pallo4ever قام بنشر March 2, 2007 Share قام بنشر March 2, 2007 فإن المتأمل في واقع العالم الآن لا بد أن تستوليَ عليه الدهشة والحيرة ويتملَّكَه الأسى والحزن، لما يرى من شرور ومفاسد وصراعات ومظالم، تدفع إليها الضغائن والأحقاد، أو المطامع والأهواء، أو الرغبة في التسلُّط والاستعلاء. أصل الداء يقف العقلاء والحكماء أمام هذا الواقع المضطَّرب ليحلِّلوا أسبابَه أو يشخِّصوا داءَه، فيصلون في كثير من الأحيان إلى الأسباب المباشرة (وهي ظاهرية سطحية غالبًا) فإذا مدَّ المرءُ بصرَه وعمَّق فكرَه فإنه سيقع على أصل الداء وأساس البلاء المتمثِّل في "أزمة الأخلاق"، ومن ثم فينبغي أن يبدأ منها العلاج الأخلاق الإنسانية والإسلامية إن البشر قد يختلفون في الجنس والعِرق واللَّون والثقافة واللغة والعقيدة، ولكنهم يتفقون على القيم الخلقية، فالتصرفات والتعاملات التي تنمُّ عن الصدق والصراحة أو الكرم والجود أو الأمانة والعدل، أو الرحمة والرأفة أو الشهامة والمروءة أو الشجاعة والإقدام أو الحلم والأناة.. إلخ، هذه كلها تُثِير- بلا شكٍّ- في نفوس مَن يشاهدها أو يسمعُ عنها الإعجابَ بها والتقديرَ والاحترامَ لأصحابها، وهكذا يكون الحال مع سائر "الأخلاق الإنسانية". فإذا نظرنا إلى الأخلاق بمنظار الإسلام "الأخلاق الإسلامية" وجدناها أوسعَ مدى وأعمقَ غورًا؛ حيث يتميَّز الإسلام بجملة أخلاق خاصة به ولا تُعرَفُ في غيره، كالإخلاص والورع والتوكل والخشوع والخشية، وما ذاك إلا لأن مثل هذه الأخلاق تنبُع من الإيمان الحق بالله تعالى وتوحيده. وهذا الإيمان كذلك يزيد الأخلاق الإنسانية عمقًا ورسوخًا في الفرد المسلم؛ لأنه إنما يتحلى بها ابتغاءَ وجه الله وطمعًا في مثوبته ورضاه، فلا يتساهل فيها، ولا يتنازل عنها، مهما طال الزمن، ومهما كان الإغراء أو الابتلاء، أما من حُرِمَ هذا الإيمان فإنه يتمسك بالخلق طالما يجني من ورائه ما هو أهمُّ منه في نظره كَكَسْبِ المال أو الشهرة أو الاحترام، فإذا لم يتحقق هذا فإنه لا يتورَّع عن التفريط فيه أو حتى التنكُّر له، وهكذا يظهر الارتباط الوثيق بين الإيمان والأخلاق، وهو ما يؤكده قوله- صلى الله عليه وسلم-: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا مكانة الأخلاق في ديننا للأخلاق في ديننا مكانتُها الخاصة ومنزلتُها الرفيعة، لدرجة أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قصر الهدف من رسالة الإسلام على تتميم مكارم الأخلاق في واقع الناس وسلوكهم.. وهذا مدلول قوله- صلى الله عليه وسلم-: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وهذا حقٌّ وصدقٌ؛ حيث نلاحظ دائمًا أن الهدفَ الخلقيَّ والسلوكيَّ هو المبتغَى من وراء التكليف بالعبادة في إجمالها وفي تفصيلها، فعلى سبيل الإجمال نقرأ قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة: 21)، وعلى سبيل التفصيل نقرأ قوله تعالى في شأن الصلاة: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ (العنكبوت: من الآية 45) وفي شأن الصيام ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة: 183) وفي شأن الزكاة ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (التوبة: 103)، فلا عجب إذًا أن يعتبر سلفنا الصالح الدينَ هو الخلُق، وهذا ما عبر عنه ابن القيم- رحمه الله- بقوله: "الدين الخلُق، فمن زاد عنك في الخلق زاد عنك في الدين، ومن نقص عنك في الخلق نقص عنك في الدين فضل حسن الخلق على الفرد لما كان للخُلق الحَسَن هذا القدرُ الذي عرفناه، فقد رتَّب الإسلام عليه فضلاً عظيمًا ووعد عليه أجرًا كبيرًا: * فبه يفوز المرء بحبِّ ربه عز وجل، وهذا ما قرَّره- صلى الله عليه وسلم- حين سئل: "ما أحب عباد الله إلى الله؟ قال: أحسنهم خلقًا" ثم يجني الفرد حبَّ الناس تبعًا لحبِّ الله له، وهذا ما أشار إليه- صلى الله عليه وسلم- بقوله: "إذا أحب الله عبدًا نادى جبريلَ إني أحبُّ فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبولُ في الأرض". * وبه يثقل ميزان العبد يوم القيامة، اقرأوا قوله- صلى الله عليه وسلم-: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من خلق حسن" فإذا وُضع في الميزان حسن الخلق مع عبادة خفيفة وعمل قليل رجحت الكفة ونجا العبد.. ألم ترَوا إلى المرأة التي ذُكرت عند النبي- صلى الله عليه وسلم- وهي تُعرف من قلة صلاتها وصيامها وأنها تتصدَّق بالأنمار من الأقط، ولكنها لا تؤذي جيرانها، فقال- صلى الله عليه وسلم-: "هي في الجنة"، وإذا وُضع في الميزان سوء الخلق مع كثرة العبادة وزيادة العمل طاشت الكفة وهلك العبد، وقد كان هذا هو مصيرَ المرأة التي تُعرف من كثرة صلاتها وصيامها وصدَقتها ولكنها تؤذي جيرانها، فقال عنها النبي- صلى الله عليه وسلم-:"هي في النار :Mazakonia (95): ღღ mazaKony ღღ رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
