nooor قام بنشر February 8, 2007 Share قام بنشر February 8, 2007 الحمد لله رب العالمين، نحمدك اللهم ونستعينك ونستهديك، ونستغفرك ونتوب إليك، ونعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هاديَ له.. لا إله إلا أنت سبحانك أنت القوي ذو العزة، وأنت الغفور ذو الرحمة، مالك الملك وخالق الخلق، رافع السماء وبانيها، وباسط الأرض وداحيها، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير. ونصلي ونسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومَن دعا بدعوته واستنَّ بسنَّته إلى يوم الدين، ونسأل الله أن يجعلنا من هؤلاء الطيبين الطاهرين، ونستفتح بالذي هو خير.. رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي، أما بعد: إن الله عز وجل لا يقبل عملاً بغير الإخلاص، فالمسألة إذًا خطيرةٌ، فنحن نعمل ونصلي ونصوم، فإذا فقدنا الإخلاص ضاعَ العمل، فلا بد أن نسعى إلى الإخلاص. والإخلاص ليس سهلاً، فهو ليس مجرد كلمة تقال "أنا مخلص"، ولكنه يحتاج إلى متابعة مع النفس، متابعة قبل العمل، فأقف مع نفسي قبل العمل، وأسألها: هل هذا العمل لله وحده وليس لأحد فيه نصيب؟ فإن كان لله وحده فهو عملٌ مقبولٌ، وإذا كان فيه نصيبٌ لغير الله فهو غير مقبول، والرسول الكريم ينقل لنا عن رب العزة قوله في الحديث القدسي: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه". الطريق الصعب وكيفية الوصول إلى الإخلاص تكون بدوام المجاهدة مع النفس؛ لأن وراءَنا شيطانًا يوسوس ونفسًا أمَّارةً بالسوء ﴿إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ (يوسف: من الآية 53) فالشيطان يوسوس، والنفس في ذاتها تأمر بالسوء، فنحتاج لمتابعةٍ مستمرةٍ مع النفس ومراجعةٍ؛ حتى نستطيع أن نصل إلى الإخلاص، والله عز وجل يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ(201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ(202)﴾ (الأعراف). الشيطان يمس الذين اتقوا أيضًا، بل إنه يهتم بالتقيّ الصالح أكثر مما يهتم بالفاجر؛ لأن الفاجر فجورُه وحده يكفي، أما من يسير في طريق الخير فهو مَن يحاول الشيطانُ أن يأتيه ويصرفه عنه إلى طريق الشرّ. وعندما ذهب الصحابة إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يشكون من أن الشيطان يوسوس لهم، فشكوا إلى الرسول: يا رسول الله، إنا ترِدُ إلينا الخواطر، لأن يموت المرء أحب إلينا من أن نتحدث بها، فقال الرسول: "الله أكبر قد وجدتموها؟! هذا آية الإيمان، فقالوا: كيف هذا؟ أرأيتم لو أن لصَّا مرَّ ببيتين اثنين أحدهما مُلئ بالمال والمتاع والآخر لا مالَ فيه ولا متاع فأي البيتين يدخل؟! فقالوا: يا رسول الله يدخل البيت المليء بالمال والمتاع فقال: فكذلك الشيطان لا يدخل إلا القلب العامر بالإيمان"، إذًا فالشيطان عندما يدخل لا يدخل القلب الخَرِب، فماذا سيفعل به؟! لكنه يدخل القلب المليء بالإيمان. ولنتوقَّف مع الآية مرةً أخرى فالله عز وجل يخبرنا: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ (الأعراف: 201) فهم يأتيهم الشيطان ليوسوس لهم، لكنهم يتذكرون الله فيصرفه عنهم، وإخوانهم: أي إخوان الشيطان يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون.. يشبه العلماء ذلك الأمر بالفلاَّح أو صاحب الدابة الذي يربط الدابة في مكان ويترك لها الحبل حتى تأكل، فإذا أحسَّ أنها شبعت أو خشِيَ على الطعام الموجود يشدُّ الحبل ويربطه حتى لا تأكل أكثر مما ينبغي، لكن الشيطان- وهذا مفهوم الآية- لا يشد الحبل بل إنه يتركه لك كما تشاء، فإذا أردت أن تأكل الطعام كله تركه لك. سيرة الرجل الصالح كل هذا مجهود شخصي، فأنت عندما تشعر بنقص الإخلاص تعالج هذا بالمجاهدة؛ حتى تكون مستقيمًا على الطريق، والله أعلم.. هل نستطيع أن نكون على إخلاص كامل؟ فيظل الإنسان طيلة حياته يسعى للوصول إلى الإخلاص الكامل ولا يدركه، لكن المهم أن يبذل كل ما لديه من جهد. وهذا الجهد أشار إليه العلماء في قولهم: "إن الرجل الصالح نفسه في عناء، والناس منه في راحة"، ذلك أنه يحاسب نفسه على كل فعل، فينشغل بها عن الآخرين، أما الصنف الآخر والرجل السيئ "نفسه منه في راحة، والناس منه في شقاء"، فهو عكس الأول؛ لأن كل ما يفعله يراه حسنًا، فهو لا يبحث عن نفسه بل عن الناس؛ لذلك يقول الحديث "إذا رأيتم الرجل يقول هلك الناس فهو أهلكهم" لقد انشغل بالآخرين عن نفسه. التوبة المستمرة وقضية نقص الإخلاص يجب أن تشغلنا، وهي بمثابة ذنب نتوب منه كلما نتذكره، الحديث يقول: "الذين كلما أذنبوا تابوا" هذا يعني أن تستشعر هذا الذنب الذي تقترفه، وأنه يحتاج إلى توبة، تتوب باستمرار من كل ذنب. فإذا كنت مخلصًا تحاسب نفسك باستمرار، وتتوب من هذا الذنب (نقص الإخلاص) فهذه التوبة كأنك تتوب من ذنب آخر، فهو كأي ذنب تقترفه فتتوب منه، فكذلك إذا لم يكن هناك إخلاص تتوب منه، وأنت عندما تعود إلى نفسك طالبًا من الله أن تكون مخلصًا حتى لو عدت مرةً أخرى إلى عدم الإخلاص، لكنه كلما يذنب يعود مرةً أخرى. من فوائد هذه الأمر أيضًا أنه يجعلك متواضعًا لله سبحانه وتعالى، فأنت إذا كنت ناقص الإخلاص- والإخلاص شرط في قبول العمل- إذًا فلا تدري هل يُقبل عملك هذا؟ فلعله ليس مقبولاً.. فمن أين يأتيك الغرور والعجب بالنفس؟! إن صلاتك لا تدري هل قبلت أو لا؟ فأنت عندما تدخل فيها تأتي الخواطر والهواجس هل أُعجبوا بصوتي؟ هل أديتها بإتقان؟ كل هذا كفيل أن يُحبط العمل فلا تُقبَل صلاتك، فالله لا يقبل 80% من الإخلاص، وذلك مصداق الحديث: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك"؛ لذلك فهذا الأمر يجعلك متواضعًا ولا تستعلي بعملك على الآخرين. ولذلك جاء في الحديث "اعملوا وسددوا وقاربوا، واعلموا أن أحدًا لن يدخله عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل" فإذا كان حتى رسول الله عملُه لا يكفي لإدخاله الجنة فهل أنا وأنت يدخلنا عملنا الجنة؟! إذًا فعليك بالمجاهدة والاستغفار، وثانيًا تعلم أنك في احتياج دائم إلى التوبة باستمرار من ذنب عدم الإخلاص، ثم ثالثًا تستشعر التواضع وأن هذا العمل مهما عظُم أو كبُر فهو لن يدخلك الجنة. ولست أبالي حين اقتل مسلما علي أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الأله وان يشأ يبارك علي أوصال بشلو ممزع مقولة للصحابي المصلوب خبيب بن عدي رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
!! SiLeNcE !! قام بنشر February 8, 2007 Share قام بنشر February 8, 2007 اللهم أرزقنا الإخلاص في القول والعمل جزك الله خيرا عنا رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
nooor قام بنشر February 8, 2007 الكاتب Share قام بنشر February 8, 2007 اللهم أميـــــــنجزانا واياك ومتشكره جدا لمرورك الكريم جزاك الله خيرا ولست أبالي حين اقتل مسلما علي أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الأله وان يشأ يبارك علي أوصال بشلو ممزع مقولة للصحابي المصلوب خبيب بن عدي رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
! dOo2 El2mr قام بنشر February 9, 2007 Share قام بنشر February 9, 2007 بجد موضوع رائع رائع رائع ومهم جدا جدا جدا تسلم الايادى يا نور على الكلمات الجميله دى اللى احنا فعلا كلنا محتاجينها ومحتاجين نقراها بتمعن علشان نستفيد منها اللهم انفعنا بما علمنا اللهم ارزقنا الاخلاص فى القول والعمل اللهم اعنا على انفسنا اللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك :Mazakonia (100): :Mazakonia (100): :Mazakonia (100): I Will Back SoOn رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Nanossa قام بنشر February 9, 2007 Share قام بنشر February 9, 2007 تسلم ايديكى ياقمر موضوع اكتر من رائع رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
nomo7070 قام بنشر February 9, 2007 Share قام بنشر February 9, 2007 جزاكى الله كل خير يا نووووور بجد مشاركاتك كلها هايلة تسلم ايديكى يا حبيبة قلبى رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
nooor قام بنشر February 10, 2007 الكاتب Share قام بنشر February 10, 2007 اولا جزاكم الله خيرا تامر ,ننوسة ,نووموو علي مروركم الغالي ده وانتو دايما منورني بجد متشكره :Mazakonia (100): ولست أبالي حين اقتل مسلما علي أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الأله وان يشأ يبارك علي أوصال بشلو ممزع مقولة للصحابي المصلوب خبيب بن عدي رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
LoVe AnGeL قام بنشر February 10, 2007 Share قام بنشر February 10, 2007 تسلم ايديكي يا نووووور وجزاكي الله كل خير رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
nooor قام بنشر February 10, 2007 الكاتب Share قام بنشر February 10, 2007 جزانا واياكي وجزاكي الله خيرا ومتشكره لمرورك الجميل ده ولست أبالي حين اقتل مسلما علي أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الأله وان يشأ يبارك علي أوصال بشلو ممزع مقولة للصحابي المصلوب خبيب بن عدي رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق
ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل
سجل دخولك الان