اذهب الي المحتوي
شرح حل مؤقت للتحميل من دومين مازاكوني نت للروابط لحين تحويل روابط المتدي ×
  • Chatbox

    You don't have permission to chat.
    Load More

دروس من الهجرة


Recommended Posts

ألقى الشهيد سيد قطب هذه الكلمة في أحد الاحتفالات بذكرى الهجرة

 

إذا كنا نحتفل بيوم الهجرة فيجب أن نكون جديرين بالاحتفال بهذا اليوم، يجب ألا يكون احتفالنا بالهجرة النبوية ككل احتفالٍ بذكرى من الذكريات الأرضية أو بعملٍ من أعمال الناس، كما يجب أن يكون لهذا الاحتفال طابع خاص، وأن يكون لهذا الاجتماع جوٌّ خاص، وأن نُهيئ نحن أنفسنا لنكون جديرين بالاحتفال بهذه المناسبة الكريمة، ولن نكون جديرين بأن نحتفل بيوم الهجرة إلا حين نرتفع بأرواحنا، وحين نرتفع بأخلاقنا، وحين نرتفع بأعمالنا وقيمنا إلى هذا المستوى الشامخ الرفيع، مستوى الهجرة النبوية الشريفة.

 

 

الواقع الفعلي للسيرة

 

إنَّ سيرةَ الرسول- صلى الله عليه وسلم- وسيرة هذا الإسلام لا يجوز أن تكون تاريخًا يُتلى ولا أن تكون احتفالاتٍ تمضي، إنما يجب أن تكون حياةً تُعاد، وأن يكون واقعًا يُحقق.. إنما جاء الإسلام ليكون واقعًا حيًّا في تاريخ المسلمين، وإنما مضت هذه الأيام لتكون فيها إلى الأبد قدوةً وأسوةً لمَن يتبعون رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.

 

 

كيف نحتفل بالهجرة؟

 

يجب إذا حاولنا أن نحتفل بالهجرة أن نرتفع بأنفسنا إلى مستوى أيام الهجرة.. أن نرتفع بأرواحنا إلى مستوى أيام الهجرة.

 

فهذا الإسلام جاهزٌ وقديرٌ على أن يحقق ما حققه مرةً في تاريخ البشرية، إنه لم يجئ لفترةٍ ولم يجئ لمكان، لقد جاء للزمان كله.. وجاء للأرض كلها.. وجاء للبشرية كلها.

 

فإذا شئنا نحن اليوم أن نحتفل بيومٍ من أيامه، فلا يجوز أن نقرب هذا الاحتفال إلا إذا أعددنا أنفسنا كما يُعد المؤمن نفسه للصلاة بالوضوء، وكما يتهيأ بروحه ليقف بين يدي الله عز وجل.. يجب أن نرتفع إلى إدراك المعاني الكبيرة الكامنة في هذا اليوم الكبير.

 

ومعاني هذا اليوم لا تحصيها ساعة، ولا تحصيها خطبة، ولا يحصيها كتاب، فهي كتاب مفتوح للبشرية منذ 1400 عام، إنما نحاول أن نلخص شيئًا.. نحاول أن نُقلب صفحاتٍ قلائل من هذا الكتاب الضخم الذي لم تنته صفحاته على مدى 1400 عام، ولن تنتهي صفحاته حتى يرث الله الأرض ومن عليها: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)﴾ (الكهف).

 

 

الصفحة الأولى: التجرد

 

الصفحة الأولى من صفحات هذا اليوم المجيد في تلك الكلمات الخالدة للنبي- صلى الله عليه وسلم- تلك الكلمات التي فاه بها لسان محمد- صلى الله عليه وسلم- لقريشٍ بعظمائها وساداتها.. "يا بن أخي إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد شرفًا سودناك علينا، وإن كنت تريد ملكًا ملكناك علينا"، فجاء الرد الحاسم:"والله يا عمِّ، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه".

 

 

فإذا بتلك الكلمات القلائل تخط أول صفحة من الصفحاتِ المشرقة الكريمة في تاريخ الدعوة.. بهذه الكلمات نبدأ تلك الصفحات الكريمة، لم يكن محمد- صلى الله عليه وسلم- مضطرًا أن يهاجر أو أن يغترب لو أنه أخذ المال والجاه.. ولكن محمد- صلى الله عليه وسلم- كان يريد ما هو أعظم من أن تضع الشمس في يمينه والقمر في يساره، وما هو أعظم من السماوات والأرض، ما هو أعظم من النجوم والكواكب.

