الرؤى والأحلام بين الحقيقة والأوهام

[brightstars]

كثير من الناس أصبحوا يهتمون اهتماما كبيرا بالرؤى والأحلام، ويجرون وراء خيالات قد يرونها خلال نومهم تتيح لهم قدرا من التنفيس عن واقعهم البائس، وآخرون يعيشون فى الوهم وينتظرون هذه الأحلام بفارغ الصبر ويتعلقون بها، حتى اختلط الأمر على الناس وخصصت بعض الفضائيات برامج كثيرة لتفسير هذه الاحلام على الهواء مباشرة.

 

ولاشك أنها تجارة رابحة وهذا لا ينفى أن هناك رؤيا صالحة هى من المبشرات التى يراها المؤمن أو ترى له.

 

وهناك أضغاث أحلام، وهناك تحديث النفس وحتى لا يختلط الأمر على الناس، نعرض من خلال السطور التالية لهذه القضية من حيث بيان الضوابط الشرعية لعملية تفسير الأحلام وبيان ما فيها من حق أو باطل ونجيب على السؤال الهام وهو هل يمكن للرؤيا أن تصيب الواقع وما يجب فعله على المسلم عندما يرى شيئا فى منامه؟

 

فى البداية يضع د. صبرى عبد الرءوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أيدينا على نقطة هامة وخطيرة وهى أن بعض الناس عندما يرى رؤيا كأنما أصيب بلوثة عقلية فيحاول أن يطبق ما رآه فى منامه حتى لو أدى ذلك إلى ارتكاب أعتى الجرائم ولهذا نقول إن الحلم من الشيطان والرؤيا من الله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (والرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة).

 

وفيما يتعلق بالأحلام فهى تقع إما بسبب سيطرة الشيطان على الإنسان أو بسبب ضعف الإيمان أو بسبب الأكل الكثير والنوم بعده وهنا يرى الإنسان الأحلام المزعجة والكوابيس التى لا ترمز إلى شئ وهذا ما يطلق عليه أضغاث أحلام.

 

أما الرؤيا ففى الغالب كما يوضحها د. صبرى تكون من استشراق الروح وصفائها فهى ترمز برموز يعرفها بعض الأصفياء وهى تعبر فى الغالب عما تتطلبه النفس وتميل إليه، ومعلوم ان للعقل الباطن أثرا فعالا فى مثل هذه الأمور.

 

 

خواطر الأنبياء

 

 

وفى القصص القرآنى وجدنا ما يدل على أن الرؤيا تحولت إلى حقيقة فإن مثل هذا من خواص الأنبياء، لذلك رأينا فى قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ولده إسماعيل أمرا عجيبا حيث رأى سيدنا إبراهيم عليه السلام فى منامه أنه يذبح ولده إسماعيل عليه السلام، ويحكى لنا القرآن الكريم هذه القصة ويقول: {فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين}.

 

والثابت هنا ان هذه رؤيا من الله عز وجل ورؤيا الأنبياء حق وصدق لأنها طريق من طرق الوحى أو وسيلة من وسائله.. لذلك فهم سيدنا إسماعيل عليه السلام الرؤيا التى رآها والده وأيقن أن ما رآه والده وحى من السماء.

 

 

أقوال للمفسرين

 

وعلى ذلك فيؤكد د. صبرى على أن تفسير الرؤيا وتأويلها لا ينبغى أن يقوم به أى إنسان بل يشترط فيه أن يكون دارسا للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة حتى يتمكن من مطابقة الرؤيا على ما ورد فى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

 

وإن حدث غير ذلك فإنه يكون لونا من ألوان التخبط وادعاء علم من غير أساس وهذا ما يقوم به بعض مفسرى الحلم والرؤيا فى زماننا هذا.. وينصح د. صبرى كل من شاهد رؤيا.. أو حلما من الأحلام أن ينظر إن رأى خيرا حمد الله عز وجل وإن رأى شرا أيقن أن ما رآه من الشيطان.

 

وهذا تأكيد لما قد أجمع عليه الفقهاء على أن الرؤيا أو الحلم لا يترتب عليهما حكم شرعى ولا يلزم الإنسان بتحقيق ما رآه فى منامه فكم من بيوت خربت وأسر شردت وأطفال تيتمن ونساء طلقن بسبب أضغاث الأحلام.

 

ولهذا فإنه يجب على كل إنسان أن يعتمد على الله عز وجل وأن يفوض أمره إلى الله فى كل أمر من أموره حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه إذا قام الإنسان بالاعتماد على كلام الغير أو بتحقيق ما رآه فى منامه فكل شئ بقضاء الله عز وجل.

 

 

 

ثلاثة أنواع

 

 

ويطرح د. محمد المسير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر تفسيرا شرعيا للرؤيا فيرى أنها ثلاثة أنواع إما أن تكون من فعل الشيطان وإلقائه فى النفس من الأضغاث والتخليط الذى لا ينضبط، وهذا لون من ألوان العداوة التى يمارسها الشيطان ضد بنى الإنسان.

