اذهب الي المحتوي
شرح حل مؤقت للتحميل من دومين مازاكوني نت للروابط لحين تحويل روابط المتدي ×
  • Chatbox

    You don't have permission to chat.
    Load More

لا زلت انتظر


go3lesa

Recommended Posts

 

لازلت انتظر

 

 

بعد نصف ساعة كاملة من الوقوف تحت شمس الظهيرة المحرقة في عز الصيف بدأت أحس

 

أن صدري يضيق ونفسي بالكاد آخذه .. وبالكاد أحس بقدمي وبدأ ظهري يؤلمني .. تلفت حولي

 

للمرة العاشرة أبحث عن أي مكان أقف تحته حتى تأتي أي عربة ألقي بنفسي داخلها .. فلم أجد

 

غير عيون كثيرة مترقبة متحفزة ألقاها أصحابها على الطريق بينما يثرثرون مع بعضهم بأي

 

أحاديث لينقضي الوقت وتأتي عربة تحملنا جميعاً من هنا .

 

مللت من انتظار عربة مناسبة ومللت من انتظار فرصة عمل مناسبة وقد قاربت على التاسعة

 

والعشرين من العمر .. ومللت من انتظار الشخص المناسب .. كل شيء في حياتي غير

 

مناسب .. ولازلت أنتظر ما يناسبني .

 

أحسست بحركة حولي غير طبيعية وأن الأصوات بدأت تعلو .. فلمحت عربة قادمة من بعيد ..

 

ووجدت الجميع قد أخذوا وضع الاستعداد ثم انطلقوا مسرعين في ملحمة بديعة من الشد

 

والجذب والقفز .. فأخذت نفساً عميقاً وألقيت بنفسي وسط الجميع دافعة مدفوعة لم أكن أفكر

 

ولا أستطع أن أتحمل الانتظار أكثر من ذلك .. وجدت نفسي بقوة الدفع داخل العربة .. وبقوة

 

الدفع أيضاً وجدت نفسي أجلس خلف السائق مباشرة .. إذن خير إن شاء الله ... ألقيت نظرة

 

خاطفة من الذي يجلس بجواري .. لا بأس سيدة عجوز جاوزت الخامسة والستين تلبس جلباباً

 

أسود وتربط رأسها بطريقة عجيبة عدة ربطات كل ربطة بلون .. ليس مهماً المهم أن العربة

 

أخيراً انطلقت وأخيرا سأسلم بحث أختي المتأخر في كليتها ..وفكرت في أختي هذه فهي أصغر

 

مني بكثير ولكن لا أدري لماذا أحس أن أمورها أسهل من أموري .. حتى أنها خطبت قبلي ..

 

مع أني مازلت مصرة على أن خطيبها لا يناسبها شكلاً ومضموناً .. فهو يشبه آخر عريس

 

أعلنت رفضي له بالأمس .. ما المميز فيه يجعلني أرتبط به ؟!! شخص عادي جدااا مثل أي

 

شخص .. نفس الملامح ونفس الكلام ونفس تفكير معظم الناس .. أريد شخصاً مختلفاً متميزاً

 

يلمع مثل الكريستالات بعد تنظيفها .. شخص يبهرني بعقله وتفكيره وأسلوبه .

 

قطع أفكاري فرملة مباغتة من السائق اصطدمت على أثرها جبهتي بكرسيه .. ونزل البعض

 

من العربة والسائق يصرخ فيهم : خلصونا .. أحسست بعينين تخترقان جبهتي .. نظرت

 

بجواري .. العجوز بجواري لا ترفع عينيها عن جبهتي المصدومة وهي تتمتم بصوت خافت :

 

حد يخبط رأسه في الكرسي.. نظرت بعيداً .. أريد أن أغرق كما أغرق في العادة في خيالاتي

 

وأفكاري وأحلامي .. فسمعت صوتاً رجولياً قادماً من خلفي برقة وبساطة .