 

كان يريد عقيدةً تُنتشر وفكرةً تسود ومجتمعًا يتكون وإسلامًا يقوم على وجهِ الأرض يُعلم الناس ما لم يتعلموه قبل هذا الإسلام العظيم.

 

 

هذه هي الذكرى الأولى، وهذه هي الخطوة الأولى التي استصعدنا بها محمد- صلى الله عليه وسلم- في بدء خطواته.. فلنوجه إليها قلوبنا ونحن نحتفل بهذا اليوم.

 

وإن وجدنا أننا لا نستطيع أن نرتفع هذا الارتفاع، ولكن نتطلع إلى هذا الأفق ليدفعنا إليه.. إذا وجدنا في أرواحنا خفةً للتحقيق.. إذا وجدنا في أنفسنا زهدًا في مال.. وزهدًا في منصب.. وزهدًا في جاه؛ لأننا نريد أكثر من المال والجاه والمنصب، إذا أحسسنا في أنفسنا هذا الإحساس.. كنا جديرين أن نحتفل بيومٍ من أيام محمد صلى الله عليه وسلم.

 

 

واجبنا نحو أيام محمد صلى الله عليه وسلم

 

ومنذ اليوم يجب أن نستحضر في أنفسنا هذا الملحاظ فلا نجرؤ على الاحتفال بيومٍ من أيام محمد- صلى الله عليه وسلم- إلا أن نكون على استعداد في ذوات أنفسنا أن نتطلع إلى فعل محمد صلى الله عليه وسلم.. إن ذكريات محمد- صلى الله عليه وسلم- لا يجوز أن ترخص.. لا يجوز أن تصبح سلعةً في السوق.. لا يجوز أن تكون مجالاً لأن يحتفل بها كل مَن يحتفل قبل أن يُعد نفسه لهذا المستوى الرفيع، لهذا المستوى الكريم الذي أعدَّ محمد صلى الله عليه وسلم نفسه له وهو يقول:"والله يا عمِّ، لو وضعوا الشمسَ في يميني والقمرَ في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه".

 

 

حقيقة طريق الدعوة

 

مَن شاء أن يسلك طريق هذه الدعوة فليعرف أنه لا يأتي إلى المال وليتأكد أنه لا يؤدي إلى منصب، وليوطد نفسه أنه لا يؤدي إلى جاه في الأرض وإن كان يؤدي إلى جاه عند الله.

مَن شاء أن يسلك طريق هذه الدعوة فليعلم أن الوزارة قد تفوته، وأن الإمارةَ قد تفوته، وأن المال قد يفوته، وأن الجاه قد يفوته.. ويبقى له ما هو أكرم من هذا كله.. ويبقى له وجه ربك ذي الجلال والإكرام.

 

 

الصفحة الثانية: إعداد النفس للتضحية

 

معنى آخر من معاني الهجرة يجب أن نستحضره في أرواحنا.. يجب أن نُعد أنفسنا له.. هو ما قاله الله عز وجل وهو يخاطب رسوله- صلى الله عليه وسلم- في أول الدعوة: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5)﴾ (المزمل)، لا في كلماته ولا في عباراته، فالله عز وجل يقول ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)﴾ (القمر)، فألفاظ القرآن ميسورة وعباراته ميسورة، وهذا الثقل في القول ليس في ذات القول، ولكن في التبعة.. في المهمة.. في الواجب.. في المشقة التي يحملها هذا القول الثقيل.. ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً﴾.

 

إن الطريقَ شاقة، إن الطريقَ ليست مفروشةً بالزهور والورود، إن الطريق مليئةً بالأشواك.. لا.. بل إنها مفروشة بالأشلاء والجماجم، مزينةً بالدماء، غير مزينةٍ بالورودِ والرياحين.. إن الطريق شاق.. هذا هو المعنى الثاني الذي يجب أن نتذكره ونحن نتطلع ونحاول أن نرتفع إلى أفق الهجرة الكريمة.

 

 

إن سالكه لن يفوته المنصب وحده، ولن يفوته الجاه وحده، ولن تفوته السيادة وحدها في هذه الأرض، ولكن سيتحمل قولاً ثقيلاً، وسيتحمل جهدًا ثقيلاً، وسيجتاز طريقًا ثقيلاً.. فلنعد أنفسنا لما أعد محمد صلى الله عليه وسلم نفسه له لنكون جديرين بأن نحتفل بيومِ هجرته صلى الله عليه وسلم.. ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً﴾.

