب المسالم الذي تريده يا دكتور ، هل تريد أن تحتل أرضنا ويقتل شعبنا أو أن تخترق حصوننا وتدمر قيمنا وتلوث كراماتنا ونبقى ساكتين لئلا نتهم بالعنف والكراهية؟. ألا ترى معي أن الفكر الليبرالي هو الذي يحرض على العنف والاستسلام من خلال استفزاز بعض الشباب الطائش والمتحمس بطرحه التغريبي بكل ما تحمله كلمة التغريب من معنى ومن خلال الهجوم على الولاء والبراء في ظل ذوبان المبادئ؟. وإن تعجب يا دكتور فعجب من البعض الذي ينادي بفكر تخلى عنه مبتدعوه وصانعوه ، ففرنسا أم العلمانية ومرضعتها تتنكر لها وتخالف مبادئها عند أول فرصة تجدها سانحة لمحاربة الإسلام والمسلمين وما قصة منع الحجاب عنك بخافية. ولعلي أفاجئك يا دكتور لو قلت لك إن الفكر الليبرالي هو على الطرف الآخر من المعادلة مقابل الفكر الخارجي المعروف، أما الوسطية التي عليها علماؤنا ودعاتنا ومناهجنا ومناشطنا الدعوية فإنها براء من كلا الفريقين، بل إن الفكر الليبرالي لا يختلف عن فكر الخوارج إلا بطريقة التعاطي فقط أما الأسس والمنطلقات والنتائج فمؤداها واحد، فكيف ذلك؟ أنت تعلم يا دكتور أن من أساسيات الطرح الليبرالي عند بعض الكتاب المنتسبين لهذه التسمية مهاجمة "المسلمات" ومصادمة "الثوابت"، ويلي ذلك مرحلة التبرم من القيم السائدة في المجتمع، وإذا كان نظام الحكم يشرَّع لهذه الثوابت وتلك المسلمات والقيم، كان لا بد من الدعوة إلى مراجعة النظام ، كما صرح به مدير الحوار في قناة الحرة في سؤال وجهه لعدد من الكتاب، وإذا لم يستطيعوا ذلك وهو حتم إن شاء الله انتهى الأمر بهم إلى اللجوء إلى دولة ما في الشرق أو الغرب لتستخدمهم أبواقاً وأسٍلحة يحرضون المواطنين ضد ولاة أمرهم ويحثونهم على الخروج مقابل إيواء تلك الدول لهؤلاء المحرضين وإمدادهم بحفنة من دراهم الخزي والعار. وما حال البعض بخاف عليك يا دكتور. وأختم بوقفة مع دعوتك وزارة الداخلية إلى فتح تحقيق رسمي في القول إن بعض الكتاب الليبراليين لهم اتصالات مشبوهة بسفارات أجنبية لأريحك من عناء هذه المطالبة، وكأني بك لم تسمع بتصريح وزير الداخلية حفظه الله ووفقه بعد استقصاء وتتبع بما يؤكد وقوع ذلك، وما أحسب دعوتك هذه إلا عدم علم بذلك أو إصراراً على الإنكار حتى يصدق الناس. رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق
ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل
سجل دخولك الان