nomo7070 قام بنشر March 2, 2007 Share قام بنشر March 2, 2007 بجد موضوع اكتر من رووووووعة جزاك الله كل خير يا بالو ومتحرمناش من مواضيعك الجميلة دى رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
pallo4ever قام بنشر March 2, 2007 الكاتب Share قام بنشر March 2, 2007 شكرا يا نومو وميرسي لردك الجميل قوي ده وان شاء الله انا معاكو علي طول ღღ mazaKony ღღ رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
!! SiLeNcE !! قام بنشر March 3, 2007 Share قام بنشر March 3, 2007 فعلا الاسلام دين عظيم قوي وجزاك الله خيرا علي الموضوع الجميل ده رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
pallo4ever قام بنشر March 3, 2007 الكاتب Share قام بنشر March 3, 2007 شكرا حماده وجزاك الله كل خير ومنوراني والله كتير وانتظرو ان شاء الله في جزئين كمان من الموضوع ده :Mazakonia (99): ღღ mazaKony ღღ رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
! dOo2 El2mr قام بنشر March 10, 2007 Share قام بنشر March 10, 2007 تسلم ايدك يا محمد باشا على السلسه الجميله دى :Mazakonia (97): I Will Back SoOn رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
nooor قام بنشر March 10, 2007 Share قام بنشر March 10, 2007 جزاك الله خيرا تسلم ايدك يا محمد بجد موضوع حلو اوىى ومفيد لاننا المفروض نعرف معني وقيمه الاخلاق لاننا امه الحبيب صلي الله عليه وسلم ومش تحرمنا من مواضيعك الحلوة دي ولست أبالي حين اقتل مسلما علي أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الأله وان يشأ يبارك علي أوصال بشلو ممزع مقولة للصحابي المصلوب خبيب بن عدي رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
! FuNy BaBy ! قام بنشر March 10, 2007 Share قام بنشر March 10, 2007 begad msh 3arfa 2a2ol eh teslm edek ya 2mr topic hayl :Mazakonia (92): My Eyes Miss U My Lips Kiss U My Feels Love U My Hand U My Mind Call U My Heart Jest 4 U My Life Is U Iwill Die Without U رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
pallo4ever قام بنشر March 10, 2007 الكاتب Share قام بنشر March 10, 2007 شكرا تيمور لردك الجميل ده ومنور يا حوبيوميرسي قوي قوي يا نور لردك الجميل ده والحلو ده ومنوراني كتير وان شاء الله معاكو علي طول وانتظرو المزيد وميرسي قوي قوي يا فاني ومنوراني والله وشكرا لكلامك الحلو ده وارجو انك تكوني معانا علي طول يارب وجزاكم الله خيرا ღღ mazaKony ღღ رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
rody star قام بنشر March 11, 2007 Share قام بنشر March 11, 2007 الحمد لله رب العالمين على نعمه الاسلام موضوع اكثر من روعه ميرسي موت I don't wanna do this anymore I don't wanna be the reason why And everytime I walk out the door I see him die a little more inside And I don't wanna hurt him anymore I don't wanna take away his life I don't wanna be... A murderer رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
pallo4ever قام بنشر March 18, 2007 الكاتب Share قام بنشر March 18, 2007 شكرا يا رودي كتير علي ردك الجميل ده ومنوراني والله ღღ mazaKony ღღ رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Ayman..LoveMan قام بنشر August 1, 2007 Share قام بنشر August 1, 2007 تسلم إيديك يا صاحبي كلام جميل رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق
ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل
سجل دخولك الان