 

 

عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم وحقيقة النصر

 

كان من الميسور أن يدعو الرسول- صلى الله عليه وسلم- على قومه دعوة تهلكهم فينتهي، كان ميسورًا أن باب السماوات مفتوح ﴿أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾ (القمر: من الآية 10)، ولكن الرسول- صلى الله عليه وسلم لم يلقَ دعوته ولم يدعو دعوته هذه على قومه، إنما اختار الطريق الشاق.. اختار الطريق الطويل.

 

لقد كان نوح عليه السلام يملك أن يدعو على قومه فيهلكهم الله ليبدل الله الأرض قومًا غيرهم؛ لأن دعوته موقوتة لأنه جاء لقوم؛ لأنه جاء لدين، أما رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقد كان يعلم أن دعوته هي دعوة الأبد، وأن رسالته هي الرسالة الأخيرة، وأن السماء وقد تفتحت بنورها إلى الأرض لن تفتح بهذا النور إلى الأرض مرةً أخرى؛ لذلك لم يخترْ أن يدعو الله بالنصرِ فيرتاح في لحظته، إنما اختار طريق الجهاد؛ لأنه إن انتصر اليوم.. أن انتصر نصرًا يسيرًا.. إن انتصر نصرًا سهلاً، فمَن يُؤتي أمته ومَن يُؤتي الأجيالَ بعده هذا النصر السهل الرخيص.

 

 

إنَّ أمته يجب أن تُدرَّب.. يجب أن تُعد.. يجب أن تجد فيه قدوة.. يجب أن يكون لها قدوة في جهادٍ شاق طويل.. ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)﴾ (العنكبوت).

 

 

لا بد من فدية.. لا بد من بلاء .. لا بد من امتحان؛ لأن النصرَ الرخيص لا يبقى؛ لأنَّ النصرَ السهلَ لا يعيش؛ لأن الدعوة الهينة يتبناها كل ضعيف، أما الدعوة العفية الصعبة فلا يتبناها إلا الأقوياء ولا يقدر عليها إلا الأشداء.

 

 

لمَن النصر

 

﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)﴾ (البقرة).

 

 

إنَّ نصرَ الله قريب، ولكن ممن احتملوا البأساء والضراء، ممن جاهدوا وبذلوا.. ممن لم يبقوا في طاقتهم قوة.. ممن احتملوا مشاق الطريق.

 

عندما يبذل الإنسان أقصى ما في طوقه، عندما يصل إلى نهاية الشوط، عندما يلقى بهمه كله إلى الله بعد أن لم يبقَ في طوقه ذرة عندئذٍ يتحقق وعد الله ﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾.

 

 

هذه هي الذكرى الثانية، هذا هو المعنى الثاني.. هذا هو المعنى الرفيع الذي يجب أن نُعد أنفسنا له ونحن نتطلع لكي نرتفع إلى ذلك الأفق السامي ونحن نحتفل بالهجرة الكريمة.

 

:Mazakonia (92): (46)::025::025:


 

do2el3amrok4.gif

 

I Will Back SoOn

 

رابط هذا التعليق
شارك

بجد توبيك اكتر من روووووووووووووووووووعة

 

تسلم ايديك يا ضوء

 

وجزاك الله كل خير


118133290139291ig3.gif
رابط هذا التعليق
شارك

جزاكم الله كل خير يا نومو لمرورك الغالى وياااارب انفعنا بما علمنا


 

do2el3amrok4.gif

 

I Will Back SoOn

 

رابط هذا التعليق
شارك

جزاك الله كل خير يا تامر الموضوع جميل قوي بجد وانا بحب السيد قطب جدااااااااااااااااااااااااا شكرا ياباشا


 

 

22picture20in20presentarp4.jpg

 

twas2012aa2.gif

 

436c5a259235a6434053977eb57165f1.gif

 

ღღ mazaKony ღღ

رابط هذا التعليق
شارك

جزاك الله خيرا موضوع جميل جداااا وتسلم ايدك

 

ويارب يجعل كل كلمه فيه في ميزان حسناتك


ولست أبالي حين اقتل مسلما

 

علي أي جنب كان في الله مصرعي

 

وذلك في ذات الأله وان يشأ

 

يبارك علي أوصال بشلو ممزع

 

مقولة للصحابي المصلوب

 

خبيب بن عدي

رابط هذا التعليق
شارك

جزاكم الله كل خير يا محمد باشا لمرورك وليكى يا نور لمرورك الغالى ويارب انفعنا بما علمنا


 

do2el3amrok4.gif

 

I Will Back SoOn

 

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان
  • المتواجدين الان   0 اعضاء متواجدين الان

    • لايوجد اعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحه
×
×
  • اضف...