 

- هو حضرتك من الزهور أصلاً

 

فحولت العجوز نظرها من جبهتي للخلف برشاقة .. وركزت عينيها على الهدف المتكلم خلفنا

 

مباشرة ... في حين سمعت صوتا أنثوياً صغيرًا يقول :

 

- أيوة

 

- آه .. حضرتك رايحة الكلية ؟

 

- أيوه ليه ؟

 

- لا أبدا والله مجرد سؤال بس

 

لحظات صمت .. فعادت العجوز تنظر إليّ كأنها تقول عاجبك إلي بيحصل ده يالي خبطتِ دماغك

 

في الكرسي .

 

ثم عاد الصوت الرجولي :

 

- أنا آسف أنا عارف إن التعارف جه فاجأة بس بابا بيشتغل إيه ؟

 

- ليه ؟ بخجل شديد

 

- بارتباك : والله مجرد سؤال أنا عارف إن الكلام مفاجئ

 

- بابا مهندس

 

- فين ؟

 

- في شركة الكهرباء

 

- إلي موجوده عند الكوبري ولا ..

 

قاطعته بسرعة

 

- آه

 

- وحضرتك كلية إيه ؟

 

- آداب .. بقليل من الضيق

 

- إحم .. ممم .. سنه كام ؟

 

بعد لحظة

 

- سنه رابعة .

 

- على فكرة أنا شوفتك بتركبي من عند مستشفى الأمل هو حضرتك ساكنة هنالك ؟

 

- مش بالظبط

 

- أمال

 

- وراها

 

أحسست أن صدري يضيق أكثر .. لا أعرف لماذا .. لماذا ترد عليه هذه الفتاة .. يبدو أنها بنت

 

ناس جداً ومحترمة .. وفي نظرة خاطفة ألقيتها للخلف .. وجدتها ملتزمة بالزى الإسلامي ..

 

وثيابها فضفاضة ووجهها صغير وجميل ولكنه تلون باللون الوردي .. ربما خجلت من كلام

 

الشاب معها .

 

أما هو فشاب عادي جداً .. بل وأقل من العادي .

 

اقتربت العربة من كلية الآداب .. فسمعت نفس الصوت الرجولي قادماً من خلفي يقول مسرعاً :

 

- فرصة سعيدة جداً .. بس بابا اسمه إيه ؟

 

- اسمه محمد سليمان

 

- وحضرتك ؟

 

- إيمان

 

- عاشت الأسامي يا آنسة إيمان

 

وتوقفت العربة أمام كلية الآداب .. فزل الشاب أولاً .. ثم نزلت إيمان .. أستطيع أن أراهما

 

بوضوح الآن .. هي جميلة وزيها بسيط جداً وجميل .. وهو شاب صغير .. ولكن غير جذاب على

 

الإطلاق سبحان الله كيف كانت تكلمه .

 

دخل الشاب وجلس بهدوء .. خلفي .. وكنت أحس بحركة غير طبيعية خلفي ..ثم استقر في

 

الكرسي .. وعلا صوته وهو يقول :: حد معاه قلم يا جماعه .. قلم .

 

فنظرت العجوز بسرعة للقلم الذي يظهر جزء منه من الكتاب الذي أمسكه في يدي .

 

ثم التفت للخلف عندما ناولت إحداهن الشاب قلماً .. وسمعته يهمس بما

 

يكتبه .. إيمان محمد

 

سليمان , الزهور .. خلف مستشفى الأمل ,, شركة الكهرباء المهندس محمد سليمان .

 

فأكملت له العجوز قائلة نسيت تكتب آداب سنة رابعة .

 

فقال مرتبكاً .. ربنا يكرمك يا حجة .

 

عندها ضاق صدري جداً .. وبدأت أحرك يدي بطريقة عصبية .. وطلبت من السائق أن يقف

 

لأنزل .. لابد من النزول بسرعة من هنا .. توقفت العربة فترجلت منها وأنا أحس بدوار

 

خفيف .. وفكرة واحدة في رأسي .. إلى متى سأنتظر ؟

 


go3lesalh8gi8cj3.gif

 

كل اللى بيحصل فى حياتنا او يوم عشناه

هتدور تلقاه فى السنه وكتاب الله

ربنا مخلقناش كده تايهين وهدانا بسنه وشرع ودين

بيهم راجعين بيهم عايشين دى حياتنا فى دينا ودينا حياه

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • المتواجدين الان   0 اعضاء متواجدين الان

    • لايوجد اعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحه
×
×
  • اضف...