 

وإما أن تكون من حديث النفس وأعمال اليقظة. وإما أن تكون الهاما من الله للعبد إذا صفت نفسه وتخلصت سريرته من أفكار السوء وتعلق قلبه بذكر الله واشتغلت جوارحه بطاعة الله سبحانه وتعالى. وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى كل هذه الأنواع عندما قال: (أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا) كما أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة

 

 

لا تتحدث بها

 

 

ويشير د. المسير إلى بعض الآداب الشرعية للتعامل مع الرؤيا فيقول: من الأدب الشرعى أن الإنسان لا يقص رؤياه إلا على مخلص أو حبيب أو عالم أو إنسان يطمئن إليه. وإذا رأى الإنسان ما يكره، فليقل كما علمنا النبى صلى الله عليه وسلم: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا يأتى بالحسنات إلا أنت ولا يذهب بالسيئات إلا أنت وليقم ويصلى ولا يحدث بها الناس.

 

وعندما جاء أعرابى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إنى حلمت أن رأسى قطع فأنا اتيحه، فزجره صلى الله عليه وسلم وقال له: (لا تخبر بتلاعب الشيطان بك فى المنام) المعهود شرعا أن الرؤيا الصالحة التى فيها قد يتحقق على مدى طويل وقد تستغرق وقتا ممتدا مثل رؤيا نبى الله يوسف عليه السلام التى لم تتحقق رؤياه إلا بعد نصف قرن على الأقل.

 

 

 

لا تنزعج

 

 

ويشير د. المسير إلى معنى هام وهو أن المؤمن لا ينبغى له أن يبحث عن رؤياه فى الواقع، ولا يتخوف إذا كانت رؤياه صادقة، ولا يرتب شيئا فى حياته على أى رؤيا.. بل عليه أن يوقن أن الكون ماض بقدر الله وقدرته التى لا تحركه أضغاث أحلام.. كما عليه أن يسير أموره الدنيوية بأسباب الله فى خلقه.

 

ومن البلاهة أن ينزعج المسلم من رؤيا سيئة أو أن يتكل على هذه الرؤيا ويقعد عن العمل والأخذ بالأسباب.. وليس من الإسلام ولا من العقل مثلا أن لا يأخذ المريض بأسباب العلاج لو رأى له أخرون أنه قد مات.. أو أن يقعد الطالب عن المذاكرة لو رأى أنه قد رسب.

 

إن الأحلام والرؤى المنامية لا يجوز أبدا أن تؤثر على عمل الإنسان فى اليقظة ولا يرتب على أساسها موقفا أو يترك عملا فى الحياة.

 

 

علامات الرؤيا الصالحة

 

 

وعن مظاهر الرؤيا الصالحة يقول الشيخ محمد توفيق (الداعية الإسلامى): هناك مبشرات يراها الإنسان الصالح بروحة أثناء النوم من فضل الله أو ترى له من إنسان صالح غيره، وقد جاء فى السنة المشرفة أن المبشرات هى الرؤيا الصالحة وهى ما بقى من النبوة لأن النبوة كان أولها رؤيا صالحة صادقة من الله لرسوله عليه السلام ثم بالوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم لمدة ثلاث وعشرين سنة.

 

ومن هنا نجد أن زمن الرؤيا فى النبوة، مقابل زمن نزول الوحى بالرسالة على الرسول صلى الله عليه وسلم (ذلك) فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ويوضح الشيخ توفيق الروح ويقول إنها من الأمر الإلهى الذى تعمل به النفس وليحى به أيضا الجسد ويقول: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.

 

رب العزة سبحانه وتعالى وعلى هذا فإن الروح ترى الرؤيا الصالحة وهى المبشرات بالخير من الله، وأفضل ما يراه المؤمن فى نومه يرى حضرة النبى صلى الله عليه وسلم فقد روى البخارى رحمه الله عن أبى هريرة رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (تسموا باسمى ولا تكنوا بكنيتى ومن رآنى فى المنام فقد رآنى فإن الشيطان لا يتمثل فى صورتى ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).

 

والأحلام موجودة فى الكتاب والسنة، وكل إنسان يرى فى نومه ما قدره الله سبحانه وتعالى له.

 

 

بين التقى والفاسق

 

 

وتلفتنا أ.ألفت شاكر الداعية وتقول: تختلف الرؤيا من حيث التوقيت صيفا وشتاء . ومن هنا تشير أ. ألفت إلى عدم الاستواء فى تأويل الرؤيا بين التقى والفاسق، والصيف والشتاء، وكذلك بين الرجل والمرآة.

 

ومما يستحب عندما يرى الإنسان رؤيا أن يدعو الله بما شاء من دعاء حتى تكون خيرا عليه وعلى أهل بيته فقد ورد أن السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها أنها كانت إذا رأت رؤيا تقول: (اللهم ارزقنى رؤيا صادقة غير كاذبة مذكورة غير منسية واضحة غير مؤولة لا حظ فيها للشيطان).

 

 

و الله اعلم

 

منقوووووووووول

[! dOo2 El2mr]

 

تســــــلم ايــدك يا برايـــت واللـــه مجهـــود رائــــع وتوبيــــك جميــــل وفيـــه افـــاده كبيـره جـدا جـدا وياريـــت يا جميـــل نشــوف مواضيعــك الجميلـه دى باستـمرار ان شـاء اللـه

 

[brightstars]

merci ya do2

3ala kalamak el gamel da

wa isa 2orayb hageb 7agat tanya

[pallo4ever]

تسلم ايدك يا برايت وانا لسه بقرأ الموضوع بردو بس تمام ومجهود رائع فيه وموضوع حلو كمان تسلم ايدك وجزاكي الله خيرا ومعانا علي طول ان شاء الله

 

:Mazakonia (100):

[Muslim_Soldier]

teslam Edak

[brightstars]

isa ya pallo

ma3ako 3alatol

wa thxxx ya moslim wa pallo

3ala el reply